الوطن

رسائل الرئيس.. تطمينات والتزامات

خطاب صريح وهذه أبرز التصريحات وأهم القرارات

ردّ رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال لقائه الدوري مساء أول أمس، مع بعض ممثلي وسائل الأعلام الوطنية على كثير من الانشغالات التي تهم الرأي العام الوطني، لاسيما في ظل المستجدات التي تعرفها الساحتين الوطنية والدولية، حيث تطرق الرئيس بالتفصيل إلى عدد من الملفات الاجتماعية والاقتصادية المطروحة، إضافة إلى ما تعلق بالشق الدبلوماسي.   

أكد رئيس الجمهورية أن الدولة اتخذت مجموعة من الإجراءات تصب في إطار تحسين مستوى معيشة المواطن وحماية قدرته الشرائية، حيث قال: "نعمل قدر المستطاع، وبصفة تدريجية، من أجل رفع القدرة الشرائية للمواطن". وذكر في هذا الإطار بالإجراءات المتخذة من بينها رفع النقطة الاستدلالية ومعاشات المتقاعدين وغيرها، مبرزا أن هذه الإجراءات كلها تصب في إطار رفع القدرة الشرائية للمواطن.

وبعث الرئيس تبون برسائل طمأنة إلى الطبقة الشغيلة بمناسبة الاحتفال بيومهم العالمي، حين قال "من هنا إلى نهاية السنة، ستكون هناك زيادة في الأجور وفي منحة البطالة، وسيشرع في تطبيقها مع بداية شهر جانفي 2023".

 أي تعديل حكومي سيكون وفقا لنتائج كل قطاع

 وفي سؤال يتعلق بالأداء الحكومي، رد الرئيس تبون بالقولبأن أي تعديل حكومي يجب أن يكون "فعالا" حتى تتحقق السرعة في تطبيق القرارات المتخذة على مستوى مجلس الوزراء.وحرص الرئيس على التأكيد بأن أغلب الوزراء في الحكومة "تتوفر لديهم الإرادة"، غير أن التجربة –مثلما قال– هي أمر "يكتسب بالممارسة والمثابرة".وأشار إلى أن بعض الوزراء "أخفقوا" في أداء مهامهم، مبرزا أن التعديل الحكومي، إذا تم، سيكون "وفقا لنتائج كل قطاع"، حيث "يبقى المقياس هو مدى تطبيق قرارات مجلس الوزراء".

مخزون القمح يكفي لمدة 8 أشهر

 وبشأن مخزونات الجزائر من القمح قال الرئيس إنها "كافية لمدة ثمانية أشهر"، كما أننا على أبواب الحصاد في الجنوب، وهو ما سيتم أيضا في الشمال بعد شهرين". وذكر رئيس الجمهورية في نفس السياق بالإجراءات التي اتخذتها الدولة لتشجيع الإنتاج الفلاحي وعلى رأسها رفع سعر شراء الحبوب والبقول من الفلاحين. غير أن الحل الجذري -يضيف الرئيس تبون- لمواجهة ارتفاع أسعار الحبوب وندرتها في السوق الدولية يكمن في زيادة الإنتاج الوطني.وقال رئيس الجمهورية في هذا الإطار: "نادينا بإنتاج الزيت والسكر محليا، ورفع مردودية الحبوب إلى 40 قنطار في الهكتار، وهذا قبل بدء الأزمة الأوكرانية. نحث ونحرص على تطبيق هذه التعليمات لحماية البلاد من تداعيات الأزمات الخارجية".

التحقيق في ندرة بعض الأدوية

أعلن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، مساء أمس السبت بالجزائر، عن قيام المفتشية العامة لرئاسة الجمهورية بتحقيق حول ندرة بعض أنواع الأدوية في السوق الوطنية.وأوضح الرئيس، أن “المعطيات الأولية تشير إلى وجود ندرة فعلية في السوق وهو ما دفعنا لإسداء تعليمة باللجوء إلى الاستيراد، لكن لابد من التحري حول سبب الندرة”.واعتبر  أن هذه التذبذبات في تموين السوق "غير عادية" إذ أن الإمكانيات المالية متوفرة والمسؤوليات محددة بوضوح بالنسبة لكل طرف.

لجنة وطنية لمراجعة ملف الدعم

 أعلن رئيس الجمهورية عن تشكيل لجنة وطنية أواخر شهر ماي القادم للتكفل بملف مراجعة الدعم العمومي قصد الانتقال من الدعم المعمم إلى الدعم الموجه لمستحقيه، بإشراك جميع الفاعلين. وأوضح الرئيس تبون أن هذه اللجنة ستضم ممثلين عن "المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة والنقابات والأحزاب السياسية وجميع الطاقات الحية في البلاد التي ستعطي رأيها بشكل منظم".

