الوطن
أحزاب تشل الحياة السياسية وتدخلها في سبات عميق
بعضها غائب وأخرى غارقة في تسوية ملفاتها الداخلية
- بقلم ايمان سايح
- نشر في 03 مارس 2022
تعيش الساحة السياسية نوعا من الركود، بعد أن دخلت عديد الأحزاب في سبات سياسي رغم الحركية التي تشهدها الساحة الوطنية على أكثر من صعيد، فحتى الاكتفاء بـ"رد الفعل" الذي عودّتنا عليه بعض التشكيلات السياسية وخطابات قادتها المناسباتية، باتت غائبة عن المشهد في الفترة الأخيرة، وانصب اهتمام جلها على ترتيب بيتها الداخلي والتحضير لمؤتمراتها واجتماعاتها الخاصة.
لم تمر إلا أشهر فقط على انقضاء آخر المحطات الانتخابية، حتى "اختفت" التشكيلات السياسية، فصمتت حناجر رؤسائها وجفت ردود الفعل لدى مناضليها، معلنة "مقاطعتها" التعليق على مختلف القضايا الوطنية والمحلية الراهنة، وكأن نهاية المواعيد الانتخابية كانت بداية لصمت حزبي وجمود سياسي، فقد هجرت جل التشكيلات الميدان، وقاطع مناضلوها وزعماؤها الندوات والمؤتمرات، غياب وإن برره البعض بمخاوف من الوضع الصحي الذي تعيشه البلاد جراء تواصل انتشار الوباء، إلا أن أرقام وزارة الصحة تأتي لتكذب هذا الطرح، وتؤكد ضعف هذه الحجة بالنظر لحجم المسؤولية التي ألقاها الشعب على عاتق الأحزاب السياسية التي وضع ثقته فيها وزكاها لتمثله في مختلف المجالس المحلية والوطنية.
وفي الوقت الذي تتعاقب فيه الأحداث الوطنية وتتوالى الملفات ذات الصلة المباشرة بالمواطن، نجد عديد الاحزاب السياسية منهمكة في ترتيب بيوتها والتحضير لمواعيدها الداخلية، معلنة "استقالتها" من الدور الرئيسي الذي وجدت لأجله والمتمثل في خلق ديناميكية ونشاط سياسي دائم، فالأحزاب التقليدية التي لطالما ارتبط اسمها بـ"الكبيرة"، غائبة، وحتى تلك المحسوبة على التيار المعارض "مختفية".
وهناك من ربط هذا الغياب والركود السياسي، بـ"التوترات" التي تعيشها بعض الأحزاب السياسية، على غرار ما تشهده جبهة القوى الاشتراكية منذ تنحي الراحل حسين آيت أحمد عن قيادتها، وتعويضه بهيئة رئاسية، لتنطلق بعدها خلافات بين أعضائها وصلت مؤخرا إلى إعلان الهيئة الرئاسية للحزب عن إنهاء مهام الأمانة الوطنية للحركة، ويتفرغ "الأفافاس" في الفترة الراهنة للتحضير لمؤتمره السادس المزمع عقده قبل نهاية السنة، وفي المقابل تركز تشكيلات سياسية في الفترة الراهنة على إعادة الهيكلة واختيار قياداتها الجديدة أو تجديد الثقة في الحالية منها، من خلال التحضير لعقد مؤتمراتها الوطنية، على غرار حزب جبهة التحرير الوطني المرتقب عقد مؤتمره الـ11 شهر سبتمبر المقبل، وحزب العمال الذي حددت لجنته المركزية السداسي الأول من السنة الجارية موعدا لانعقاد مؤتمره الثامن، وكذا حزب طلائع الحريات الذي لم يخل بيته من الخلافات والذي يحضر بدوره لعقد مؤتمره الوطني هذا السبت.