اقتصاد

لهذا الجزائر مورد طاقوي موثوق

إلتزامها بعقودها محلّ إشادة، الخبير سراي:

وصفت منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول "أولئك"، في أحدث تقرير لها الجزائر بالدولة ذات الموثوقية العالية في مجال الغاز، بالموازاة مع المساعي الحثيثة لعدة دول أوروبية لايجاد لحصص بديلة عن الغاز الروسي، في ظل التخوفات من شح الإمدادات في السوق العالمية.

وفي هذا الصدد، قال أمس الخبير الإقتصادي عبد المالك سراي في تصريح لجريدة "الرائد"، بأن الموثوقية العالية التي اكتسبتها الجزائر في المجال الطاقوي راجع لعدة اعتبارات وليست وليدة اليوم، وترتبط الاتفاقيات الطاقوية لبعض الدول الأوروبية بالجزائر، نظرا لموقعها الجغرافي وتوفرها على أنابيب النقل ومحطات التخزين، غير أن الحافز والدافع الأكبر يتمثل في اعتبار الجزائر سوقا موثوقة وبلدا يلتزم بكافة عقوده.

وأوضح سراي، بأن العديد من الدول المستوردة للغاز الجزائري ترى فيها طرفا موثوقا، لكونها ملتزمة بتعاقداتها وتتوفر على البنى التحتية، إذ أن الوحدة الصناعية الجزائرية اليابانية تعتبر من الأوائل في التاريخ في المجال، والتي تم تشييدها بالموازاة مع السياسة المتبعة من قبل السلطات الجزائرية في ذلك الوقت، مستفيدة من العلاقات المتينة، التي ربطها مسعود زوقار بالأمريكيين، الذين وقعوا اتفاقية للاستفادة من الغاز المسال الجزائري، كما أن توفر الجزائر على البنية التحتية وموقعها الاستراتيجي جعلها قبلة للدول الراغبة في استيراد الطاقة، علاوة على الضمانات التي توفرها الجزائر لزبائنها.

وأشار عبد المالك سراي، بأنه قد حضر العديد من الإجتماعات في المجال الطاقوي، والتي أكد من خلالها المسؤولين الأوروبيين على وجه الخصوص، بأن الجزائر تعتبر بلدا ذو موثوقية عالية في مجال تصدير الغاز والنفط.

وشدد محدثنا، على أن مساعي العديد من دول الاتحاد الأوروبي في الوقت الراهن للاستفادة من شحنات اضافية من الغاز المسال، تستدعي من الجزائر العمل على توفير البنية التحتية اللازمة  وبناء أسطول من الناقلات لمسايرة التغييرات الحاصلة عالميا، خاصة في ظل الوضع المتقلب شرق أوروبا بين روسيا وأوكرانيا، غير أنه أكد بأن توفير الإمكانيات اللازمة يتطلب ما بين 3 إلى 5 سنوات.

وفي ذات الإتجاه، كشف الخبير الاقتصادي بأن قانون الاستثمار الجديد سيسمح بجذب وتحفيز العديد من الشركات العملاقة للإستثمار ببلادنا في قطاع المحروقات، بالموازاة مع سعي الجزائر لرفع إنتاجها وتصدير كميات أكبر من الغاز والنفط، في ظل التغييرات الحاصلة في الأسواق الطاقوية، مشددا على أن الأمر يعتمد على تجسيد إستثمارات حقيقية بالشراكة مع المؤسسات العالمية.

وبخصوص انخفاض الكميات المصدرة من الغاز المسال خلال الربع الأول من العام الجاري، والتي لم تتجاوز 2,4 مليون طن، أشار عبد المالك سراي، بأن الجزائر عززت من صادراتها من الغاز الطبيعي عبر خطي أنريكو ماتي لايطاليا ورفعت من طاقته، بالإضافة إلى ميد غاز، ما سمح بتوفير إمدادات طاقوية لاسبانيا، على حساب الغاز المسال.

يشار إلى أن الجزائر صدرت خلال عام 2021 حوالي 10,2 مليون طن من الغاز المسال للقارة الأوروبية، وجاءت رابعة كأكبر مصدر بعد كل من الولايات المتحدة الأمريكية ب 24,2 مليون طن وقطر بـ 16,2 مليون طن وروسيا ب 13,7 مليون طن.

من نفس القسم اقتصاد