الوطن
مواطنون يئنون تحت وطأة غلاء الأسعار والقدرة الشرائية تتهاوى
فيما تنظم مديرية التجارة بالمدية قوافل لبيع مواد أساسية بسعرها المقنن
- بقلم جريدة الرائد
- نشر في 06 أفريل 2022
تعرف القدرة الشرائية للمواطن المدايني على غرار أقرانه في كل ولايات الوطن تراجعا يوصف بالخطير خاصة ومع حلول الشهر الفضيل حيث بات يخشى المواطن أن تتدهور أكثر جراء ارتفاع سعر المواد الضرورية والواسعة الاستهلاك على غرار اللحوم البيضاء التي وصف ارتفاع سعرها بالجنوني إضافة إلى بعض الخضر خاصة مادة البطاطا، زاد ذلك تعقيدا الندرة الحادة في زيت المائدة وأزمة تذبذب حضور كيس الحليب المدعم ليبقى المواطن البسيط بين هذا وذاك الضحية الأكبر.
تشهد أسواق ولاية المدية ارتفاعا جنونيا في مختلف المواد الاستهلاكية، الأمر الذي جعل المواطنين لاسيما "الزوالية" في حيرة من أمرهم، ويضطرهم الى اقتناء ما " الضروريات، وما قل ثمنه وفقط"، لاسيما مع الارتفاع الكبير في أسعار المواد ذات الاستهلاك الواسع على غرار مادة البطاطا.
البطاطا بـ 130 دينار في المدية والدجاج لمن استطاع إليه سبيلا
يعرف سعر الدجاج منذ أسابيع بولاية المدية ارتفاعا كبيرا أرهق المواطن البسيط، إذ وصل سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج إلى أكثر من 400 دج ، مما أثار استياء المواطنين الذين يشتكون من الارتفاع الجنوني في سعر اللحوم البيضاء وعلى وجه الخصوص الدجاج باعتباره وجهتهم بديل اللحوم الحمراء التي ليست في متناول ذوي الدخل الضعيف والمتوسط زاد استياؤهم مع اقتراب حلول الشهر الفضيل حيث تحدث لـ" يومية الرائد" مواطنون وجدناهم يتجولون بسوق الخضر والفواكه بمدينة المدية قائلين: تجولنا لأكثر من ساعة وهانحن نعود فارغي القفف فالدجاج فاق سعره يفوق قدرة جيوبنا والبطاطا والتي لابد منها سعرها في الأعالي أما اللحوم الحمراء والسمك والفواكه فنحن نشاهدها ليس إلا مستغربين كيف للمواطن البسيط أن يقتني حاجياته من الأكل في ظل ارتفاع الأسعار الجنوني وكيف له أن يلبي حاجيات أسرته الأخرى من تمدرس وعلاج وغيرهما، المواطنون ممن إلتقيناهم كلهم حسرة وأسى مضيفين إذا كان هذا حالنا مع بداية الشهر الفضيل فكيف مع منتصفه وبعده مع حلول العيد.
كل يقذف الكرة في ملعب الآخر والمواطن الضحية
من خلال حديثنا مع المواطن والتاجر والمربي وحتى المسئول عن ارتفاع أسعار بعض المواد الأساسية بمطبخ المواطن أرجع التجار أن التهاب أسعار الدجاج سببه المربي يرفع السعر لتفادي الخسائر خاصة مع تدني سعر الدجاج في السنة الماضية الماضية فيما قال آخرون أن مشكل سببه المضاربة وانعدام الرقابة على مثل هذا النوع من التجارة بالمقابل أكد مربو الدواجن أن الارتفاع الحاصل في أسعار الدجاج يعود إلى التهاب أسعار أغذية الدواجن وهو ما دفع بالمربين إلى شراء الأغذية بأسعار باهظة من الخواص ،إضافة إلى الارتفاع الخيالي لأسعار أدوية تربية الدواجن. ، ليبقى بين هذا وذاك المواطن يئن تحت وطأة الأسعار الملتهبة وهو يحاول التقاط أنفاسه بعد الذي فعلته جائحة كورونا التي زادت الأمر تعقيدا .
