الوطن
"الجزائر تعول على اطاراتها وعلمائها لاستكمال مسار بن باديس ورفع التحديات"
في اطار نخبة واعية بالمصالح العليا لوطنها وتساهم بفعالية في التنمية الوطنية، بن زيان:
- بقلم مريم عثماني
- نشر في 17 أفريل 2022
أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان ، أن الجزائر تعول على إطاراتها وعلمائها لرفع التحديات التي باتت تفرضها عولمة مخترقة للحدود و الثقافات، لا ترحم الضعفاء، وتفرضها ثورة معلوماتية هائلة و انفجار معرفي ، قائلا في هذا الصدد" إننا ، ونحن نتكلم عن النهضة النهضة العلمية الحديثة في الجزائر ، و إنما نستلهم فكر الإمام عبد الحميد بن باديس و نسير على دربه لأنه واضع اللبنة الحقيقية الأولى في نهضة الجزائر بكل مظاهرها العلمية و السياسية و الاجتماعية و الأخلاقية ."
ودعا الوزير في تصريح له بمناسبة يوم العلم 16 افريل على ضرورة إعمال الفكر و النظر بمفهوم الإصلاح الذي كان ينشده عبد الحميد بن باديس لأمته ، إصلاح ينطلق من قاعدة أساسية صالحة لكل زمان و مكان و هي " لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" ، فكانت كلها جهود الإمام كلها منصبة على التربية و الأخلاق و نشر العلم و المعرفة ، و التمسك بالهوية الوطنية ، و الانفتاح على الأخر ، والرفع من اليقظة الضمير الشعبي الجزائري .
وابرز الوزير ، أن العلم و المعرفة في الجزائر يسمو بعراقته و أصالته ، حيث واكب أعتى الإمبراطوريات و عاصر أرق الحضارات ، وكان ملتقى للديانات و الثقافات ، و هذا منذ القرن الثالث ما قبل الميلاد ، حيث أنه بلد سار مناكبه ملوك نوميديا العظماء ، و أبرزت مقاومتهم لكل الطامعين و الطامحين في الاستيلاء على هذا الوطن الغالي ، قائلا " أنه للأمة الجزائرية أدوار تاريخية بارزة منذ دخول الإسلام إلى شمال إفريقيا ، فشكل أبناؤنا طلائع الفاتحين ، الذين مكنوا لدين الله و نشره عبر العديد من بقاع المعمورة ، أين أسسوا لحضارة الأندلس ، التي تبقى شاهدة على عظمتهم ، و على عطائهم المستمر في البناء و التعمير ، و على إنسانيتهم و ثقافاتهم و سمو أخلاقهم .
و أوضح الوزير عقب كلمة له احتفاء بيوم العلم ، أننا انتقلنا من ساحات المعركة التقليدية ، إلى معركة اكتساب العلم و المعرفة ، و التحكم في التكنولوجيا ، و خوض عالم المعلوماتية للاتصالات ، لذا يتوجب علينا أن نجعل من التكوين قاعدة علمية قادرة على إبداع طرق لصوغ مستقبل يحقق طموحات الجزائر في التنمية و في الرقي و الازدهار ، وكذا تحضير النخب في مجالات الرقمنة و مهن الغد .
و حث الوزير على ضرورة السعي لتوفير النخبة من العلماء في شتى الميادين ، نخبة تدرك ما تريد و ما يراد بها ، و تكون قادرة على مسايرة عصرها و المشاركة في أحداثه و تطوراته ، نخبة واعية بالمصالح العليا لوطنها ، و تساهم بفعالية في التنمية الوطنية و في حل المسائل المطروحة بإلحاح على المجتمع الجزائري ، على غرار توفير الأمن الغذائي و الأمن الصحي و الأمن الطاقوي ، و التي تعتبر من أولويات البحث العلمي .
و بخصوص إنشاء مدرستين وطنيتين عليتين للذكاء الاصطناعي و الرياضيات في موسم الحالي ،واضاف ذات المسؤول أنها ترمي لتكوين مورد بشري مؤهل يسهم في التكوين لمهن المستقبل ، و إكسابه مهارات علمية و تكنولوجية حديثة ، و من ثمة استغلال استثمارات مخرجات التكوين و البحث في الذكاء الاصطناعي و الرياضيات ، و غيرها من التكنولوجيات الحديثة في حقول الصناعة ، و هذا بمرافقة هاتين المدرستين في التأطير النظري و التطبيقي قائلا ” سيتم تجهيز هاتين المدرستين ، و المدارس المرتقب انجازها بهذا القطب ، بكل الوسائل الضرورية التي تخدم أهداف و محتويات برامج التكوين الجديدة ، و العمل على خلق بيئة ملائمة للتكوينات و البحث فيه ، خاصة و أن الدولة ستقدم تحفيزات لطلبة هذه المدارس و لأساتذتها لاستقطاب النخبة إليها ، و توفير نخبة من الكفاءات عالية التأهيل لتلبية احتياجات القطاع الاقتصادي و الاقتصادي و الاجتماعي العمومي و الخاص ، و الرفع مختلف التحديات في هذا المجال ، و مسايرة التحولات التي يعرفها العالم و خاصة ما تعلق منها بالتخصصات المستقبلية .