الوطن
مركز مكافحة الإدمان بالبليدة.. تجربة رائدة في علاج إدمان المخدرات الصلبة
يستقبل الحالات من جميع ولايات الوطن
- بقلم الرائد
- نشر في 14 مارس 2022
اكتسب مركز مكافحة الإدمان بولاية البليدة تجربة كبيرة في علاج الإدمان جعلته رائدا في المجال ووجهة لمدمني المخدرات من مختلف ولايات الوطن الراغبين في تلقي العلاج و الإقلاع عن إدمان المخدرات سيما الصلبة التي تعد أخطر أنواع الإدمان.
ويوفر هذا المركز الإستشفائي التابع لمستشفى فرانس فانون الجامعي الذي يسجل ضغطا كبيرا العلاج الطبي و النفسي لمدمني المخدرات الصلبة، على غرار الهيروين و الكوكايين وسوبيتاكس خاصة من يتعاطونها عن طريق الحقن، بسبب خصوصية هذه الفئة التي تحتاج إلى عناية خاصة تستلزم المكوث بالمستشفى لفترة عكس باقي مدمني المخدرات الأخرى، كما سجل رئيس المركز البروفيسور نذير بوربون. وأضاف البروفيسور بوربون في تصريح لوأج أن المركز يولي أهمية بالغة لضمان التكفل النفسي و ضمان التأهيل الوظيفي العقلي للمرضى تحت إشراف أطباء نفسانيين مختصين نظرا للدور الهام الذي يلعبه هذا الجانب في تماثل المريض للشفاء وإقلاعه عن إدمان هذا النوع الخطير من المخدرات لأن العلاج يحتاج لإرادة قوية ودعم كبير من طرف محيط الشخص المدمن. وأوضح أن مدمني المخدرات الصلبة الذين يخضعون للاستشفاء خلال فترة علاجهم الذي يتطلب مكوثهم بالمركز لتفادي عودتهم مرة أخرى للإدمان تقدر بحوالي 60 بالمائة. وكشف البروفيسور بوربون عن استقبال المركز خلال السنة الماضية لنحو 8000 مدمن على مختلف أنواع المخدرات على غرار الكيف المعالج و المسكنات و المشروبات الكحولية الذين لا يتطلب علاجهم المكوث في المستشفى و نحو 9000 من مدمني المخدرات الصلبة، غاليبتهم من الرجال. وحسب ذات المتحدث يقضي المرضى من مدمني المخدرات الصلبة بعد تشخيص حالتهم من طرف أطباء مختصين في علم الإدمان و كذا نفسانيين ، نحو 21 يوما بالمستشفى يتلقون خلالها البروتوكول العلاجي المنصوص عليه ليغادروا بعدها شريطة الإلتزام بوصفة العلاج و إحترام مواعيد المتابعة للتأكد من عدم تعاطيهم هذه السموم مرة أخرى من خلال إخضاعهم للتحاليل الطبية الدورية.
وأضاف البروفيسور بوربون في هذا الصدد أن فترة العلاج تستمر لسنوات طويلة بالنسبة لمدمني المخدرات الصلبة عكس باقي الأنواع الأخرى من المخدرات و التي تختلف من حالة إلى أخرى بحيث تتوقف على فترة إدمانه و حالته الاجتماعية والنفسية و خاصة دعم العائلة و محيطه الأسري الذي يلعب دورا كبيرا في تجاوزه لهذه الآفة و الإقلاع عنها بشكل نهائي. كما تطرق نفس المسؤول إلى الأسباب التي دفعت بهؤلاء إلى التوجه نحو المركز و طلب المساعدة و المتمثلة في ضغط العائلة و إجبارهم على تلقي العلاج و الذي يعد السبب الرئيسي ، بالإضافة إلى معاناتهم من صعوبات اجتماعية و صحية و خاصة عجزهم عن الحصول على هذه المخدرات باهظة الثمن بسبب وضعيتهم المادية و نفاذ المال لديهم لاسيما و أن جلهم عاطلين عن العمل.
- إعتماد تجربة جديدة في علاج الإدمان على المخدرات الصلبة
وبهدف مساعدة المدمنين على الإقلاع عن تعاطي المخدرات، لا سيما الصلبة، دون الشعور بأعراض الانسحاب المؤلمة، شرع المركز السنة الماضية في اعتماد تجربة جديدة تعد الأولى من نوعها على المستوى الوطني و المتمثلة في تطبيق بروتوكول علاجي المتمثل في دواء "ميتادون"، وفقا لرئيس المركز. وأضاف البروفيسور بوربون المختص في الأمراض العقلية و علم الإدمان أنه تم تطبيق هذا البروتوكول الجديد على مجموعة من مدمني المخدرات الصلبة تضم 50 شخصا كمرحلة أولى، لافتا إلى وجود نحو 450 شخص على قوائم الانتظار ممن يخضعون حاليا للعلاج عن طريق بروتوكول العلاج السابق في انتظار وصول كميات إضافية من هذا الدواء. وبالمناسبة، تطرق إلى مشكل نقص هذا الدواء الجديد (ميتادون) معبرا عن أمله في تدعيم المركز قريبا بالكمية الكافية التي تغطي احتياجات المرضى الذي قدموا إلى المركز لطلب العلاج .ويعتبر العلاج الجديد من بين ثلاثة أو أربعة بروتوكولات علاج يتم اعتمادها عبر العالم لعلاج الإدمان على المخدرات الصلبة، كما يعتبر الوسيلة الأمثل لعلاج المدمنين دون شعورهم بأعراض الانسحاب الجد مؤلمة و التي يعجز المريض عن تحملها لفترة لا تزيد عن ثلاثة أيام على غرار آلام الرأس و الجسم و الإسهال و ارتفاع درجات الحرارة. ويرى البروفيسور بوربون أن التجربة الجديدة حققت الأهداف المرجوة منها والمتمثلة في مساعدة المدمنين على الإقلاع عن إدمان هذا النوع من المخدرات الذي يعد الأخطر و الأصعب في الإقلاع عنه دون الشعور بأعراض الانسحاب الحادة و التي تعد من بين أبرز الأسباب التي تؤدي بالشخص المدمن إلى التراجع عن العلاج والعودة للإدمان