اقتصاد

أي مستقبل ينتظر السوق العالمية للطاقة؟

في ظل الأحداث والصراعات الدولية

توقعت العديد من الأطراف بأن تشهد أسعار النفط خلال السنوات القليلة الأخيرة مستويات أعلى، في ظل تاثر الأسواق بمختلف الأحداث، التي تدور في العالم.

 أسعار الوقود لمستويات قياسية..

  وفي هذا الصدد، حذر وزير الطاقة السعودي عبد العزيز بن سلمان، من المخاطر التي ستعرفها الأسواق العالمية، في ظل ما يواجهه العالم من خطر في نفاد قدرات إنتاج الطاقة على جميع المستويات، بالموازاة مع سجيل أسعار الطاقة مستويات قياسية، إذ اقتربت أسعار النفط  من 140 دولارا للبرميل، فيما أن أسعار الغاز تضاعفت بأكثر من 5 مرات في أوروبا، منذ شروع روسيا في عملياتها العسكرية على الأراضي الروسية، بالتزامن مع تراجع كبير في استثمارات الوقود الأحفوري.

وعبر عبد العزيز بن سلمان على هامش جلسة حوارية بعنوان "الموازنة بين إزالة الكربون وأمن الطاقة" ضمن جلسات مؤتمر المرافق العالمي المنظمة في دولة الإمارات، عن قلقه إزاء نظام الطاقة القائم اليوم، قائلا في تصريحات إعلامية، بأن الخطر الذي قد يواجه العالم، خلال المدة المقبلة، ستكون عواقبه وخيمة على الجميع.

وأكد وزير الطاقة السعودي، بأن العالم بحاجة إلى الانتباه لما يقع حاليا، خاصة في ظل الفجوة الكبيرة بين أسعار النفط وأسعار وقود الطائرات والديزل والبنزين، والتي تقدر ب 60 بالمئة، والتي يرجع سببها لنقص طاقة التكرير.

 إبعاد الأسواق عن الصراعات..

ومن جانبه وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، شدد على ضرورة إبعاد أسواق الطاقة عن الصراعات السياسية، خاصة وأنها تأثرت بشكل مباشر بما يحدث شرق أوروبا، كما أن القرارات المتخذة من قبل بعض الدول الأوروبية بمعية الولايات المتحدة الأمريكية ردا على العمليات العسكرية الروسية تسببت بشكل مباشر في وصول أسعار النفط والغاز لمستويات قياسية.

وقال سهيل المزروعي خلال مشاركته في الجلسة الحوارية، التي خصصت للحديث عن "الموازنة بين إزالة الكربون وأمن الطاقة"، بأن التقلبات الحاصلة في الأسواق الطاقوية، ليست مرتبطة بالعرض والطلب، مضيفا بأن ارتفاع هوامش تكرير النفط، وليس مجرد أسعار النفط، يرفع تكاليف الوقود بالنسبة للمستهلكين.

وشدد وزير الطاقة الإماراتي على أن فكرة محاولة مقاطعة نفط معين ستكون محفوفة بالمخاطر، بغض النظر عن الدوافع وراء ذلك، وظهر الوضع جليا خلال الأسبوع المنقضي، أين تسبب اقتراح المفوضية الأوروبية في فرض حظر تدريجي على النفط الروسي في ارتفاع الأسعار، بعد سجلت انخفاضا متواصلا منذ الأسبوع الماضي.

وقد أشار المزروعي إلى أن العالم قد يشهد نقصا في السوق عند تعافي الطلب بالكامل، خاصة إذا لم تطلق الدول المنتجة استثمارات لتغطية الطلب، وفي المقابل شدد ذات المتحدث على أن أمورا خارج مجموعة أوبك بلوس تسبب عدم التوازن في السوق الطاقوية،  قائلا "القضايا السياسية التي تسبب الفوضى أمور لا نناقشها في أوبك"، مضيفا بأن المجموعة تجتمع كل شهر من أجل البحث في وضع السوق ومراقبته، والعمل على زيادة الإنتاج بما هو مطلوب.

 الأسعار تعاود الإنخفاض

سجل الخامان القياسيان انخفاضا في تداولات يوم أمس، وهبطت الأسعار بأكثر من 2 بالمئة، لتتوقف الصحوة التي شهدتها الأسعار خلال الأيام القليلة الماضية. وكانت الأسعار قد أقفلت منتصف الأسبوع الجاري على تراجع كبير، بالموازاة مع مواصلة الصين لقيود الغلق في بعض مدنها لمجابهة تفشي فيروس كورونا، على اعتبارها أكبر مستورد للنفط، وصعود الدولار الأميركي ومخاطر الركود المتزايدة، مما أدى إلى تغذية المخاوف بشأن آفاق الطلب العالمي.

وتراجعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت، الخاصة بتسليم شهر جويلية بنسبة وصلت ل 2.1 بالمئة، مسجلة 103.67 دولار، كما سجلت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط، الخاصة بتسليم شهر جوان هبوطا بنسبة  قدرت ب 2 بالمئة، لتصل إلى 101.03 دولارا للبرميل. وفي ذات الإتجاه هبطت أسعار العقود العاجلة للنفط الخام الجزائري صحاري بلاند في تداولات يوم أمس بنسبة وصلت 6.35 بالمئة، لتستقر عند 108.93 دولار للبرميل الواحد، حسب بيانات الموقع المتخصص أويل بريس.

وتهدد الأزمات المتوالية أمن الإمدادات، فمن جائحة فيروس كورونا إلى التوترات الجيوسياسية وتنفيذ روسيا لعمليات عسكرية على الأراضي الأوكرانية منذ نهاية شهر فيفري الماضي، سجل عامل مشترك يتمثّل في قلب معايير الأسواق واضطراب الإمدادات ومعدلات الأسعار. ووصف العديد من المختصين أزمة الطاقة الأخيرة بالأسواق العالمية بالأشد من نوعها، إذ أنها دفعت أسعار النفط والغاز والوقود للصعود لمستويات قياسية.

من نفس القسم اقتصاد