الوطن
"تعبئة" وحشد للإمكانيات لإنجاح مخطط "مكافحة الحرائق"
فيما يعتبر الانذار المبكر، التدخل السريع والتنسيق أهم عناصر نجاحه
- بقلم سارة زموش
- نشر في 24 ماي 2022
تواصل مختلف الهيئات والوزارات المعنية بملف مخطط حرائق الغابات اتخاذ الإجراءات وضبط كل الوسائل المادية والبشرية لإنجاح هذ المخطط وتجنيب الجزائر خلال هذه الصائفة سيناريو الحرائق التي شهدناها السنة الماضية.
- 3 ألاف عون لمحاربة حرائق المحاصيل الزراعية
وفي هذا الصدد جندت المديرية العامة للغابات، تزامنا مع إنطلاق موسم الحصاد والدرس، أزيد من 3 ألاف عون عبر الوطن لوقاية ومكافحة الحرائق خاصة تلك المتعلقة بحرائق المحاصيل الزراعية الكبرى. وكشف المحافظ الرئيسي لمكتب الوقاية ومكافحة الحرائق بالمديرية العامة للغابات، رشيد بن عبد الله، في تصريح للإذاعة أنه "تم هذه السنة تسخير كل الإمكانيات لمجابهة الحرائق، خاصة التي تمس المحاصيل الزراعية من خلال وضع جهاز عملياتي متكون من 401 برج مراقبة، 513 فرقة متنقلة، 63 شاحنة صهريج للتزويد بالمياه و3261 نقطة مياه". كما أضاف أنه "تم إقتناء 80 سيارة رباعية الدفع بسعة صهاريج 100 لتر". من جانبه، كشف المدير الفرعي للإحصاءات والإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، فاروق عاشور، أن "مصالحه ستشارك في هذه العملية من خلال تجنيد 65 ألف رتل متنقل لمرافقة الفلاحين في موسم الحصاد والدرس، وأن كل الوحدات تم إدماجها ضمن المخطط التدخلي الإستباقي لفائدة الفلاحين الذي يهدف إلى مكافحة الحرائق التي تسببت السنة الماضية في إتلاف أزيد من 100 الف هكتار من الغطاء النباتي".
- عبد الغني مسعود: جهاز خاص للمناطق الأكثر تضررا
من جهته أكد أمس نائب مدير حماية الثروة الغابية بالمديرية العامة للغابات عبد الغني مسعود أنه تم ضمن المخطط الجديد لمكافحة الحرائق تم إنشاء 400 وحدة مراقبة وتجنيد من 600 فرقة متنقلة، مع قوة عاملة قوامها 2791 عنصرًا ، معززة بحوالي خمسين شاحنة صهريجية عالية السعة. يضاف إلى ذلك تعبئة 3291 نقطة مياه و 53 آلية ارتباط، وأشار ذات المسؤول أن هذا الجهاز تم تخصيصه للمناطق الأكثر تضررا كل فصل صيف من الحرائق في مقدمتها المناطق الجبلية مشيرا ان هناك تصنيف تعتمد عليه مديرية الغابات يحدد بدقة عبر كل منطقة الأماكن الأكثر عرضة للحرائق مضيفا "جبلية ذات تضاريس وعرة. هذا هو ما يجعل الإنذار الأول هو أهم مرحلة" ويوضح عبد الغني بومسعود أن "الحرائق من بين الظواهر التي تعود كل عام" ، ومن هنا "الحاجة ملحة للتنسيق والتعاون إلى العمل مع السكان وسكان المناطق المعرضة للخطر والحماية المدنية."
- تعليمات وزارية لرفع درجة اليقظة
هذا وكان وزير الفلاحة والتنمية الريفية محمد عبد الحفيظ هني، قد اعطي أمس الأول تعليمات بضرورة الرفع من درجة اليقظة في مجال محاربة حرائق الغابات والسرعة في إصدار الإنذار المبكر فور إندلاعها. وأوضح هني أن المكافحة الفعالة لحرائق الغابات تقوم على ثلاث عناصر أساسية، وهي الانذار المبكر بفضل اليقظة باستخدام الوسائل التقنية، والتدخل السريع، والانسجام بين مختلف المتدخلين في عملية إخماد الحرائق. وأشار الوزير إلى أن الدولة وافقت على تمويل يفوق 6 مليارات دج موجهة للمديرية العامة للغابات خلال السنة الجارية قصد تمكينها من الحصول على وسائل إضافية خاصة التقنية منها لمحاربة حرائق الغابات. وذكر بأن اللجنة الوطنية لحماية الغابات التي تنصب عادة بداية شهر جوان ، تم تقديم تاريخ تنصيبها هذا العام إلى 10 ماي الجاري بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مضيفا أن الحكومة اتخذت كافة الاجراءات اللازمة للوقاية من حرائق الغابات خلال هذا الموسم. من جهة أخرى، دعا الوزير المواطنين الى الابتعاد عن التصرفات التي من شأنها أن تتسبب في اندلاع الحرائق، خاصة خلال أيام عيد الأضحى القادم، حيث تقبل العديد من العائلات على شواء اللحم في الغابات مما قد يؤدي إلى انطلاق حرائق تتسبب في كوارث كبيرة كالتي عاشتها بعض ولايات البلاد في الصائفة الماضية وخلفت 84 قتيلا وإتلاف أكثر من 100 ألف هكتار.
- طواهرية: الانذار المبكر أهم حلقة في محاربة الحرائق
ومن جانبه، أكد المدير العام للغابات جمال طواهرية، أن التدخل الأولي لإخماد الحرائق "مهم جدا"، مشيرا إلى أن المديرية العامة للغابات وضعت مراكز مراقبة الحرائق في مختلف الفضاءات الغابية التي ستعمل على إعطاء الانذار المبكر من أجل التدخل الأولي بالتعاون مع أعوان الحماية المدنية. كما تشمل استراتيجية محاربة حرائق الغابات لهذه السنة شق وقائي متعلق بتنقية الغابات وبناء صهاريج مائية، وشق تحسيسي تكويني اتجاه المواطنين والجمعيات ولجان القرى بالإضافة إلى الرفع من القدرات المادية لمختلف المديريات المحلية والمديرية المركزية. وتشمل الغرفة العملياتية للوقاية ومكافحة حرائق الغابات التابعة للمديرية العامة للغابات على قاعة مجهزة بوسائل تقنية تسمح بمتابعة وضعية الحرائق عبر كامل التراب الوطني عن طريق الاقمار الصناعية، بالإضافة إلى قاعة راديو تربط المديرية المركزية بمختلف المديريات والمحافظات المحلية لاستقبال المعلومات بشكل آني.