الوطن
مطلوب مشاريع سدود كبري وتحويلات لإنقاذ الجزائر من الجفاف
مع استمرار شح الأمطار في موسمها
- بقلم سارة زموش
- نشر في 14 مارس 2022
لم تنهي التقلبات الجوية المتفرقة والتي عرفتها عدد من ولايات الوطن الأسبوع الماضي من التخوفات بشان تسجيل موسم جفاف قد يكون الأصعب منذ سنوات حيث تعتبر الكميات المتساقطة خلال الأيام الماضية قليلة جدا مقارنة بما تحتاجه السدود والأراضي الفلاحية في هذه الفترة من السنة بالذات وهو ما جعل الخبراء يدعون لضرورة تبني سياسة مائية أكثر فعالية من اجل انقاذ الجزائر من الجفاف على مدار السنوات المقبلة.
وفي هذا الصدد أكد امس الخبير في الموارد المائية والباحث بجامعة زيان عاشور ولاية الجلفة قحقيح صالحي عبد الحفيظ أن الجزائر ملزمة بتبني خيار إنشاء سدود صغيرة ومتوسطة لمواجهة أزمة الجفاف. وقال المتخصص إن "التغيرات المناخية أثرت بشكل مباشر على كمية التساقطات المطرية وتوزيعها على الأقاليم في العالم ورمت بظلالها على عدة ميادين"، مشيرا إلى أن الجزائر بحكم موقعها المتوسطي كان الأثر السلبي للتغيرات المناخية جليا أبرزه تراجع في منسوب الأمطار بالمناطق الشرقية الوسطى والهضاب وكذا الصحراء وتحدث الباحث عن ظاهرة التداخل بين الشهور الجافة والماطرة، في ظل الاضطرابات المناخية في الدورة المائية بالجزائر منذ 2019، حيث أن شهور ديسمبر جانفي حتى منتصف فيفري تعرف كميات قليلة جدا من الأمطار وتحولت إلى أشهر جافة، وإلى غاية 2020 أصبحت التساقطات المطرية تسجل من منتصف فيفري إلى غاية شهر ماي وأمام نسبة التساقطات التي أصبحت ضعيفة جدا وأقل من المعدل السنوي، وتراجع منسوب السدود بوسط وشرق البلاد لاحظ الباحث بجامعة الجلفة أن هناك تراجع كبير لمردود الفلاحات الواسعة التي تعتمد بالأساس على ما تجود به السماء، داعيا إلى الإسراع في تجسيد مشاريع التحويلات الكبرى والمتوسطة. وأشار في هذا الصدد إلى إمكانية تحويل المياه من الولايات التي بلغ منسوب مياه سدودها إلى مستويات معتبرة نحو ولايات تسجل العجز، مثل جيجل التي يمكن أن تمد سطيف والعلمة بالمياه عبر سد تابلوط، فضلا عن استغلال مياه التحويلات الكبرى لسقي المساحات الفلاحية الكبرى مثل القمح والشعير، خاصة في الهضاب والسهول. وحذر ذات الخبير من تلوث المياه السطحية والجوفية في الجزائر من عدة مصادر هي كالمبيدات الحشرية والأسمدة الآزوتية ومخلفات محطات تشحيم السيارات وتلوث الجو بمواد كيميائية، ودعا إلى القيام بتحليل عينات من المياه الجوفية والسطحية بشكل دوري لضمان جودتها، للاستخدام الآمن. من جهة أخرى يري قحقيح أنّ محطات تحلية مياه البحر التي عمدت إليها الدولة تعد حلا موقتا، بسبب عواقبها على البيئة، كما أنّ جودة مياهها أقل من جودة مياه السدود والمياه الجوفية.