الوطن
الدبلوماسية الجزائرية بالسرعة القصوى
نشاط مكثف وجولات عربية مارطونية
- بقلم الرائد
- نشر في 09 مارس 2022
تبرهن الجزائر في كل مرة أنها قوّة محورية للاستقرار في المنطقة العربية، من خلال الجهود التي تبذلها الدبلوماسية على أكثر من صعيد والتي نجحت خلال السنوات الأخيرة في استعادة مكانتها وكسر الجليد الذي فرض على نشاطاتها في مرحلة سابقة، فالخرجات المكثفة التي قادت وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة لمختلف العواصم العربية خلال الأسبوع الجاري، رسّمت عودة الدبلوماسية الجزائرية للمشهد العربي، وأكدت مدى حرص الجزائر على تثبيت مكانتها الدولية وترسيخ مبادئها الدبلوماسية القائمة على الحوار والتآخي ولم الشمل.
يشهد الجهاز الدبلوماسي، حركية غير مسبوقة تفرضها الأوضاع الدولية والإقليمية الراهنة، والرهانات التي رفعتها الدولة من اجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية المسطرة ضمن مسار بناء الجزائر الجديدة، وتلقي الدبلوماسية الجزائرية بكامل ثقلها لحل مجمل القضايا الإفريقية والعربية، ولعب دور الوسيط في العديد منها، كما يكثف وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة من خرجاته لكبريات العواصم، ويوسع دائرة محادثاته مع كبار المسؤولين لتعزيز الروابط الثنائية ورفع وتيرة التشاور الثنائي حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
ويبقى التحضير لعقد القمة العربية، التي ستحتضنها الجزائر نهاية السنة الجارية، أبرز الملفات التي يناقشها رئيس الدبلوماسية الجزائرية في مجمل خرجاته، كما أن تأكيد الأعراف والمواقف الدبلوماسية للدولة الجزائرية يبقى أهم ما يميز تدخلاته في مختلف المحافل الدولية والمباحثات الثنائية التي تجمعه في كل مرة مع أكبر المسؤولين في دول الجوار، لتؤكد بذلك الدبلوماسية الجزائرية أنها رقم مهم في اللعبة الدبلوماسية .
يمكننا بذلك القول إن الجزائر نجحت فعلا، خلال هذه السنة، في استعادة مكانتها الإقليمية والدولية، وفرض نفسها كرقم مهم في اللعبة الدبلوماسية، بفضل حنكة وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة الذي أبان قدرة كبيرة على فهم المتغيرات من حولنا، وتحديد الوقت الأنسب للتحرك والتعامل مع أكثر الملفات تعقيدا، وفتح قنوات اتصال مع مختلف الأطراف العربية، ولقد عززت الجزائر خلال السنة الجارية خبرتها في شؤون الوساطة، ووسعت نشاطاتها لتسوية النزاعات وجمع الفرقاء بطرق سلمية، فكانت أبرز الملفات الإفريقية والعربية في صلب تحركات الدبلوماسية الجزائرية.
وخلال الأسبوع الجاري، قادت وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة زيارات لعديد العواصم العربية، بحث من خلالها سبل حلحلة الملفات المعقدة، وتعميق التعاون الثنائي بين الجزائر وبعض العواصم على أكثر من صعيد، كما رافع لصالح تأكيد المواقف الدبلوماسية للدولة الجزائرية التي تبقى دوما وأبدا ثابتة وراسخة، قائمة على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وإقامة العدل وضمان حق الشعوب في تقرير مصيرها، فكانت زيارة لعمامرة للمملكة الهاشمية بداية الأسبوع الجاري، دليلا على تمسك الجزائر بمبدأ التشاور للم الشمل العربي والإقليمي، فخلال المباحثات التي جمعت رئيس الدبلوماسية الجزائرية بنظيره الأردني، اتفق الوزيران على ضرورة إجراء تقييم شامل لمجمل الاتفاقيات الثنائية ودراسة إمكانية تعزيز وتكييف الإطار القانوني لتشجيع التبادلات التجارية والاستثمارات البينية، كما شدد لعمامرة على أهمية تعزيز وتيرة التشاور والتنسيق السياسي بين دبلوماسيتي البلدين.
ودون أن يحيد عن السياسة الخارجية التي ترسمها الدولة، ركز وزير الشؤون الخارجية خلال تواجده بالعاصمة اللبنائية بيرون بحر الأسبوع الجاري على بحث تعزيز العلاقات الثنائية بين العاصمتين ومناقشة أهم القضايا الاقليمية والدولية، فكان لقاؤه بنظيره اللبناني فرصة لاستعراض آفاق تعزيز العمل العربي المشترك في ظل التحضيرات الجارية للقمة العربية التي ستحتضنها الجزائر، ولقد أكد الرئيس اللبناني ميشيل عون دعمه لمساعي رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الرامية لتوفير شروط نجاح هذه القمة وتحقيق مخرجات نوعية تكون في مستوى تطلعات الشعوب العربية، معلنا أن لبنان سيكون في طليعة الدول المشاركة في القمة فور تحديد تاريخ انعقادها بالنظر للضرورة الملحة لبلورة مقاربة جماعية في مواجهة التحديات المفروضة على الأمة العربية وقضاياها المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.