دولي
الأقصى يتهيأ لاستقبال رمضان رغم مخططات الاحتلال
دعوات لتكثيف شد الرحال لـ "أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين"
- بقلم الوكالات
- نشر في 28 مارس 2022
تعمل دائرة الأوقاف الإسلامية في مدينة القدس المحتلة واللجان المتطوعة كخلية نحل لوضع البرامج والترتيبات الأخيرة، استعدادًا لاستقبال شهر رمضان المبارك، وحشود المصلين الذين سيؤمون أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وتُسخر الأوقاف كل جهودها وإمكانياتها وطواقمها بالتعاون مع الجهات المعنية لخدمة المصلين الوافدين إلى الأقصى خلال الشهر الفضيل، وضمان العمل على سلامتهم بأحسن خدمة، وتوفير سبل الراحة لهم، وتقديم أفضل الخدمات.
وتأتي هذه الاستعدادات، وسط دعوات لأهل القدس والداخل الفلسطيني المحتل والضفة الغربية لتكثيف شد الرحال إلى المسجد الأقصى طيلة شهر رمضان، تأكيدًا على إسلاميته وقدسيته، وأنه حق خالص للمسلمين وحدهم لا يقبل القسمة ولا التفاوض.
وضمن سلسلة اجتماعاتها مع كافة الجهات المعنية، عقدت الأوقاف عدة لقاءات مع اللجنة الصحية، وممثلي لجان الكشافة والنظام وشباب البلدة القديمة، وأيضًا ممثلي المؤسسات والجمعيات واللجان الطبية في مدينة القدس.
برنامج متكامل
وأعدت الأوقاف برنامجًا متكاملًا، لاستقبال شهر الخير والبركة، يتضمن الدروس الدينية، والوعظ والإرشاد، وتوفير الطواقم الصحية داخل الأقصى، بالإضافة إلى ترتيبات الإفطار والنظافة والنظام، والفرق الكشفية. كما يقول مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني.
ويوضح الكسواني لوسائل إعلام فلسطينية أن الأوقاف بصدد إنهاء كافة التحضيرات الخاصة، بعدما أعددت برنامج شامل يتضمن صلاة التراويح، والدروس الدينية بدءًا من صلاة الفجر حتى صلاة العصر.
ويضيف أن الأوقاف عقدت اجتماعًا مع لجان النظام والكشافة لأجل تنظيم حركة المصلين أثناء الدخول والخروج من الأقصى طيلة الشهر الكريم، وخاصة أيام الجمعة وصلاة التراويح، وضمان الحفاظ على الهدوء والنظام.
وأيضًا كان هناك اجتماع مع الأطباء ولجان الإسعاف لإقامة عيادات ميدانية داخل المسجد لتقديم الخدمات الصحية للمصلين، ولاستقبال أي طارئ قد يحدث، وكذلك لتخفيف الضغط على العيادات والمستشفيات، بسبب أزمة الطرقات.
ويلفت الكسواني إلى أنه سيتم تعزيز عدد حراس الأقصى، وتحديدًا في الفترة المسائية، لتوفير خدمات الأمن والأمان لهؤلاء المصلين، وتنظيم صفوفهم، وأيضًا تقديم وجبات الإفطار.ةويبين أن هناك متعهد لقسم النظافة ما بعد صلاة الظهر لاستلام جميع دورات المياه المحيطة بالأقصى من أبواب (الأسباط، حطة، المجلس والقطانين).
وهناك تعليمات من الأوقاف للمساجد في البلدة القديمة والطرقات المؤدية للأقصى بأن تُفتح دورات المياه فيها أيام الجمعة لتخفيف الضغط داخل المسجد ولخدمة المصلين القادمين من أماكن بعيدة سواء من الضفة الغربية أو الداخل المحتل.
وبحسب الكسواني، فإن لجان النظام النسوية ستقوم تنظيم صفوف النساء في ساحات الأقصى وقبة الصخرة المشرفة، وسيتم تعزيز عدد الحارسات، بالإضافة إلى قسم السدنة لتنظيف المساجد المسقوفة يوميًا بعد صلاة الفجر والإفطار والتراويح.
