الوطن

جهاز عملياتي لمكافحة الحرائق ودعوة لإشراك "المواطن" في مخطط "الوقاية"

العامل البشري السبب الرئيسي في تشوب حرائق الغابات

تواصل الحكومة اتخاذ الإجراءات من أجل ضبط مخطط وقائي محكم من حرائق الغابات حيث أعلنت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، أنها وضعت جهازا عملياتيا للتعبئة الشاملة وأعلنت حالة تأهب قصوى لمكافحة حرائق الغابات، في حين يدعو الخبراء لضرورة تكثيف حملات التحسيس معتبرين أنه من بين أسباب الحرائق هو العامل البشري ما يجعل المواطن مسؤول بدوره عن حماية الغابات.

وحسب بيان للوزارة، فإن هذا الجهاز يتضمن عددا من التدابير التنظيمية والعملياتية ويأتي في وقت تتعرض فيه الجزائر لمخاطر حرائق الغابات بدرجة عالية نسبيا خاصة وأن عدد حالات اندلاع الحرائق قد زاد خلال السنوات الست الماضية. بالإضافة إلى الظروف المناخية التي تمر بها البلاد حاليا والمصحوبة بموجة من الحر، وأضاف البيان، أن الجهاز يتكون من اللجنة الوطنية لحماية الغابات. التي يترأسها وزير الفلاحة وتتألف من ممثلين عن 13 وزارة و11 مؤسسة وطنية ذات صلة بحماية الغابات.

كما تتمثل مهامها في اعتماد وتحديث المخطط العملي للوقاية من حرائق الغابات. كما تم تنصيب 40 لجنة عملياتية ولائية وتعبئة وسائل المكافحة في إقليم كل ولاية. بالإضافة كذلك إلى تنصيب 1333 لجنة عملياتية للبلدية وإنشاء 468 لجنة عملياتية للدائرة لتنسيق عمليات المكافحة على مستوى البلديات الموضوعة تحت سلطة كل دائرة. وتشكيل 2353 لجنة عملياتية للسكان المجاورين. وأشار البيان، أنه تم وضع 401 برج للمراقبة والتنبيه بتعداد 960 مراقبا. و513 رتل متحرك بتعداد 1017 مسؤولا عن التدخل الأولي. و1019 ورشة تدخل تضم 9481 عامل. و 3261 نقطة تزوّد بالمياه موجودة داخل الغابات. بالإضافة كذلك إلى 63 شاحنة إمداد و15 شاحنة صهريج. و2084 جهاز اتصال لاسلكي للإنذار المبكر. وأشار البيان إلى أنه تم إصدار تعليمات إلى المديرية العامة للغابات والجان الولائية بالبدء في وضع عدد من التدابير الاستعجالية والإنذار. والتي تتمثل في اعتماد نهج للإنذار المبكر يهدف إلى الإبلاغ والتحكم في نشوب الحرائق. وإعادة تنشيط وتفعيل أبراج المراقبة. والتدخل السريع للحماية وإنشاء دوريات مراقبة على مدار 24 ساعة. وكذا تعبئة وسائل التدخل "أرتال متنقلة، نقاط مياه"، إنشاء دوريات مراقبة على مدار 24 ساعة، مشكلة من مصالح المديرية العامة للغابات والحماية المدنية، والمصالح الأمنية.

والتنسيق مع الحماية المدنية للتدخل الفعلي والهيئات الاخرى خاصة بالوقاية، مع ضرورة التواصل الدائم مع الوكالة الفضائية الجزائرية ومصالح الارصاد الجوية.  كما يمكن للولاة إصدار قرارات حظر دخول الفضاءات الغابية كلما اقتضى الأمر.

إقبال مبكر على الغابات وتحسيس المواطن حلقة مهمة

 بالمقابل ومع تسطير مختلف الهيئات المعنية مخطط مكافحة الحرائق هذه السنة يشير الخبراء في مجال الحماية من الكوارث انه من الضروري تكثيف الحملات التحسيسية وسط الافراد والاسر من اجل القضاء على بعض الممارسات التي تعد سببا في اندلاع الحرائق عبر الغابات التي بدأت تعرف اقبالا كبيرا من طرف الاسر خاصة في هذه الفترة التي تسبق موسم الإصطياف وهو ما يستوجب على المواطنين ان يتحلوا بحس المسؤولية وينخرطوا في العمل التطوعي الذي يرمي الى الفائدة العامة فتصرفات مسيئة للبيئة قد تشجع اندلاع الحرائق لا سيما عدم الحرص على  تنظيف اماكن الاستراحة التي يشغلونها في المساحات الخضراء وترك مسببات الشرارات في الغابات وهو ما يستوجب التزاما اكبر من طرف  المستجمين وكل زوار المساحات الغابية ومناطق الراحة في الجزائر.

 وفي هذا الصدد قال رئيس نادي المخاطر الكبرى عبد الكريم شلغوم في تصريح له أن نجاعة المخطط الذي سطرته الحكومة للوقاية من حرائق الصيف هذه السنة، مرتبط بالوسائل والإمكانيات وكذا الاستراتيجية الوقائية وجهاز اليقظة وحملات التحسيس أيضان مؤكدا أن الغابات في الجزائر كثيفة جدا، وهي بحاجة إلى نظام وقائي خاص مثلما كان مطبقا في سنوات الستينيات والسبعينيات.

وعن الأسباب الرئيسية وراء اندلاع الحرائق، يحصرها ذات المختص في حرارة الطقس وغياب سياسة بالنسبة إلى الإقليم، فضلا عن غياب تهيئة ومسالك للجبال تشرف عليها وزارتا الفلاحة والداخلية، فضلا عن الممارسات السلبية لزوار الغابات وحتي الأيادي "الخبيثة" والتي ترفع من بقعة الحرائق عمدا خاصة في السواحل بغية الاستيلاء على الأراضي، مضيفا أن ارتفاع معدلات الحرائق كل فصل صيف ستكون له أبعاد خطيرة على المحيط والمناخ الذي يفقد على المدى المتوسط والبعيد توازنه. 

من نفس القسم الوطن