الوطن

إقبال كبير على المعرض.. مقولة الجزائري لا يقرأ خاطئة

المعرض يعود بعد سنتين من الغياب

عادت عجلة المعرض الدولي للكتاب "سيلا" للدوران مجددا، بعد عامين من التوقف، بسبب الوضع الصحي المرتبط بتفشي فيروس كورونا، والذي تسبب في توقف كل النشاطات الثقافية.

 تجدد لقاء القارئ الجزائري بالكتاب خلال الصالون  الدولي في طبعته الـ25، والذي جاء تحت عنوان "الكتاب جسر للذاكرة"، واطلع فيه الزوار على أخر إصدارات الكتاب والمؤلفين التي عرضت على مدار ثمانية أيام.

 اقبال منقطع النظير..

 أجمع كل من تحدثت إليهم جريدة الرائد، بأن المعرض الدولي للكتاب "سيلا" في طبعته الخامسة والعشرين شهد اقبالا منقطع النظير من مختلف شرائح المجتمع.

وفي هذا الصدد، كشف محافظ الصالون الدولي للكتاب بالجزائر محمد إقرب، بأن الطبعة  الـ25 ل "سيلا" أحصت 1,3 مليون زائر دون احتساب الأطفال والنساء الحوامل.

 وثمن محمد إقرب قرار رئيس الجمهورية بإعفاء كل دور النشر من تكاليف كراء الأجنحة، قائلا إن هذا القرار عزز من قوة الطبعة وشجع دور النشر على المشاركة، لاسيما مع الظرف المالي الصعب التي تعيشه دور النشر جراء جائحة كورونا.

 وشهدت الطبعة ال25 من صالون الجزائر للكتاب مشاركو واسعة للعارضين، خاصة بعد قرار رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بإعفاء دور النشر من تكاليف كراء الأجنحة.

 وأضاف المتحدث أنه تم تسجيل 100.000 زائر للمنصة الافتراضية، التي تم من خلالها اقتناء الكتب عن بعد وتوصيلها إلى أصحابها في مختلف أنحاء الوطن، على غرار تمنراست، إليزي، أدرار، قسنطينة، وهران، الجزائر العاصمة، ميلة.

 كما أكد محافظ صالون الجزائر الدولي للكتاب أن المشاركة كانت قياسية، حيث قدرت بـ 1250 عارض، منهم 266 عارضا جزائريا،  324 عربيا و660 أجنبيا ممثلا في 36 دولة من مختلف ربوع المعمورة إفريقيا، أوروبا، آسيا، وأمريكا.

 وقال إيقرب إنه تم برمجة أكثر من 50 نشاطا، تم خلالها تناول مواضيع الذاكرة والتاريخ، إلى جانب مواضيع أدبية، فكرية وفنية من الواقع الثقافي الراهن والتي شهدت إقبالا واسعا من الجمهور.

 التحفيزات أعطت ثمارها...

  ساهمت الاجراءات والتدابير المتخذه من قبل السلطات العليا للبلاد في انجاح الطبعة الخامسة والعشرين من الصالون الدولي للكتاب، من خلال الاقبال الكبير المواطنين.

 ويقول مالك دار الفكر الأردنية، بأن الإجراءات المتخذة من قبل السلطات العليا للبلاد بإعفاء الناشرين من دفع الأثمان المستحقة عليهم للمشاركة في المعرض خفف الكثير عليهم ودفعهم للقيام بخصم على أسعار الكتب وتخفيضات للقراء، خاصة بالنسبة للكتب التي صدرت سابقا، وهو ما خفز الزوار لإقتتاء الكتب.

 وفي ذات السياق، وجه مالك دار نشر لبنانية شكره للسلطات الجزائرية على الخدمات المتميزة والمتنوعة التي قدمت لهم طيلة أيام المعرض، مؤكدا على أن الإجراءات المتخذة لمرافقة الناشرين مكنتهم من عرض الكتب بسعر يناسب الجمهور، خاصة في ظل المشاكل التي كانت تتخبط فيها دور النشر بسبب جائحة كورونا، مضيفا بأن كافة دور النشر تضررت دور النشر. 

وأضاف بأن المشرفين على الصالون الدولي للكتاب قاموا بكل ما يمكنهم من أجل انجاح المعرض ووضع الناشرين والزوار في أريحية تامة.

