دولي

إعمار قطاع غزة بحاجة إلى 3 مليار دولار

ما تم إنجازه لا يتجاوز 20 بالمائة من المنازل المدمرة كليا

أكد وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان في قطاع غزة ناجي سرحان، أنّ ما تم إنجازه من الإعمار في قطاع غزة لا يتجاوز ما نسبته 20% من المنازل المهدمة كليا، و70% من المنازل المتضررة جزئيا، متهما سلطات الاحتلال بممارسة الضغوط على الجهات المانحة، لتأخير عملية إعمار ما دمر في عدوان ماي عام 2021 في القطاع.

دعا سرحان خلال مؤتمر صحفي لمتابعة آخر تطورات الإعمار في غزة، أمس، جمهورية مصر العربية لعقد مؤتمر دولي لإعمار وتنمية قطاع غزة على غرار مؤتمر 2014، حيث أن قطاع غزة يحتاج إلى ما يقارب 3 مليار دولار لتغطية المشاريع والتدخلات المطلوبة للإعمار والتنمية ولإنعاش البنى التحتية والاقتصادية والاجتماعية والتي تراكمت نتيجة لاستمرار الحصار وإغلاق المعابر وتكرار الحروب والاعتداءات الإسرائيلية مع عدم توفر التمويل الكافي. وأشار سرحان إلى عدم وجود أي تعهدات لإعادة إعمار الأبراج والعمارات السكنية متعددة الطوابق حتى الآن.

وقال سرحان: "ما تم إنجازه على الأرض في مجال البنية التحتية لا يتجاوز إعادة تأهيل بعض تقاطعات الشوارع وتبليطها بالانترلوك، وهو لا يكاد يذكر مقابل ما دمره العدوان الأخير، وما سبقه من اعتداءات متكررة، كما لم يتم تحقيق أي إنجاز ملموس في مجال إعادة تأهيل المنشآت الاقتصادية والزراعية.

وأكد وكيل وزارة الأشغال، أن عملية الإعمار تواجه جملة من التحديات من أهمها: عدم وجود مانحين حقيقيين سوى قطر ومصر، وقليل من الدول الصديقة مع وجود ضعف واضح في حجم التمويل المتوفر مقارنة بالاحتياج المطلوب، بالإضافة لممارسة الاحتلال الإسرائيلي ضغوطا على المانحين لتأخير عملية الإعمار، واستثناء بعض القطاعات منها، وتباطؤ السلطة الفلسطينية في رام الله عن دورها في حث ومتابعة المانحين وتوفير التمويل اللازم لعملية الإعمار.

وأعرب سرحان، عن أمله في وضع الأشقاء في مصر وقطر برنامجا زمنيا محددا لتنفيذ تعهداتهم بحيث يشمل ذلك طبيعة التدخلات والتكلفة المالية لها، داعيا الجهات المانحة والمؤسسات والجمعيات كافة لتكاثف جهودها لإتمام برامج إعادة الإعمار. 

كما ناشد دول مجلس التعاون الخليجي، لاسيما المملكة العربية السعودية والكويت اللتين كانتا لهما إسهامات كبيرة وأساسية في إعمار ما دمره الاحتلال بعد حرب 2014، ودول الاتحاد الأوروبي والدول الصديقة إلى تقديم الدعم العاجل واللازم لاستكمال برامج الإعمار، والبدء في برامج التنمية في القطاعات كافة. 

ودعا سرحان، الأمم المتحدة وجميع الدول الصديقة للتدخل لحماية أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية ورفع الحصار كخطوة أساسية لبدء عملية تنمية شاملة. وطالب السلطة الفلسطينية ببذل الجهود الفاعلة مع الجهات الممولة والدول المانحة لتوفير التمويل اللازم لعملية إعمار وتنمية قطاع غزة.

وبين سرحان، أن العديد من الدول الشقيقة والصديقة باشرت بالتعهد بإعمار غزة عقب العدوان على غزة العام الماضي، وعلى رأسهم مصر بمنحة 500 مليون دولار، وقطر بمنحة 500 مليون دولار، بالإضافة إلى بعض المنح المتفرقة ذات المبالغ المحدودة المقدمة من دول ومؤسسات دولية ومحلية.

وقال سرحان، إن العدوان الصهيوني على القطاع خلّف خسائر مادية مباشرة بقيمة 420 مليون دولار، فضلًا عن الخسائر غير المباشرة، وتمثلت أضرار قطاع الإسكان في هدم 1700 وحدة سكنية كليا، بالإضافة إلى ما يزيد عن 60 ألف وحدة سكنية جزئيا ما بين بالغ ومتوسط وطفيف، تقدر تكلفتها بقرابة 145 مليون دولار. 

وأضاف أن العدوان خلّف أضرارا مباشرة في القطاعات الأخرى من بنى تحتية ومنشآت اقتصادية وزراعية وتعليمية وصحية قدرت قيمتها بقرابة 150 مليون دولار في قطاع البنية التحتية، وقرابة 95 مليون في قطاع التنمية الاقتصادية، وقرابة 30 مليون في قطاع التنمية الاجتماعية. 

من نفس القسم دولي