الوطن
قيادات الأحزاب السياسية.. بين التغيير والتعمير في المنصب
خطابات تتغنى بالديمقراطية وواقع يترجم العكس
- بقلم ايمان سايح
- نشر في 15 مارس 2022
عادت الأحزاب السياسية إلى ترتيب بيتها الداخلي بضبط مواعيد مؤتمراتها، ليعود معها الحديث مجددا عن الزعامة داخل هذه التشكيلات، ومدى امكانية تكريس الديمقراطية وتحقيق مبدأ التداول على السلطة، فهل ستعمد هذه التشكيلات إلى ضخ دماء جديدة؟ أم أن مبدأ التعمير في المنصب سيكون الغالب خلال هذه المؤتمرات؟
مع اقتراب موعد عقد المؤتمرات العامة لبعض التشكيلات السياسية، يتساءل الرأي العام عما إذا كانت هذه اللقاءات والاجتماعات، ستكسر القاعدة السائدة خلال العقدين السابقين، المبنية على مبدأ التعمير في المنصب بتزكية قيادات جديدة بقيادات جديدة، أم أن مناضلي الأحزاب سيتمسكون بأعرافهم القديمة ويجددون الثقة في الزعامات الحالية، وهو السيناريو الأقرب بالنسبة لعدد كبير من الأحزاب المعروف لدى قادتها تمسكهم بعقلية التشبث في المنصب ورفض التنازل عليه.
فعلى الرغم من جملة الشعارات التي لطالما رفعها قادة الاحزاب السياسية، المرافعة لصالح تكريس الديموقراطية وتحقيق مبدأ التداول على السلطة، خاصة فيما يتعلق بالتشكيلات المحسوبة على التيار المعارض، غير أن أغلب قادة هذه الأحزاب قد عمّروا في مناصبهم لعهدات متتالية، ولعل حزب العمال الذي يحضر لعقد مؤتمره الثامن يومي 25 و26 مارس الجاري، والذي يظهر جليا وجود توجه لتزكية الأمينة العامة لويزة حنون من أجل الاستمرار في قيادة الحزب، يعطي نموذجا للزعامات الدائمة، فلويزة حنون تعتبر أول وأقدم أمينة عامة لحزب العمال منذ تأسيسه سنة 1990، ما يطرح عديد التساؤلات في هذا الشأن.
وقد ترجع بعض قيادات الاحزاب سبب تمسكها بالزعامة، إلى استكمال برامجها الانتخابية، فيما تعود تشكيلات أخرى إلى النتائج التي حققتها خلال الاستحقاقات التي شهدتها بلادنا السنة الماضية، سواء تعلق الأمر بالتشريعيات أو انتخابات تجديد أعضاء المجالس المنتخبة، والتي ستجد من الأرقام المحققة والأصوات المكتسبة، ورقة ستلعب عليها من أجل إقناع المناضلين بضرورة تجديد الثقة في شخصها لعهدة جديدة.
وتستعد عديد التشكيلات السياسية لعقد مؤتمراتها الوطنية، على غرار حزب العمال الذي ينتظر موافقة وزارة الداخلية، إلى جانب حزب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية الذي يحضر لعقد مؤتمره المؤتمر السادس يومي 1 و2 جوان المقبل بتعاضدية البناء في زرالدة غرب الجزائر العاصمة، حيث أوردت تقارير أنه من المتوقع أن يتنافس على رئاسة الحزب أربع أسماء لخلافة محسن بلعباس، وهم مراد بياتور، عثمان معزوز، فطة السادات ونسيم ياسع، فيما تتجه جبهة القوى الاشتراكية إلى عقد مؤتمرها السادس شهر سبتمبر المقبل.