ندرة زيت المائدة مشكل لم يكن بالحسبان ومديرية التجارة تطمئن
يضاف إلى كل متاعب الموطن اليومية رحلة البحث عن قارورة زيت المائدة بولاية المدية التي تعرف ندرة حادة عبر مختلف محلات بيع المواد الغذائية بمختلف بلديات الولاية التي تشهد طوابير حين حلول الزيت وبشح ، حيث تحدث إلينا خالد وهو تاجر مواد غذائية بمدينة البرواقية قائلا: رفضنا اقتناء زيت المائدة من الموزعين بسبب اشتراطهم علينا البيع عن طريق فوترة الكمية المقتناة وتسليم نسخة من السجل التجاري، وهو ما نراه تعسفا في حقنا وتقليلا لهامش ربحنا ، هذا وأمام هذا الوضع وجد المستهلكون أنفسهم في حيرة نتيجة غياب هذه المادة الحيوية من المحلات التجارية ، مطالبين بتوفير الزيت للزبائن مقابل هامش ربح معقول للتجار.
من جهتهم يرى مسؤولو التجارة بالمدية نقص زيت المائدة من المحلات سببه تفضيل غالبية التجار عدم اقتنائها وبيعها بسبب نقص نسبة هامش الربح الناتج عن ارتفاع سعر الزيت في المصانع وهو ما جعل التجار يفضلون عدم بيعها خاصة بعد فرض نظام الفوترة، معتبرين أن سعر زيت المائدة مقنن قائلين : "نحن نعمل على المراقبة ومتابعة عملية التخزين ومحاربة الاحتكار لتوفير هذه المادة بالسعر المقنن".
قوافل لمديرية التجارة لبيع بعض المواد الأساسية بالسعر المقنن
لأن المواطن يتعب في الحصول على قارورة زيت أو كيس سميد في ظل ندرتهما الحادة نظمت مديرية التجارة بالمدية قافلة لبيع بعض المواد الأساسية على غرار الزيت والسميد ومادة الفرينة وذلك بدوائر الولاية خاصة النائية منها وتباع هذه المواد بسعرها المقنن وللمواطن مباشرة ، المبادرة أثنى عليها المواطن وتمنى تعميمها على باقي بلديات الولاية وديمومتها مطالبا بتوسيع قائمة المواد لتشمل ضروريات أخرى خاصة مادة الحليب الذي تشهدا نقصا فادحا بالولاية أرهق المواطن ، فيما تحدث إلينا آخرون أنه لابد من اجتثاث المشكل من الأعماق وتبقى هذه المبادرات ناقصة لاتسمن ولاتغني من الغلاء والندرة
متاعب المواطن مع كيس الحليب مشكل أصبح مزمنا
يشتكي مواطنو أغلب بلديات المدية من نقص مادة الحليب المدعم حيث يجدون صعوبة كبيرة في الحصول على كيس حليب ،المواطنون ممن تحدثوا إلينا عبروا عن استيائهم من النقص الفادح في هذه المادة الحيوية حيث يزور الحليب محلاتهم حسب حديثهم لنا مرة كل عدة أيام ومع زيارته يرافقه الطابور والاحتكاك و الازدحام بين المواطنين في الوقت الذي لازالت تدعو فيه المصالح المختصة إلى احترام المسافة بين الأشخاص حفاظا على سلامتهم وسلامة غيرهم، هذا وأضاف المشتكون أنه في ظل قلة هذه المادة الأساسية يضطر المواطنون إلى شراء الحليب الغير مدعم بأثمان مضاعفة لمن استطاع إلى ذلك سبيلا ،في حين يعود الكثير دونه إلى أولادهم ؛ المواطنون يتمنون من المصالح المختصة أن تتابع توزيع مادة الحليب آملين في الوقت ذاته أن تتعزز شبكة التوزيع بموزعين آخرين تلبية للطلب المتزايد على هاته المادة الضرورية، التي يعاني المواطنون من أجلها.