ويشير إلى أنه سيتم بالتنسيق مع قسم النظافة العمل على نظافة ساحات الأقصى يوميًا من طعام الإفطار لتبقى جاهزية من أجل أداء الصلاة، منوهًا إلى أنه لن يتم هذا العام نصب المظلات والمعرشات بالساحات، نظرًا للأجواء البادرة.
كما جرى التنسيق مع لجنة زكاة القدس التي لها علاقة مع عدة جمعيات، بهدف تقديم وجبات الإفطار للصائمين لمدة ثلاثة أيام فقط هي (الخميس، الجمعة والسبت)، وباقي الأيام سيتم تقديم وجبات خفيفة تتضمن (لبن، تمر وفاكهة).
ويوضح أن كل هذه الترتيبات والبرامج تم الاتفاق عليها مع جميع اللجان الكشفية والصحية والنظام، ومع الهلال الأحمر الفلسطيني ونقابة الأطباء لجان الإسعاف، كما كان هناك اجتماعًا من أجل نصب الخيم الطبية داخل ساحات الأقصى.
ويؤكد مدير المسجد الأقصى أن الأوقاف أعدت هذا البرنامج الشامل من أجل مصلحة المصلين وخدمتهم طيلة شهر رمضان، وتوفير الراحة والهدوء لهم، والمحافظة على سلامتهم.
وبشأن إحياء العشر الأواخر من رمضان، يقول الكسواني إنه سيتم إعداد برنامج للقيام والاعتكاف داخل المسجد الأقصى خلال العشر الأواخر، لكن قبل ذلك لن يكون هناك اعتكافًا بالمسجد، بل سيكون بالمساجد المحيطة بالأقصى وفي البلدة القديمة. ويضيف "نحن ننتظر دخول المعدات والأجهزة الطبية الخاصة بالأطباء، وأيضًا بالكشافة إلى الأقصى، ونأمل عدم وجود أي معيقات بشأن ذلك".
ورغم إجراءات الاحتلال الصهيوني وقيوده، يدعو الكسواني إلى تكثيف شد الرحال للمسجد المبارك خلال رمضان، والالتزام بتعليمات الأوقاف والحراس ولجان النظام، حفاظًا على سلامة المصلين.
ويتابع "هناك من يترصد بالأقصى حتى لا تتم العبادة بهذا الشهر كما يريد المسلمون والأوقاف، لكن علينا أن نفوت الفرصة على ذلك، وأن نلتزم بشد الرحال والصلاة داخل المسجد كي نعزز إسلاميته وعروبته في ظل الهجمة الصهيونية الشرسة ضده".
وبعد عامين من عدم تمكن حشود المصلين من الصلاة بالأقصى، بسبب أزمة "كورونا"، توقع الكسواني أن يؤمه هذا العام أعداد كبيرة لأداء الصلوات بالمسجد، رُغم فرض الاحتلال مزيدًا من القيود على أبوابه، مؤكدًا على ضرورة إحياء هذه الليالي بالذكر والصلاة، والأجواء الروحانية.
تحذيرات من مغبة ازدياد اقتحامات الأقصى في رمضان
طالب باحث في شؤون القدس، مساء أول أمس، بمنع اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى في شهر رمضان المبارك بشد الرحال إليه وبالعمل المقاوم الشعبي والمسلح في القدس والضفة وأراضي 48.
وقال الباحث بسام أبو سنينة: إن كل من يتوجه للمسجد الأقصى في رمضان عليه أن يعد نفسه حارساً للمسجد، ويقدم روحه ونفسه فداءً له. وأضاف أبو سنينة، أن قضية القدس والمسجد الأقصى المبارك توحد الفلسطينيين وتوحد الشارع العربي.
ونبه إلى أن حكومة الاحتلال تخشى تكرار سيناريو معركة سيف القدس، مضيفا أن "ما نشهده من اجتماعات هي خوف من تكرار ما حدث في رمضان الماضي". وتابع أن حكومة الاحتلال تدعم المستوطنين بالكامل ومنذ قدومها هناك عربدة مستمرة لقطعان المستوطنين.
وتعيش أجهزة أمن الاحتلال الصهيوني حالة من القلق والتوتر غير المسبوق، خشية من تطور الأوضاع الميدانية في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، واشتعالها من جديد بسبب تصاعد الاعتداءات على المواطنين والمقدسات.