الوطن

رئيس الجمهورية يعيد بعث الحوار مع الطبقة السياسية ضمن مقاربته للم الشمل

أكد أن الرهان الحالي "اجتماعي اقتصادي" محض، الاستاذ زغلامي يؤكد:

ثمّن أستاذ علوم الإعلام والاتصال، بجامعة "الجزائر 3" العيد زغلامي، إطلاق رئيس الجمهورية سلسلة جديدة من المشاورات مع الطبقة السياسية، التي قال إنها تندرج في إطار نظرته المستقبلية القائمة على جمع الشمل، وتنصب في خانة بلوغ الهدف المسطر على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، مؤكدا أن التوجه الحالي للجزائر قائم على تحقيق الوثبة الاقتصادية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

قال الأستاذ العيد زغلامي، إن السلسلة الجديدة من المشاروات السياسية التي اطلقها رئيس الجمهورية والتي استهلها باستقبال رئيسي حزبي البناء وفجر جديد، تعد "أمرا بديهيا"، بحكم حرص الرئيس على مناقشة ما أسماه "بعض الأطروحات والتصورات"، مضيفا في تصريح لـ"الرائد" أن هذه المشاروات تعد "إنطلاقة جديدة بعد كل الأزمات التي عرفتها الجزائر بما فيها جائحة كورونا ثم أزمة اقتصادية واجتماعية وتداعيات الحرب بين أوكرانيا وروسيا"، ولذلك "بديهي أن يحاول الرئيس دفع الحوار مع الطبقة السياسية من جديد، خاصة بعد ما عاشه المجتمع خلال شهر رمضان من المضايقات فيما يخص الغلاء الفاحش للمنتجات وأمور اخرى، البطالة".

وواصل أستاذ علوم الإعلام والاتصال، الذي اكد أن لرئيس الجمهورية " نظرة جديدة مفادها هو جمع الشمل"، مذكرا أن الرئيس تبون أكد عند إعلان ترشحه للرئاسيات أنه لم يترشح باسم أي حزب سياسي بل كمستقل، وهو ما يسمح لأن يكون لديه هامش حرية في الاتصال -حسب تعبيره-.

 وحاد محدثنا إلى مقاربة لم الشمل التي لطالما أكدها رئيس اجلمهورية، حين قال إن الخطوة تأتي " من أجل التحضير إلى برنامج في الأفق ولو أن كثير من الالتزامات الـ 54 التي قطعها الرئيس جسدت"،  مستدلا في هذا السياق بتحرك وسيط الجمهورية والأرقام التي يكشف عنها بشكل دوري فيما يتعلق برفع العراقيل والمضايقات البيروقراطية على جل المشاريع.

 وعلى الرغم من إشادته بالنتائج المحققة فيما يتعلق بالمشاريع المعطلة، غير أن الأستاذ زغلامي قدّر في سياق آخر أن "الاقلاع من لم يتم لحد الآن"، مبررا ذلك بالقول إنه " يزال هناك تسلط وهيمنة للممارسات البيروقراطية على المشاريع"، مؤكدا أن الرئيس "غير راض والدليل رفضه عديد المرات لمشروع القانون الجديد للاستثمار، ما يؤكد ان طموحات الرئيس أكثر مما هو مجسد في أرض الواقع وكأن الحكومة لا تواكب طموحاته .

 إلى ذلك، اكد الأستاذ زغلامي أن التوجه الآن توجه اقتصادي واجتماعي بامتياز، لافتا إلى التحضير خلال هذا الشهر إلى عقد ندوة حول الاستراتيجية الجديدة للدعم الاجتماعي، وفي هذا الشأن علّق الأستاذ قائلا إنه "لا يعقل أن تخصص الدولة من 10 إلى 14 مليار دولار من اجل الدعم الاجتماعي ولا تذهب لمن يستحقها"، وجدد محدثنا التأكيد أنه حان الأوان للحفاظ على الطابع الاجتماعي للدولة الجزائرية كما جاء في مبادئ أول نوفمبر، وأن تكون هناك عدالة اجتماعية حقيقية، ودفع عقيقي للعجلة الاقتصادية .

 من جهة اخرى، يرى الأستاذ زغلامي أنه وفي ظل الرهانات الاقتصادية والاجتماعية المرفوعةّ، "اجد أنه من حق الرئيس التفكير في عهدة ثانية وخاصة وأن عهدته الأولى بكل صدق كانت مبتورة من عامين أو أكثر بحكم جائحة كورونا، وبالتالي لم تكن له خمس سنوات كما كان مفروضا، وبالتالي له الاحقية لمواصلة عهدة جديدة"، قبل أن يضيف "أعتقد أن طموحات الرئيس أن يواصل برنامجه ويستكمل تلبية الـ54 التزام ويصل بالجزائر إلى بر الأمان".

 وفي الختام، شدد الأستاذ زغلامي على أن سياسية لم الشمل لابد أن تشمل كل الذين أخطؤوا ربما لأسباب عديدة ولقناعات سياسية وإيديولوجية، باستثناء أولئك الذين تورطوا في اعمال ارهابية والذين أساؤوا إلى الدولة الجزائرية ونهبوا الأموال وحاولوا زعزعة البلد .

من نفس القسم الوطن