 وفي سياق متصل، قال مالك دار  نشر مصرية في حديث له مع جريدة الرائد، بأن الجمهور حضر بصورة كبيرة وعلى غير ما كان يتوقعه كل ملاك دور النشر في ظل المشاكل المترتبة عن تفشي فيروس كورونا، مشددا على أن كل الأيام شهدت كل اقبالا كبيرا، مضيفا بأن الدار قدمت خلال السنة الجارية للجمهور الجزائري أربعة كتب جديدة لكتاب جزائريين.

 الأسعار تؤرق الزوار..

 أكد جل ملاك دور النشر، الذي تحدثت إليهم جريدة الرائد، بأن الإجراءات المتخذة من قبل السلطات العليا للبلاد لمرافقة ودعم دور النشر في الصالون الدولي للكتاب، ساهمت إلى حد كبير في تخفيض أسعار الكتب وعرضها بأثمان في متناول الزوار.

 وأشار البعض ممن تحدثت إليهم جريدة الرائد من ناشرين ومواطنين، بأن عدد الزوار خلال العام الجاري أكثر من المشترين في الدورة الـ 25 للمعرض الدولي للكتاب، مرجعين ذلك إلى تراجع القدرة الشرائية للمواطن، ما يجعل من أسعار الكتب المعروضة خارج نطاق ميزانياتهم في الوقت الراهن.

 وفي هذا الصدد، وفي جولتنا بالصالون التقت جريدة الرائد، ببعض الطلبة، الذي أكدوا أن أسعار كتب التخصصات تبقى مرتفعة الثمن، وفي الغالب يكتفون بشراء عنوان واحد فقط، فيما يكتفي البعض الأخرى باقتناء كتب أخرى بعيدة عن تخصصاتهم واحتياجاتهم.

 وتقول ايمان طالبة تخصص إنجليزية، بأن المعرض الدولي للكتاب، فرصة لها لإقتناء ما تحتاج في دراستها، ولكنها لم تتمكن من اقتناء سوى كتاب واحد.

وفي الإتجاه ذاته، يقول جلال، الذي جاء من إحدى ولايات الشرق خصيصا لإقتناء كتب تخصص دراسته علم النفس، ولكنه اصطدم بالأسعار، التي أكد بخصوصها بأنها تبقى مرتفعة.

 وبخصوص التخفيضات، قال ذات المتحدث بأنها تبقى طفيفة، بالمقارنة مع امكانياتهم المادية كطلبة، مشيرا إلى أن الوضع لا يسمح له باقتناء كل ما يحتاجه.

 وفي ذات الصدد تقول مريم التي كانت مصحوبة بإبنها، بأن الأسعار ليست في متناول الجميع، ولكنها لا تقوت هذه الفرص، مضيفة بأن ابنها تلميذ نجيب ومن أجل تحفيزه أكثر فقد جاء تنظيم المعرض في وقته، لإقتناء كل ما من شأنه أن يساعده أكثر في دراسته.

 ويؤكد الناشرون، بأن الحدث الثقافي يثبت في كل طبعة بأن مقولة "الجزائري لا يقرأ خاطئة"، كما أن الأسعار المرتفعة بالمقارنة مع ضعف القدرة الشرائية للمواطن يجعل من العزوف في بعض الأحيان مرتبط بالأسعار.

 تخفيضات في اليوم الأخير..

 سجل اليوم الأخير للصالون الدولي للكتاب، توافدا منقطع النظير د على مختلف أجنحة الصالون التي قدمت تخفيضات وصلت عند بعض دور النشر الحدود ال 50 بالمئة.

 وعرفت يوم الجمعة مختلف أجنحة دور النشر الجزائرية والعربية انزالا من قبل المواطنين، لكونه أخر يوم وتزامنه مع أول أيام العطلة المدرسية، ما جعل مختلف الدور والتخصصات تعرف اقبالا كبيرا، وحازت كتب الأطفال اهتماما كبيرا من قبل الأطفال الذين حضروا بقوة في اليوم الأخير رفقة عائلاتهم.

 لم تكن الحركة عادية في مختلف أروقة المعرض، في ظل الزحمة داخل كافة الأجنحة، فالمعرض الذي انقطع لمدة سنتين وعاد في ظل ظروف استثنائية دفعت العديدين لاستغلال الفرصة وقطع مسافات كبيرة واللقاء بالناشرين مجددا، واستغلال فرصة تخفيضات اليوم الأخير.

