اقتصاد
التزام الجزائر بعقودها الطاقوية حافز للدول الأوروبية لتوقيع اتفاقيات جديدة
تصريحات عبد المجيد تبون عن إسبانيا ..تأكيد للأمر
- بقلم ف م
- نشر في 26 أفريل 2022
كثفت العديد من الدول الأوروبية في الآونة الأخيرة مساعيها لرفع امداداتها من الغاز الطبيعي، في ظل الأوضاع التي أفرزتها التوترات الجيوسياسية الحاصلة شرق أوروبا بين روسيا وأوكرانيا، باعتبار روسيا من أكبر مصدري الغاز للدول الأوروبية.
وربطت كل من ايطاليا واسبانيا اتصالات رسمية لرفع امداداتها من الغاز الجزائري، إذ تقدر حجم الصادرات الجزائرية للسوق الإيطالية بحوالي 21 مليار متر مكعب سنويا، فيما أن السوق الإسبانية تستقطب حوالي 10,5 مليار متر مكعب سنويا، بالموازاة مع تحقيق مجمع سوناطراك لاستكشافات نفطية جديدة خلال الثلاثي الأول من السنة الجارية.
وترتبط مساعي بعض الدول الأوروبية المستوردة للغاز الأوروبي بالسوق الجزائرية، في ظل الموقع الجغرافي وتوفر أنابيب النقل، غير أن الحافز والدافع الأكبر يتمثل في اعتبار الجزائر سوقا موثوقة وبلدا يلتزم بكافة عقوده، وهو ما كشف عنه الخبير الاقتصادي عبد المالك سراي في تصريح لجريدة الرائد.
وفي السياق ذاته، أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، خلال لقاءه مع بعض ممثلي وسائل الأعلام الوطنية، بأن الجزائر لن تتخلى عن التزاماتها بتزويد إسبانيا بإمدادات الغاز الطبيعي، وفقا للعقود التي تربط البلدين في هذا المجال، مشددا على كون العلاقات الثنائية بين البلدين طيبة وحسنة، بالموازاة مع الموقف الإسباني من قضية الصحراء الغربية، والذي وصفه بغير المقبول أخلاقيا وتاريخيا، مشددا على أن الجزائر لن تتخلى عن التزاماتها بتزويد إسبانيا بالغاز.
ومن جانب أخر، طفت السطح في الأيام القليلة الأخيرة العديد من التوقعات بخصوص أسعار الغاز، التي ارتفعت في السوق العالمية وتضاعفت بشكل كبير مع ظهور التوترات الجيوسياسية، التي تسببت في اطلاق روسيا لعمليات عسكرية على الأراضي الأوكرانية، ما تسبب في تخوف الكثيرين من شح الإمدادات.
تصاعدت المخاوف بخصوص الأسواق الطاقوية، في ظل استمرار انتشار فيروس كورونا في الصين، ومواصلة السلطات الصينية في تطبيق نهجها الصارم لمحاولة لاحتواء تفشّي الجائحة.
وقالت المحللة في وكالة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس، دانييلا لي، بأن ما يقرب من نصف استهلاك الصين من الغاز يقع في المقاطعات التي صنفتها السلطات الصينية على أنها عالية أو متوسطة لخطر جائحة كورونا، مضيفة بأنه وفي حال استمرار الطلب الصيني في التدهور، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من الانخفاض في الأسعار الفورية.
تراجعت أسعار الغاز الطبيعي المسال الفورية في شمال آسيا بنسبة وصلت لحوالي 70 بالمئة، منذ صعودها إلى مستوى قياسي في أوائل شهر مارس الماضي، بعد أن أدى الغزو الروسي لأوكرانيا إلى تقليص الإمدادات العالمية.