الوطن
2022 ..هل سيكون موسم "صحوة" السياحة الجزائرية ؟!
بعد موسمين متتاليين من الخسار والجمود
- بقلم سارة زموش
- نشر في 09 ماي 2022
شرعت مختلف الوزرات الوصية ومختلف الفاعلين في قطاع السياحة منذ فترة في التحضير لموسم السياحة والإصطياف، هذا الموسم الذي يعوّل عليه لتدارك خسائر المواسم الماضية والتي سجلت بسبب الأزمة الصحية حيث ينتظر أن يكون هذا الموسم متميزا من حيث الخدمات والعروض، كما سيتم التركيز على أنماط سياحية جديدة وأيضا تعبئة لكافة هياكل الاستقبال من أجل تجاوز معضلة نقص أماكن الإيواء في حين سيكون السائح الوطني مفتاح نجاح هذا الموسم باعتبار أن ترقية السياحية الداخلية هو أولوية وطنية وأيضا اتجاه سائد حاليا في أسواق السياحة العالمية.
وعلى مستوى أكثر من وزارة بدأت منذ أشهر التحضيرات لموسم السياحة والإصطياف من أجل ضبط كافة شروط إنجاح هذا الموسم الذي ينطلق عادة مع بداية شهر جوان حيث تم عقد العديد من اللقاءات على مستوى وزارة السياحة والعمل العائلي مع مدراء السياحة عبر الوطن في حين عُقدت لقاءات أيضا على مستوى وزارة النقل من أجل ضبط مخطط النقل خلال هذا الموسم وتم إعطاء تعليمات على أعلى مستوى من أجل التكفل الأمثل بالسياح الوطنيين والأجانب مع ضرورة تفعيل وتقوية أداء ودور المؤسسات تحت الوصاية والمديريات التنفيذية لإحداث قفزة نوعية في جميع مضامين السياحة، هذا ويشار أن الموسم الحالي سيكون أول موسم سياحة واصطياف دون قيود بعد موسمين متتاليين تسببت فيهما الأزمة الصحية في إحداث جمود كبير في القطاع السياحي وغلق لفنادق ومنتجعات وشواطئ ما دفع بألاف الوكالات السياحة نحو الإفلاس هذه الوكالات تراهن على غرار مختلف الفاعلين في القطاع وحتي الوزارات الوصية على هذا الموسم لتعويض الخسائر ولإحداث الديناميكية التي يعول عليها في قطاع تم وضعه كأحد محركات وركائز الإقلاع الاقتصادي المنشود.
- هذه خطة وزارة السياحة لإنجاح الموسم
وعلى مستوى وزارة السياحة أعطى وزير القطاع منذ فترة تعليمات للإسراع في عملية المزايدة لمنح حق الامتياز لاستغلال الشواطئ مع تشجيع محترفي المهنة السياحية وكذا المؤسسات الناشئة والشباب في مجال تسيير واستغلال الشواطئ على أن تشمل هذه العملية أكبر عدد من الشواطئ المفتوحة للسباحة. وسيتم إخضاع المتحصلين على حق امتياز استغلال الشواطئ لإشعار مسبق بضرورة عدم احتلال الفضاءات الموجهة للمصطافين وإلزامهم باحترام بنود دفتر الشروط والاتفاقية المبرمة، وبخصوص ولايات الجنوب والمناطق الداخلية تم إسداء تعليمات بتنظيم رحلات نحو الولايات الشمالية لفائدة الشباب والجمعيات والدواوين السياحية مع "إعطاء الأهمية القصوى للجانب الإعلامي والترويجي والحرص على حسن الاستقبال السياحي للزوار والمصطافين". بالمقابل سيعمل المسؤولون على القطاع السياحي على تجسيد المخطط الترويجي المسطر لكل ولاية ساحلية وتعزيز العمل التشاركي والتفاعلي مع كل القطاعات المعنية ومختلف المتعاملين والفاعلين في القطاع. إلى جانب ذلك من المنتظر أن يكون هناك تنويع في العروض السياحية المقدمة خلال موسم الاصطياف المقبل وتفعيل دور الجمعيات السياحية والوكالات السياحية واشراك حرفيي الولايات الجنوبية والهضاب العليا في المعارض المنظمة على مستوى الولايات الساحلية وكذا ايلاء عناية خاصة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة والطفولة في كل الانشطة المرتبطة بموسم الاصطياف وكذا على مستوى المؤسسات السياحية والفندقية العمومية والخاصة.
