الوطن

أساتذة يجنون مبالغ خيالية والضحية "جيوب الأولياء"

انتعاش "الدروس الخصوصية" مع اقتراب الامتحانات الرسمية

دقت المفتشة التربوية زهرة فاسي، ناقوس الخطر، بسبب تفشي الدروس الخصوصية وسط تلاميذ المدارس، واتهمت أساتذة بالبحث عن "الربح السريع "، مؤكدة أن البعض يجني مبالغ خيالية، تصل إلى 40 مليون شهريا.

 وقالت المفتشة التربوية وخبيرة في تقويم النظام التربوي، زهرة فاسي إن الدروس الخصوصية أصبحت تلغي رسالة الأستاذ المقدسة داخل القسم بعد أن غلب عليها طابع الربح والتجارة وغاب الدور التشخيصي العلاجي المنتظر تدعيما لتعلمات التلاميذ إلا نادرا.

 وسجلت فاسي أنه، مع إقتراب موعد الامتحانات الرسمية، كثر اللجوء إلى ما سمته "القاراجات" مقابل أسعار تم تضخيمها هي الأخرى بعد النقاط خاصة في مادة الرياضيات والفيزياء والعلوم، ويأتي هذا –تقول  فاسي- في الوقت الذي يشتكى فيه الأولياء من القدرة الشرائية ومع ذلك يدفعون ثمن الدروس الخصوصية التي التحقت بموجة الغلاء الفاحش 3000.دح الساعة الواحدة، متسائلة "كيف يتصرفون لتوفير هذه المبالغ الكبيرة."

 واعتبرت فاسي، أن المؤسسة التربوية كافية لتقديم كل الدروس ضمن المقرر الدراسي طيلة السنة و مجانا، وهذا بعد أن حذرت  من سلبيات الدروس الخصوصية على التلاميذ، من التسبب في عدم الإنتباه داخل القسم والإتكالية على الدروس الخصوصية وتعرض التلاميذ إلى التعب الفكري بسبب الجهد الإضافي ، ناهيك عن ضعف المبادرة وغياب روح التنافس داخل القسم وضمان العلامة الجيدة وتسريب أسئلة الاختبارات والفروض من تجار النقاط.

 وحذرت المختصة التربوية، من لجوء أساتذة الدروس الخصوصية إلى إطلاق إشاعات ضد الأساتذة النزهاء، والتي ضللت –حسبها - أولياء التلاميذ وزجوا بأبنائهم في الدروس الخصوصية، بأن الأساتذة ضعاف المستوى ومستواهم العلمي وقدرتهم على إرساء المعارف والكفاءات ضعيف جدا وبأن التلاميذ يصححون لأساتذتهم، وإنهم يتغيبون كثيرا و يقدمون معلومات غير صحيحة في كل المواد وبأنهم  ينحازون لأولادهم وأولاد زملائهم و مطلعون على الأسئلة مسبقا ، كما أنهم يعانون من ضعف في المنهجية وتقنيات التبليغ، زيادة على  تهويل الحقيقة وهي وطول المنهاج وغموض بعض الدروس التي قد تقدم ضمن أسئلة الامتحانات الرسمية .

 وأكدت المتحدثة، أن الدراسة داخل الأقسام كافية، ولا داعي للدروس الخصوصية، إلا إذا كانت علاجية للتأخر الدراسي وثقل الفهم  أي أن الأستاذ طبيب قسمه يبحث عن الضعف ليعالجه آنيا حتى يستطيع التلميذ مسايرة الأساتذة في الأقسام.

 ونوهت في ذات السياق بالأساتذة من لهم الفضل في تقديم دروس إضافية تدعيمية ومراجعات ذكية بالمؤسسات التربوية إرضاء لضميرهم المهني، مؤكدة أن هناك أساتذة في صورة أمهات وآباء يحرصون على رفع المستوى " لوجه الله لا ينتظرون لا مال  ولا شكر من أحد ويدركون أن التعليم رسالة مقدسة والكثير منهم صانوا الأمانة ونصرهم الله.

 والأخطر من ذلك –تقول فاسي- إن رواد التجارة المربحة يخرجون للإحتجاج والتنديد والتشجيع على الإضرابات حتى يهجرون الأقسام وأغلبهم منخرطون في نقابات لتجهيل الجيل ويمتهنون ازدواجية المهنة الممنوعة في وقت يتحصلون على مبلغ " 30 مليون إلى 40 مليون سنتيم" شهريا بلا ضرائب ولا تصريح ولا تأمين التلاميذ رغم أن المواد القانونية واضحة.

من نفس القسم الوطن