 وينتظر البعض اليوم الأخير للصالون الدولي للكتاب لإقتناء الكتب التي يحتاجونها، خاصة وأنا تعرف تخفيضات أكثر من الأيام الأولى.

 نقائص ولكن..

 ومن جانبها آسيا موساي مديرة منشورات الإختلاف، أكدت في حديث لجريدة الرائد، بأن الطبعة تبقى استثنائية، في ظل الظروف المحيطة وتهاوي القدرة الشرائية للمواطن والصعوبات الكبيرة لملاك دور النشر، إلا أنها ناجحة لأبعد الحدود، غير أنها دعت لإعادة النظر في النقائص المسجلة.

 وقالت "نشارك في كل سنة في الصالون الدولي للكتاب و نعتبره بمثابة الحدث الثقافي الأكبر في الجزائر، و فرصة أساسية للمثقفين القراءة ولكل الناشرين على الأقل للإلتقاء"، مضيفة دافعنا بقوة لتنظيم الطبعة، بعد غياب دام أكثر من سنتين.

 وبخصوص الإقبال، فقد أكدت بأن كان أكبر من المتوقع، على الرغم من ملاك دور نشر كانوا يعلمون بأن الصالون سيشهد إقبالا بعد عامين من الغلق، خاصة وأن القارئ الجزائري ينتظر هذا المعرض بفارغ الصبر، ولكن لم يتصور أحد  أن يصل إلى هذا الحد، في ظل تزامن فترة تنظيمه مع حلول شهر رمضان، ما يجعل العائلات تفكر في أمور أهرى، اذا فقد تخوفنا قليلا من تأثيره سلبا ولكن العكس حدث، وما جذبنا الاقبال الكبير للعائلات و الأطفال.

 وأضافت آسيا، بأن العديد من الثغرات التنظيمية تبقى تظهر في كل طبعة، ونتمنى أن يتم تداركها، وأعطت محدثنا مثالا بعدم وجود خراط وعدم تحيين تطبيق الصالون، قائلة المعرض كبير جدا وعدد الناشرين كبير جدا، والقارئ يضيع لما يبحث عن ناشر معين أو كاتب أو عنوان معين والتطبيق المخصص للمعرض به العديد من النقائص، التي نتمنى تداركها، كما نطالب بتنصيب خرائط تبين كافة أجنحة المعرض لتسهيل مهمة الزوار، خاصة وأن الاقبال كان كبيرا، وربما حتى المنظمين في حد ذاتهم لم يتصورا أن يصل لهذا الحد.

 وعادت مديرة منشورات الإختلاف للحديث عن الأوضاع الصعبة، التي كان يتخبط فيها الناشرون خلال السنتين المنصرمتين، على خلفية القيود المشددة وعدم وجود معارض، وأضافت بالنسبة لنا الطبعة ال 25 بمثابة المتنفس لنا.

 دورة أخرى شهر أوكتوبر..

 كشف لنا بعض ملاك دور النشر، الذين التقينا بهم على هامش الصالون الدولي للكتاب في طبعته الخامسة والعشرين، عن وجود نية من قبل السلطات الوصية لتنظيم طبيعة أخرى خلال العام الجاري.

 وقال أحد ملاك دور النشر الأردنية، بأنه على غرار باقي العارضين وصلته أخبار تفيد بعزم السلطات تنظيم دورة أخرى للمعرض الدولي للكتاب شهر أوكتوبر القادم.

 وتمنى ذات المتحدث، بأن يجسد الكلام على أرض الواقع، مؤكدا بأن الوضع الإقتصادي الصعب، الذي أفرزه تفشي الفيروس، تسبب في حرمان العديد من زيارة أجنحة المعرض واقتناء احتياجاتهم.

 وفي الاتجاه ذاته، سألنا أحد ملاك دور النشر الجزائرية عن حقيقة عزم السلطات الوصية تنظيم دورة أخرى للصالون، فما كان منه إلا أن قال لنا بأنه على غرار باقي العارضين سمع بالخبر ولكنه ليس رسميا لحد لساعة.

 وفي انتظار صدور قرار رسمي ينفي أو يؤكد وجود طبعة جديدة للصالون الدولي للكتاب خلال العام الجاري، فإن العارضين  والقراء والناشرين يتمنون أن تتخذ السلطات القرار، خاصة وأنا فترة شهر أكتوبر تعتبرالأفضل

من نفس القسم الوطن