- تسهيلات في النقل الجوي ومخططات نقل أكثر مرونة
من جهة أخرى تم عقد العديد من الاجتماعات على مستوى وزارة النقل من أجل العمل على وضع تسهيلات النقل الجوي استعدادا لموسم الاصطياف الذي يشهد حركية هامة للمسافرين من و إلى الجزائر. وقد أمر وزير النقل شخصيا جميع الأعضاء ومن مختلف القطاعات المعنية، إلى وضع الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة، وكذا التنسيق المتواصل لإنجاح موسم الإصطياف 2022. كما شدد على ضرورة التكفل الجيد بالمسافرين، عبر توفير خدمات ترقى إلى تطلعات المواطنين، عن طريق وضع إستراتيجية وورقة طريق مضبوطة، وذلك من خلال إضفاء مرونة أكثر في نظم ومخططات معالجة ومراقبة حركية الأشخاص و الأمتعة، وتقليص مدة الانتظار، وتوفير جميع شروط الراحة.
- "السياحة بالتخييم" جدد موسم 2022
بالمقابل يجري حاليا التنسيق بين وزارة السياحة ووزارة الداخلية ومختلف السلطات المحلية من أجل العودة بقوة لنمط السياحة بالتخييم حيث من المنتظر أن تكون المخيمات العائلية "السمة الأبرز" لموسم الإصطياف الحالي، بعد غيابها خلال موسمين كاملين بسبب جائحة فيروس كورونا وقد تم الاتفاق مع ولاة المناطق الساحلية عبر الوطن على تقديم كل التسهيلات لإنجاز وإعادة بعث هذه المخيمات العائلية خلال موسم الإصطياف القادم، والمميز في المخيمات العائلية كونها صديقة للبيئة ومنجزة بأدوات خفيفة وأسعار خدماتها مقبولة وفي متناول كل العائلات الجزائرية. وبالنظر لخصوصية موسم الإصطياف الذي يأتي بعد عودة الحركية السياحية، اتفقت وزارة السياحة مع الولاة بالمناطق الساحلية على منح رخص الإستغلال عن طريق الامتياز لأجزاء من الشواطئ للمتعاملين المحترفين في المجال السياحي و لأصحاب المخيمات و الفنادق والوكالات السياحية. وبالموازاة مع ذلك، تم تكليف لجنة وزارية مشتركة تضم عدة قطاعات من أجل دراسة و النظر في سبل تهيئة و توسيع طاقات استيعاب المخيمات العائلية من أجل خلق جو من التعايش و الحميمية بينها و تعويض النقص المسجل في إيواء السياح و المصطافين عبر الولايات الساحلية.
- عروض وتخفيضات لتشجيع أنماط سياحية "بديلة"
ولأنه لا يمكن حصر موسم الاصطياف في الولايات الشمالية فقط وإنما يخص الأنواع السياحية الأخرى مثل السياحة الغابية والجبلية والحموية وسياحة المغامرة فأن الوزارة الوصية ستعمل خلال موسم الإصطياف هذا من خلال مديريات ودواوين السياحة وبالتنسيق مع الوكالات السياحية الخاصة على تشجيع أنماط سياحية بديلة عن السياحة الشاطئية لصالح الولايات الداخلية والجنوبية حيث كشف مصدر من وزارة السياحة لـ"الرائد" أنه يجري حاليا الاتفاق مع عدد من الفنادق والمنتجعات السياحية والحمامات المعدنية وهياكل السياحية في ولايات داخلية وجنوبية من اجل وضع عروض وتخفيضات خلال موسم الإصطياف المقبل لرحلات سياحية وعطل لوجهات غير تقليدية عل موسم الاصطياف على غرار المرتفعات الجبلية في ولايات الشرق والغرب وأيضا مناطق صحراوية ومناطق للتخييم وغابات معروفة بمناظرها الخلابة وتهدف هذه الاتفاقيات حسب ذات المصدر لتخفيف الضغط على السياحة الشاطئية وتوفير بدائل أكثر مناسبة من حيث السعر.
- "السائح الوطني" مفتاح تجاوز خسائر المواسم السابقة
هذا ومن الملاحظ مع اقراب موسم الاصطياف انه هناك اجتماع من مختلف الفاعلين في قطاع السياحة ان موسم الاصطياف هذا سيكون موسم تجاوز الخسائر حيث سيكون اول موسم اصطياف منذ حوالي الثلاث سنوات دون قيود الأزمة الصحية وهو ما يتيح لمختلف المتداخلين في القطاع العمل بكل أريحية من اجل تعويض جزء من خسائر السنتين الماضيتين ولا، السائح الوطني تأثر بالأزمة الصحية فان التركيز على ترقية السياحة الداخلية وإقناع السائح الجزائري على ممارسة السياحة في بلاده لضمان الديمومة في المداخيل، وهو الاتجاه السائد حاليا في سوق السياحة في الجزائر حيث من المنتظر ان يتم التركيز خلال هذا الموسم على تعزيز السياحة الداخلية من خلال التعريف بالمؤهلات المتنوعة التي تتمتع بها الجزائر في السياحة الشاطئية والسياحة الحموية وكذا السياحة البيئية.