 قانون الاستثمار الجديد أمام مجلس الوزراء في غضون شهر

 تحدث رئيس الجمهورية عن قانون الاستثمار الجديد مؤكدا انه سيعرض أمام مجلس الوزراء في غضون شهر. وخلال ذات اللقاء، أكد الرئيس على رفع العراقيل على “أكثر من 800 مشروع من بين 900 مشروع استثماري كانت مجمدة” مما سيسمح بتوفير 52 ألف منصب شغل وهو ما وصفه بـ”المعجزة” التي تحققت. كما ذكر الرئيس بما تم إنجازه في مجال محاربة المضاربة التي تم تجريمها بموجب قانون خاص إلى جانب تقنين عمليتي الاستيراد والتصدير، فيما كشف عن التحضير لقانون مالية تكميلي لسنة 2022 للتكفل بالنفقات الإضافية المدرجة خلال هذه السنة.

 دور محوري وثبات على المواقف

وفي الشق الدبلوماسي، أبرز رئيس الجمهورية، الدور المحوري للجزائر في المنطقة ومعالجة القضايا الإفريقية، على غرار الساحل وليبيا. وجدد الرئيس تبون موقف الجزائر من القضيتين الفلسطينية والصحراوية “باعتبارهما قضيتي تصفية استعمار”.

وبخصوص القضية الفلسطينية، أكد رئيس الجمهورية استمرار الجزائر في مبادراتها واتصالاتها حتى تؤثر في مجلس الأمن لكي يجتمع ويفصل في القضية التي تعد من “الثوابت الجزائرية منذ زمن الرئيس الراحل هواري بومدين الى يومنا هذا”.

وبخصوص الأزمة الليبية، جدد رئيس الجمهورية التأكيد على أنّ الحل الوحيد للقضية يكمن "في العودة إلى الشعب"، مذكرا أن الجزائر تسير مع الشرعية الدولية بخصوص الملف الليبي.وفي رده على استفسار بشأن طلب الليبيين تنظيم مؤتمر دولي في الجزائر، أوضح رئيس الجمهورية إن الجزائر التي تعمل على لم الشمل، لن تدخل في مبادرة قد تزيد من مؤشرات التفرقة بين الدول العربية.

وقال في هذا الصدد أن الجزائر "لم ترد لا بالإيجاب ولا بالسلب” وهي تترقب الأوضاع في هذا البلد "لأننا لا نريد أن ندخل في مؤتمر ونفشل، فنحن نترقب مؤشرات نجاح وليس مؤشرات تفرقة للدول العربية".

وعن القمة العربية المقرر عقدها في نوفمبر القادم بالجزائر، أكد رئيس الجمهورية إن كل الدول العربية أكدت مشاركتها، موضحا أن “الجزائر ليس لديها مشاكل مع أي دولة عربية فكلها دول شقيقة، وكل ما يمسها يمسنا”.

أما بخصوص العلاقات مع روسيا التي تعود إلى 60 سنة، فقد شدد رئيس الدولة على أن الجزائر “دولة نافذة في حركة عدم الانحياز بأتم المعنى ولن تلتزم بأمور لا تهمها”، غير أن ذلك “لا يمنعنا أن نكون أصدقاء مع روسيا مثلما نحن أصدقاء مع الولايات المتحدة لكن بطريقة أخرى”، فضلا عن أنه “تجمعنا علاقات قوية مع الصين”.

وبخصوص الشراكة مع ايطاليا، ذكر الرئيس تبون بموقف هذا البلد حيث كان الوحيد المساند للجزائر خلال العشرية السوداء، ووقف إلى جانبها من خلال فتحه خطوط قروض بملايير الدولارات مع استمرار رحلات الخطوط الجوية الايطالية إلى الجزائر، “في وقت لم تعد أي طائرة تحط بالجزائر بإيعاز من دولة أوروبية”.

 موقف مدريد غير مقبول والجزائر ملتزمة بتزويد اسبانيا بالغاز

 وحول موقف رئيس الحكومة الاسبانية تجاه قضية الصحراء الغربية، أكد الرئيس تبون أنه "غير مقبول أخلاقيا و تاريخيا"، مطالبا بتطبيق القانون الدولي لعودة العلاقات إلى طبيعتها بين الجزائر ومدريد.وصرح الرئيس: على إسبانيا أن لا تنسى أن مسؤوليتها لا زالت قائمة في الصحراء الغربية، فهي تبقى القوة المديرة للإقليم في نظر القانون الدولي طالما لم يتم التوصل إلى حل، مهما كانت طبيعته، في قضية الصحراء الغربية، وهو ما تناسته مدريد.

وتابع يجب أن "نفرق بين الحكومة الإسبانية والدولة الاسبانية التي لنا معها روابط متينة جدا. نطالب بتطبيق القانون الدولي حتى تعود العلاقات إلى طبيعتها مع اسبانيا التي يجب ألا تتخلى عن مسؤوليتها التاريخية، فهي مطالبة بمراجعة نفسها”، يقول السيد الرئيس، مؤكدا أن الجزائر "لن تتخلى لا عن الصحراء الغربية ولا عن فلسطين باعتبارهما قضيتي تصفية استعمار".لكن بالمقابل طمأن رئيس الجمهورية الشعب الاسباني بأن الجزائر "لن تتخلى عن التزامها بتزويد اسبانيا بالغاز مهما كانت الظروف".

من نفس القسم الوطن