الوطن

الشبكة الاستدلالية الجديدة تصدم عمال الوظيف العمومي

نقابات تقول إن الزيادات في الرواتب ضعفية ولن تحسن القدرة الشرائية

مطالب بمراجعتها ومناشدة رئيس الجمهورية التدخل

تسببت الزيادات التي حملتها إجراءات تعديل شبكة النقاط الاستدلالية للمرتبات، في تحريك نقابات الوظيف العمومي وغليان وسط الموظفين، بالنظر إلى أن ما حملته هذه التعديلات لن تمكن من تحسين القدرة الشرائية، وفق ما أجمعت عليه عديد النقابات، وفي هذا الاطار قررت الكنفدرالية الجزائرية للنقابات عقد لقاء هذا الاثنين للنظر في طرق الاحتجاجات.

وفي هذا السياق، رفضت النقابة الوطنية لعمال التربية "الاسنتيو" ما جاء في زيادات تعديل النقاطة الاستدلالية والذي حمله المرسوم الرئاسي الذي يحدد الشبكة التسدلالية لمرتبات الموظفين ونظام دفع رواتبهم الموقع بتاريخ 31 مارس 2022، واكدت في بيان لها هذا انها تتابع النقابة الوطنية لعمال التربية عن كثب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للطبقة العاملة والتدني الحاصل في مستوى المعيشة من جراء الزيادات المتتالية وكذا التوترات الاجتماعية بالعديد من قطاعات الوظيفة العمومية جراء ضرب مكتسبات العمال .

واكدت النقابة عن استعدادها لخوض جميع الأشكال النضالية المشروعة في إطار فردي أو في اطار الكونفدرالية الجزائرية للنقابات  تنديدا بالزيادات التي تضمنتها الشبكة الاستدلالية لمرتبات الموظفين ونظام دفع رواتبهم، بعد تاسفت النقابة –حسب ذات البيان، لكون هاته الزيادات لن يكون لها أي تأثير إيجابي على الأجور، كونها زيادات محتشمة بالنظر لغلاء المعيشة، وقال "إن هاته الزيادة بهاته القيمة لم تكن منتظرة وهي غير مقبولة ومرفوضة، لذلك تناشد "الاسنتيو" رئيس الجمهورية للتدخل وإعادة النظر في واقع عمال وموظفي قطاع التربية، وخاصة وأنه سبق وأن وعد بالالتفات لهاته الفئة المحورية في قطاع الوظيفة العمومية وانقاذها من واقع انهيار القدرة الشرائية.

وأضاف بين "الاسنتيو"، "وبهذه المناسبة ونحن لسنا بعيدين عن الاحتفال بعيد العمال فإن النقابة الوطنية لعمال التربية (SNTE) تندد مجددا بالزيادات المتكررة التي تعرفها المواد والخدمات الأساسية، في غياب مطلق لأي مراقبة من طرف السلطات المختصة، والتي تضرب في عمق ما تبقى من القدرة الشرائية للعمال ولكل أبناء الشعب الجزائري. وتطالب الحكومة بالتراجع الفوري عنها وبزيادة حقيقة في الأجور والتعويضات، واعتماد السلم المتحرك لمواجهة غلاء المعيشة مع اللجوء الى تخفيف حقيقي في الضغط الضريبي.

 دعوات لفتح حوار جاد مع النقابات حول سياسة الأجور

 ودعت نقابة "الاسنتيو" بفتح حوار جاد ومسؤول حول سياسة الأجور في الجزائر مع النقابات المستقلة في الوظيفة العمومية باعتبارها معنية بجولات الحوار الاجتماعي، على غرار ما هو معمول به مع بعض المركزيات النقابية، وبعيدا عن وهم قاعدة التمثيلية المتجاوزة.

من جهتها أعلن مجلس أساتذة الثانويات الجزائرية "الكلا"عن تذمرها لهذه الزيادات وقالت في بيان لها  ان نقابة "الكلا" التي ما فتئت أن تعلن تذمرها عن عدم الإفراج عن مسودة القانون الخاص، ها هي اليوم تقف موقف تنديد واستنكار على هكذا زيادة  التي لا تصون كرامة واعتبار الموظف. وإذ طالبت من خلال مؤتمرها الثاني بالوحدة النقابية ايمانا منها أنها الكفيلة بإنتزاع مكاسب العمال وتحسين ظروفهم .

 وأوضحت " انه في ظل غلاء المعيشة والتدهور الرهيب والمتواصل للقدرة الشرائية ودعوة الوزارة للشروع في مراجعة القانون الخاص اجتمع المكتب الوطني يوم الخمبس7 أفريل 2022 لدراسة ومناقشة مستجدات الساحة التربوية والنقابية حيث  طالبت نقابة مجلس أساتذة الثانويات الجزائرية "الكلا" من خلال شعارها  في مؤتمرها الثاني بتحسين الظروف الاجتماعية والمهنية للأستاذ بصفة خاصة وعمال القطاع بصفة عامة، لرفع مستوى آداء المدرسة العمومية.

وفي انتظار تحقيق هذه التطلعات وتنفيذ وعود السلطة بالزيادة في النقطة الاستدلالية، والتي كانت ستنعش نوعا ما القدرة الشرائية للموظف خاصة ونحن في شهر رمضان، تفاجأ عمال الوظيف العمومي بالمرسوم المتعلق بالشبكة الاستدلالية  للأجور الصادر في الجريدة الرسمية والتي كانت مخيبة للآمال ولا ترقى إلى تطلعات الموظف الجزائري الذي  كان على يقين ان الزيادة تكون جد معتبرة ومحترمة  في ظل انتعاش أسعار البترول في الأشهر الماضية .

واستغربت في ذات السياق نقابة "الكلا" دعوة الوزارة للشروع في اعداد القانون الخاص لعمال التربية تزامنا مع مراجعة القانون العام للوظيفة العمومية الذي يعتبر مرجعية لأي تعديل في القوانين الخاصة لمختلف القطاعات، وهذا ما تعتبره تناقضا في حد ذاته ، واعتبرت إن سياسة الهروب إلى الأمام التي تنتهجها الجهات الوصية  ما هي الا وسيلة لربح الوقت، فرغم ما يصرح به من تحسن في وتيرة النمو الاقتصادي، الا ان الوضع الاجتماعي للموظف الجزائري يبقى في تدهور مستمر وهذا ما ان دل على شيء انما يدل على عجز الحكومة في تسيير تحديات المرحلة الراهنة .

ودعت في الاخير النقابة جميع العمال الى عدم الانسياق وراء مثل "هكذا وعود"، اذ أن المطالب تؤخذ بالنضال من خلال بناء ميزان القوى لافتكاك المطالب العمالية، كما دعت القواعد النضالية الى التجند ورص الصفوف تحسبا لأي احتجاجات.

ونفس الانتقادات صدرت عن نقابات الصحة حيث قال بوجلال يوسف الأمين العام لنقابة بيولوجيي الصحة، انها زيادات لا ترقى باي شكل من الاشكال لتطلعات العمال والموظفين العمومين، معتبرا أن 50 نقطة إضافية في النقطة الاستدلالية هو المشروع الذي أسال الكثير من الحبر وعبأ عددا من الدوائر الوزارية والنتيجة الأخيرة لم تكن مشرفة، هذا فيما قال ممثل نقابة "السناباب" جلالي حمراني أن خيبة امل كبيرة سجلت بعد صدور مرسوم الشبكة الاستدلالية الجديدة.

من نفس القسم الوطن