- 25 مؤسسة فندقية جديدة لتجاوز أزمة الهياكل
وموازا مع الحديث عن موسم السياحة والاصطياف هذه السنة يعود دائما الحديث عن نقص الهياكل للواجهة باعتبار أن ذلك بات معضلة مواسم السياحة والاصطياف على مدار السنوات الأخيرة حيث يسجل عبر العديد من الولايات نقص فادح في الفنادق والمنتجعات وأماكن الإيواء غير أنه هذه السنة يرتقب إستلام 25 مؤسسة فندقية على المستوى الوطني قبل بداية موسم الإصطياف المقبل. في حين هناك 50 مؤسسة فندقية يرتقب أن تدعم البعض منها لدى دخولها حيز الخدمة هياكل الاستقبال خلال الصائفة المقبلة. ويتعلق الأمر بمؤسسات فندقية ظلت متوقفة سابقا وغير مستغلة بسبب عراقيل مختلفة قبل أن يصدر رئيس الجمهورية تعليمة تقضي برفع جميع القيود عنها حيث تم منحها رخص الإستغلال و رفعت عنها العراقيل و الحواجز التي كانت تحول دون انطلاقها.
- الوكالات السياحية تضبط التحضيرات وتأمل تعويض الخسائر
هذا وقد شرعت العديد من الوكالات السياحية أيضا في التحضير لموسم الاصطياف، هذه السنة باكرا، وذلك من خلال ضبط برنامج رحلاتها السياحية وإبرام اتفاقيات مع الفنادق والمنتجعات السياحية في الولايات الساحلية الغربية والشرقية، في خطوة منها لجذب أكبر عدد من المصطافين هذه السنة وتشجيعا للسياحة الداخلية، ويحاول أصحاب الوكالات السياحية إنقاذ أنفسهم من الإفلاس بعدما تكبدوا خسائر مادية كبيرة، خلال المواسم السابقة ويعمل هؤلاء على تسطير برنامجهم السياحي ومنتجاتهم قبل بداية موسم الاصطياف لعرضها أمام الزبائن، في انتظار الكشف عن سلم الأسعار حيث من المتوقع وحسب المعطيات الموجودة ان تكون الأسعار مرتفعة نوعا ما بالنظر لتوقعات بطلب مرتفع هذه السنة بعد سنتين من الجمود السياحي بسبب الازمة الصحية.
- عروض متنوعة والأسعار حسب المزايا
وفي هذا الصدد أكد عدد من مسيري وكالات سياحية بالعاصمة انهم يراهون هذا الموسم على إعادة بعث نشاطهم وجذب أكبر عدد من السياح لتعويض خسائرهم السابقة بسبب جائحة كورونا وأكد في السياق ذاته قال محمد وهو مسؤول التسويق في وكالة "وندر فول ترافل" بالعاصمة أن هذا الموسم سيكون العودة القوية للسياحة الداخلية وحتى الخارجية بالنسبة للسائح الجزائري مشيرا أنه يأملون موسم سياحة واصطياف دون قيود في ظل استقرار الوضعية الوبائية في الجزائر وحول العروض التي حضرتها الوكالة أشار ذات المتحدث انها متنوعة في الوجهات والأسعار حيث اكد أن هناك وجهات خارجية تبدا الأسعار فيها من 5 ملايين سنتيم حتى 120 مليون سنتيم حسب الوجهة والخدمات والفنادق وأيضا غلاء التذاكر وهناك الوجهة الداخلية اين كشف ذات المسؤول أن وكالته على غرار باقي الوكالات أمضت اتفاقيات مع عدد من الفنادق والمنتجعات في عدد من الولايات لتنظيم عطل ورحالات قصيرة وطويلة الأمد لعدد من الوجهات الداخلية تتخللها برامج سياحية ثرية.
- توقعات بطلب قياسي على الوجهة الداخلية لهذه الأسباب
من جهته قال صفيان مختاري مسير وكالة "ريز تور" بالعاصة أيضا أن اغلب الوكالات السياحية سطرت برامجها ووضعت عروضها لموم الاصطياف المقبل مضيفا ان هناك تنوع كبير في العروض والأسعار حيث وضعت برامج وعروض تناسب كل فئات الجزائريين حتى تضمن الوكالات اكبر قدر من الزبائن وترضي كل فئات الجزائريين الذين حرموا حسب مختاري من السياحة لسنتين متتاليتن بسبب الازمة الصحية وحسب ما توقع مختاري فان الطلب هذه السنة سيكون قياسي خاصة وان استمر استقرار الوضعية الوبائية مشيرا انه يتوقع أن يتراجع الطلب على الوجهة الخارجية لصالح الوجهة الداخلية وهو توجه عام في السياحة عالميا وليس محليا فقط حيث أضاف ذات المتحدث أن الازمة الصحية جعلت السياح يفضلون الوجهات الداخلية والوجهات القريبة. وبالجزائر قال ذات المسؤول ان التحضيرات ه1ه السنة "مبشرة" املين ان يتم حشد كافة الإمكانيات لإنجاح موسم السياحة والاصطياف هذا والذي اعتبره فرصة نجاه لوكالات السياحة التي تعاني اغلبها من الإفلاس.