الوطن

"البرك" و"السدود" تحصد ضحاياها مبكرا

تسجيل عشرات الضحايا من الأطفال والمراهقين في ظرف أسبوع

بدأت حوادث الغرق عبر شواطئ الولايات الساحلية، وحتى عبر البرك والسدود بالولايات الداخلية مبكرا هذا الموسمن فرغم أن موسم الاصطياف لم يبدأ فعليا بالجزائر، إلا أن هذه الحوادث بدأت تسجل بوتيرة جد سريعة ومقلقة، وهو ما يستدعي تكثيف لعمليات التحسيس منذ الآن.

وتتحول البرك والسدود والشواطئ غير المحروسة مع حلول الصيف وبداية موجات الحر، إلى أماكن للاستجمام، يجد فيها الأطفال والمراهقون خاصة أبناء الفقراء منهم، ضالتهم غير أن هذه المتعة سرعان ما تتحول إلى مأساة يكون ضحاياه هؤلاء الأطفال، لتنقلب هذه الأماكن لأماكن للموت غرقا وهو ما يستدعي حسب المختصين تكثيف حملات التحسيس على الأقل لتقليل عدد حوادث الغرق خلال هذه الصائفة.

وبالعودة لحالات الغرق خلال الأيام الماضية فقد سجلت المديرية العامة للحماية المدنية غرق طفلين يبلغان من العمر 15 سنة بولاية قالمة في مياه سد بوهمدان في شطره المتواجد بمنطقة مشتة البقرات ببلدية بوعاتي محمود منذ أيام، كما انتشلت فرقة الحماية المدنية، للوحدة الثانوية بقايس، غرب خنشلة، جثة شاب من داخل مياه وأوحال سد فم القيس، في حوض مائي، كما تدخلت مصالح الحماية المدنية لولاية عين الدفلى لأجل انتشال طفل غريق متوفى من بركة مائية وإنقاذ طفل آخر على مستوى فرقة "السعايد" ببلدية برج الأمير خالد، أين تم إنقاذ وإسعاف طفل يبلغ من العمر حوالي 11سنة فيما تم استخراج جثة غريق من البركة المائية المخصصة للسقي الفلاحي عمقها حوالي 4 متر.

 كما سجلت شواطئ ولاية تلمسان نهاية الأسبوع المنصرم غرق 8 أشخاص حسب بيانات صادرة عن الحماية المدنية لولاية تلمسان، وذلك في عدد من شواطئ الولاية بمرسى بن مهيدي والغزوات، كما  لفظ ثلاثة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 15 سنة و17 سنة أنفاسهم الأخيرة منذ أيام وفي ظرف ثلاثة أيام متتالية، غرقا في حوادث متفرقة عبر السدود والبرك المائية في ولاية سوق أهراس. والملاحظ من خلال هذه الحوادث أنه رغم التحذيرات العديدة للمختصين والناشطين في القطاع الصحي وكذا الحملات التحسسية للحماية المدنية والتي انطلقت منذ فترة للتحذير من خطر الغرق وكذا انتشار الأمراض عن طريق العدوى على مستوى السدود والأودية التي تتحول إلى أماكن للاستجمام، إلا أن هذه الظاهرة عادت للواجهة مع ارتفاع درجات الحرارة فالعديد من الأطفال والمراهقين يجدون ضالتهم في هذه المواقع المفتوحة على الهواء الطلق، خاصة في المناطق التي تعرف درجات حرارة عالية وأساسا الداخلية منها.

 ومن بين المواقع التي تعرف توافدا كبيرا من قبل المواطنين وحتى العائلات؛ السدود، حيث يقدم الجميع على السباحة والغطس فيها، معرضين بذلك حياتهم لخطر الإصابة بالأمراض عن طريق العدوى أو الغرق، بسبب غياب أعوان الحماية المدنية على مستواها، كونها مناطق غير مسموحة للسباحة، وبذلك ليس من مهام الحماية المدنية التواجد بها. ويقول مختصون أن السبب وراء انتشار تلك الظاهرة لا وعي هؤلاء، حيث يضن الكثيرون أن لا خطر في الأمر، وأنها مياه عادية مثلها مثل مياه البحر، إلا أن في حقيقة الأمر، التيارات الكبيرة في تلك المناطق قد تسحب الفرد بقوة شديدة تجعله يفقد السيطرة ويعجز عن العودة إلى الضفاف، وهذا "اللاوعي" سببه كذلك تفكير الشباب في البحث عن مناطق قريبة من مسكنهم للسباحة في ظل بعدهم عن الشواطئ المحمية التي تضمن لهم الراحة خلال السباحة ولعائلتهم.

على صعيد آخر، يتحدث المختصون عن أخطار أخرى إلى جانب الغرق، وهي مختلف الأمراض التي قد تصيب الفرد الذي يسبح في تلك المياه الراكدة، ففي حال تسرب بكتيريا حاملة لفيروسات إلى أفواه الأطفال والشباب الذين يسبحون في تلك المياه، يمكن ان يصاب هؤلاء بأمراض جلدية وهضمية، إلى جانب أمراض العيون، نتيجة شرب جرعات من تلك المياه الملوثة. ومن هذا المنطلق فان تكثيف حملات التحسيس مع حلول موسم الاصطياف يعد امر استعجالي على ان يشمل كافة الفئات بداية من الأطفال والمراهقين الذين يعدون هم الضحايا وصولا للأشخاص البالغين والأولياء الذين وجد عليهم حماية أبنائهم ومنعهم من السباحة في غير الشواطئ المحروسة والمؤمنة.

من نفس القسم الوطن