الوطن
سوق الدواء بالجزائر تحرّر من قبضة المخابر العالمية و"اللوبيات"
بفعل الاصلاحات وارتفاع الاستثمارات المحلية وتراجع الاستيراد، بن باحمد:
- بقلم سارة زموش
- نشر في 11 ماي 2022
تحدث أمس وزير الصناعة الصيدلانية عن قفزة نوعية يعرفها قطاع الصناعة الدوائية في الجزائر السنوات الأخيرة معلنا عن انخفاض كبير في معدل الاستيراد بفضل الاستثمارات المحلية رافضا أن يتم اعتبار الجزائر مجرد سوق تجارية يتم احتكارها من طرف لوبيات تعمل على تضخيم الفواتير وتطبيق أسعار مرتفعة للأدوية.
وكشف وزير الصناعة الصيدلانية، عبد الرحمان جمال لطفي بن باحمد عن استحداث 31 وحدة انتاج جديدة سنة 2021 ليرتفع بذلك عدد الوحدات قيد النشاط إلى 193 وحدة. وأوضح بن باحمد في تصريح على أمواج القناة الاذاعية الثالثة ان وزارة الصناعة الصيدلانية قد احصت خلال السنة الفارطة استحداث 31 وحدة انتاج جديدة، واصفا هذا الرقم ب"المهم جدا تم انجازه في وقت قصير". وقال ان قطاعه يحصي 890 موزع مشيرا انه في اطار مسعى تطهير القطاع استلم 286 متعامل اعتماداتهم الجديدة منها نحو مائة اعتماد في مجال الاستيراد. وأعلن الوزير من جهة أخرى عن اطلاق شهر جوان الداخل حملة اعلامية وتحسيسية حول جودة المنتجات الصيدلانية الوطنية تستهدف الجمهور العريض وكذا الواصفين والمرضى. واضاف يقول ان "العمل الخاص بشقي التصنيع والتشريع قد تم الانتهاء منه فيما يبقى عمل التحسيس واشراك الواصفين والمرضى بخصوص المنتجات الوطني التي تتميز بالجودة وتستجيب للمعايير الدولية".
- ندرة بعض أنواع الأدوية أمر عادي
وبخصوص وفرة الأدوية على الصعيد الوطني، اعتبر بن باحمد ان النقص المسجل في بعض المنتجات "عادي جدا"، مشيرا لمثال الاتحاد الأوروبي التي يسجل نقص في نحو 200 منتج. وأوضح ان "قائمة المنتجات غير المتوفرة تتغير من وقت لأخر، في حين يمكن القول ان هناك عدد ثابت من 20 إلى 30 منتج يعرف نقصا بشكل دائم في السوق الوطنية". وأشار ان بعض المرضى يبحثون عن علامة على وجه الخصوص في الوقت الذي توجد فيه ثمانية أدوية جنيسة للدواء الواحد.
- مساعي لولوج السوق الإفريقية من بوابة "دكار"
من جهة أخرى، أعلن الوزير عن مشاركة 70 مخبرا من الراغبين في التصدير في فعاليات معرض الدواء الجزائري بدكار (سنغال) من 17 إلى 19 ماي الجاري، مشيرا إلى توقيع اتفاقيات بين البلدين وكذا بين المتعاملين الاقتصاديين الجزائريين والأفارقة خلال هذا الحدث. وأضاف ان هذه التظاهرة ستعرف مشاركة كافة منصات منطقة افريقيا الغربية لاسيما تلك المسجلة ضمن الجمعية الافريقية لشراء الأدوية الضرورية، معلنا في الوقت ذاته عن توقيع عقود بين عدة متعاملين جزائريين ومنصات توزيع محلية. وتطرق الوزير أيضا إلى نشاط المخابر الأجنبية بالجزائر مؤكدا ان البلاد ستستمر في التعاون مع "جميع المخابر الراغبة في الحفاظ على حصص في السوق الجزائرية في اطار علاقة رابح-رابح".
- مخبر دنماركي يفتعل أزمة في "الأنسولين"
اتهم وزير الصناعة الصيدلانية، لطفي بن باحمد، اليوم الثلاثاء، المخبر الدانماركي "نوفو نورديسك" بعدم الوفاء بالالتزامات المبرمة مع الجزائر ومنها إنتاج مادة الأنسولين محليا، وهو ما يضر بمصالح البلاد. كما أوضح بن باحمد أن الدولة الجزائرية منحت المخبر الدانماركي رخصة استيراد 3 ملايين علبة من مادة الأنسولين خلال 2022. بمعدل 250 ألف علبة شهريا، إلا أنه يماطل بالعملية ولم يستورد سوى 400 ألف علبة لحد الآن. في حين، جدد وزير الصناعة الصيدلانية، التأكيد على أن الجزائر تمكنت من بلوغ نسبة 70 بالمائة من إنتاج الأدوية الأساسية. وهذا “يعتبر مفخرة خصوصا وأننا تجاوزنا دول الجوار في هذا المجال” –يقول الوزير-.
- شركات متعددة الجنسيات تحاول "التلاعب" بالسوق
هذا وقال وزير الصناعة الصيدلانية، إن قطاع الأدوية في الجزائر كان يعاني من حالة من الفوضى الشاملة خلال العشريتين الماضيتين. كما اتهم لطفي بن باحمد، الشركات متعددة الجنسيات باستغلال الوضع من أجل استخدام اللوبيات وتضخيم الفواتير وتطبيق أسعار مرتفعة للأدوية قياسا بما كانت تعمل به مع دول الجوار. في حين، شدد وزير الصناعة الصيدلانية، للإذاعة الوطنية، على أن الدولة الجزائرية ماضية ومصممة على إرساء قواعد جديدة للشفافية. تابعا "التي تمكنها من الدفاع عن مصالحها من خلال تطبيق مبدأ –رابح في التعامل مع جميع الشركاء الأجانب". مؤكدا "أن السوق الجزائرية منفتحة على الجميع".وأكد الوزير رفضه ان تكون الجزائر مجرد منصة تجارية "فنحن شركاء بصفة كاملة نرغب في الحصول على منتجات ذات جودة وبسعر مناسب والتزامات في الانتاج الوطني مثلما ما هو معمول به في العالم"، مضيفا انه "سيتم وضع تشريع جديد لمعاقبة المنتجين الذين لا يحترمون التزاماتهم".
- خفض عدد مستوردي الأدوية من 100 إلى 25 مستوردا
كما أكد وزير الصناعة الصيدلانية لطفي بن باحمد، أن الإصلاحات التي تم مباشرتها أدّت إلى خفض عدد مستوردي الأدوية كما تابع وزير الصناعة الصيدلانية، أن العدد انخفض من 100 إلى 25 مستوردا، كما خفض عدد الموزعين إلى حدود 286 موزعا. وأشار بن باحمد إلى أن الجزائر استطاعت إنتاج مجمل الأدوية المتعلقة بجائحة كورونا خلال العامين الماضين وذلك بفضل السياسة الجديدة في مجال الصحة المعتمدة من قبل رئيس الجمهورية. والتي تنص عل العمل من أجل تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الأدوية. كما قال بن باحمد إن الوزارة استكملت عملية إصدار الإطار القانوني والنصوص التنظيمية. والذي يتضمن حوالي 60 نصا تنظيميا والرقابة عن طريق المرصد الوطني للوفرة وتم وضع منصة رقمية. وهي اجراءات تسمح لنا اليوم بإضفاء الشفافية على جميع العمليات المتعلقة بإنتاج وتوزيع وتخزين واستيراد الأدوية والمواد الأولية الخاصة بتداول الأدوية في السوق الوطني.