الوطن

الجزائريون يتحدون ضد المؤامرات

تثمين لمبادرة الرئيس ودعم واسع لـ "اليد الممدودة"

نجحت مبادرة رئيس الجمهورية للم الشمل، في تحقيق الاجماع لدى الطبقة السياسية، بعد أن حصلت على دعم جميع الاحزاب السياسية، في انتظار تحقيق التوافق الوطني الذي يصبو إليه الرئيس تبون، والتفاف الشعب الجزائري وراء مبادرة اليد الممدودة لقطع الطريق امام مخططات التفرقة وضرب الوحدة الوطنية.

 يبدو أن مبادرة اليد الممدودة التي أطلقها رئيس الجمهورية قد خطت خطوات عملاقة نحو بلوغ هدف الإجماع الوطني، فبالرغم من أنها لا تزال في مرحلة المشاورات غير انها نجحت في جمع شمل مختلف الاطياف السياسية باختلاف توجهاتها، التي سارعت الى مباركتها ودعمها وإعلان مشاركتها في اللقاء المرتقب خلال أيام والذي سيجمع جميع الأحزاب الوطنية، واستطاعت أيضا كسب دعم عديد الشخصيات الوطنية والسياسية، كما حظيت بدعم مباشر من قبل المؤسسة العسكرية، حيث اعتبر رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق السعيد شنقريحة، الانخراط فيها بمثابة القوة الرادعة لأي مؤامرة خارجية تحاول زعزعة وحدة هذا الوطن الحبيب.

وفي إطار مهامها ومسؤولياتها للدفاع عن الوحدة الوطنية وصون البلاد من أي خطر خارجي كان أو داخلي من شأنه تهديد اللحمة الوطنية، جاءت دعوة مؤسسة الجيش الوطني الشعبي جميع المواطنين والأحزاب والشخصيات للالتفاف حول مبادرة الرئيس وقبول يده الممدودة للجميع، في سبيل خلق جبهة داخلية قوية قادرة على وقف زحف أي تهديد أجنبي.

ويجمع مختصون ومتابعون للشأن الداخلي، على نجاح مبادرة الرئيس وقدرته على إقناع الجميع بضرورة التوحد ولم الشمل، وذلك بالنظر إلى تركيبة المجتمع الجزائري وطبيعة افراده القائمة على مبادئ التضامن والتكافل وتقبل أي دعوة للتصالح والتسامح، فسمات التآخي والرحمة تميز الشعب الجزائري عن غيره من الشعوب، وهو ما تؤكده مختلف المواقف والأزمات التي مرت بها بلادنا على مر السنوات والعقود، ليس هذا فحسب، بل أن ميزة الاتحاد والتآخي تشتد صلابة مع اشتداد الازمات وتكالب المتآمرين، وما الاحداث المأساوية التي عاشتها بلادنا قبل سنة بمنطقة القبائل ومؤامرة التفرقة التي احاكها نظام المخزن بإيعاز من اطراف معادية للجزائر، من خلال افتعال الحرائق بغابات بجاية وتيزي وزو، والمسبوقة باستفزاز صريح ترجمه طلب ممثل المغرب في الأمم المتحدة بـ"استقلال منطقة القبائل"،  إلا دليل واضح ورسالة مباشرة لهؤلاء البائسين مفادها أن وحدة الوطن مبدأ توارثته أجيالنا من مجاهدينا وشهدائنا الذين قدموا أنفسهم ثمنا لاسترجاع هذا الوطن كاملا غير منقوص من أي شبر من أرضه الطيبة.

كما أن وقوف أفراد الجيش الوطني الشعبي إلى جانب أبناء الشعب في تلك المحنة، أكدت وتؤكد أن دعوة رئيس أركان الجيش الفريق شنقريحة الجميع للالتفاف حول مبادرة رئيس الجمهورية، لم تأت عبثا بل أنها تصب في مسعى الدفاع عن الوحدة الوطنية والتصدي للحملات المغرضة الرامية إلى زعزعة أمنها، ومن احسن منهم إدراكا بحجم التهديد الذي يتربص بوحدتنا وخبث المؤامرات التي تحاك ضدنا وتكالب خطاب الكراهية وبث السموم في عقول الشباب؟

من جهة أخرى يأتي التوقيت الذي اختاره رئيس الجمهورية للإعلان عن مبادرة لم الشمل، مناسبا، في ظل توالي الأزمات الدولية والإقليمية واستمرار حياكة الاطراف المعادية للجزائر للمؤامرات البائسة، فالجزائريون لم ولن يرفضوا يوما يدا ممدودة للصلح والبناء والتوحد، وكلهم وعي وإدراك بحجم الخطر الذي يتربص ببلادنا من أعداء أضحت أفعالهم وهوياتهم مفضوحة وجلية، جلاء دسائسهم ومخططاتهم الفاشلة.

من نفس القسم الوطن