دولي

انتهاكات الاحتلال الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني تتواصل

الكفيف الأسير الشيخ عز الدين عمارنة تعرض للاعتقال 13 مرة

لم يراع جنود الاحتلال الصهيوني خلال اعتقال الخمسيني الكفيف الشيخ عز الدين أحمد عمارنه، وانتزاع من وسط أسرته من منزلها في بلدة يعبد جنوب غرب جنين، كونه كفيف، فقاموا بوضع العصبات على عينيه وتقييد يديه بالكلبشات، واقتادوه معهم نحو دورياتهم العسكرية دون السماح له بوداع أسرته وحتى والدته المسنة، التي رافقته دعواتها حتى اختفى في عتمة البلدة التي تكررت فيها حملات الاعتقال مؤخراً بشكل كبير.

بسخط وغضب، يقول الأسير المحرر أحمد 28 عاماً:" منذ سنوات طويلة، تعودنا على الاعتقالات التي طالت غالبية أفراد أسرتنا بما فيهم شقيقتي، لكن المثير للانتباه، أساليب الاحتلال الذي يتفنن في انتهاك كافة الاعراف والقوانين، فأي قانون يجيز زج والدي الكفيف مرة تلو الاخرى خلف القضبان ؟"، ويضيف " حتى وضعه الخاص كفاقد للبصر، لم يراعيه الاحتلال ، فعملية تقييد عينيه وهو فاقد للبصر، جريمة وعقاب واستهتار بأبسط حقوق الانسان، لكن والدتي رغم اعاقته وفقدانه البصر، لم يفقد نور البصيرة ، ويتمتع بمعنويات عالية، وكباقي الاعتقالات السابقة، سيبقى صامداً وثابتاً أمام الاحتلال وظلمه وقوانينه الجائرة ".

 ينحدر الشيخ الدكتور عز الدين عمارنة، الحافظ للقرآن الكريم والموظف في وزارة الاوقاف، من بلدة يعبد، ففيها ولد ونشأ وتعلم ويعيش وسط اسرته المكونة من 5 أنفار، ويقول نجله أحمد " حياة والدتي، تشكل رحلة كفاح وقصة نجاح وبطولة في تحدي الاعاقة البصرية الكاملة والاحتلال معا، فقد واجه كل المصاعب والعثرات التي اعترضت مسيرة عمره كونه كفيف وبتكرار اعتقالاته، تعلم حتى أنهى الثانوية العامة بنجاح، وتخرج من جامعة النجاح الوطنية بشهادة البكالوريوس في الشريعة الاسلامية ".

ويضيف " بين مسيرته الجامعية وحياته الصعبة ومحطات الاعتقال، لم يستسلم والدي لحظة، تزوج وأسس أسرة، وتمسك بأحلامه وطموحه في الدراسات العليا، ورغم اعتقالاته التي اعاقت تخرجه، لكنه أكمل المشوار، حصل على درجة الماجستير في نفس التخصص"، ويكمل " بين فترة وأخرى، تعمد الاحتلال قطع طريقه واعاقة خطواته، فمن اعتقال لآخر، لكنه انتسب لجامعة المدينة العالمية في دولة ماليزيا، وحصل على شهادة الدكتورة قبل ثلاثة شهور، وقد كافح وعمل في عدة وظائف، اماماً وخطيباً ومحاضراً في جامعة القدس أبو ديس ".

بكر العائلة أحمد 28 عاماً، والذي قضى 9 شهور خلف القضبان، أفاد، أن محطات الأسر المتتالية في حياة والده الشيخ عز الدين، بدأت منذ عام 1994، فقضى 8 سنوات ونصف في السجون بين اعتقال الاداري وأحكام وغرامات مالية، يبلغ مجموعها 8 مرات، عدا عن رحلة الأسر الحالية، كما خاض معركة الامعاء الخاوية عدة مرات احتجاجاً على اعتقاله الاداري دون تهمة أو محاكمة، أما اعتقاله الأخير، فكان كما يروي فجر تاريخ 21/2/2022.

ويقول أحمد " فوجئنا على صوت انفجار قوي بعدما قام الجنود بتفجير بوابة المنزل الرئيسية، وسرعان ما اكتشفنا، أن العشرات من الجنود، حاصروا منزلنا ثم اقتحموه ، عزلونا عن والدنا عن انتهت عملية التفتيش بشكل دقيق بانتزاع والدي وحرماننا من وداعه "، ويضيف " حاول والدي الوصول لوالدته، لكن الجنود منعوه وحاصروه واقتادوه بعد تعصيب عينية وسط حراسة مشددة ، وما زال مصيره مجهولاً حتى اليوم "، ويكمل " نشعر بصدمة وحزن لقيام الاحتلال باعتقال والدي في هذا السن دون مراعاة كونه كفيف، وفي التوقيت قبل شهر رمضان الكريم ، فقد تكررت اعتقالات والدي مع حلول المناسبات ، وحرمنا منه كثيراً، وقضى رمضان في السجون 10 مرات بسبب الاجراءات التعسفية الظالمة للاحتلال  ".

ويتابع " الاحتلال يستخدم كل الطرق، لتفريق شمل عائلتنا وتنغيص فرحتنا في المناسبات كرمضان والاعياد، ليحرمنا وجود والدنا بينا، والمؤلم، ان الاحتلال يستهدف والدي في مثل هذه الاوقات عندما يقترب شهر الخير والبركات ".

رغم صبرها ومعنوياتها العالية، تخيم أجواء الحزن والغضب والقلق في منزل عائلة عمارنه، ويقول أحمد " نتمنى أن نعيش حياة طبيعية بعيداً عن الاحتلال وسجونه ، فوسط استهداف والدي، تجرعت مرارة الاعتقال التي طالت شقيقتي يمان التي قضت شهرين في الاسر، كذلك ، شقيقي مجاهد حوكم عامين وتحرر قبل عام ، لكن الاحتلال اعاد اعتقاله مرة ثانية قبل شهرين "، ويضيف " ما زال شقيقي مجاهد موقوفاً في سجن مجدو ومحاكم الاحتلال تمدد توقيفه ، وانضم اليه والدي الصابر والمرابط ، ورغم الوجع ، فقد تأقملنا كعائلة مع هذا الواقع ، والحمد لله معنوياتنا عالية وارادتنا صلبة ، ونفخر بمواقف وثبات والدي ولن نركع مهما عانينا ، فلا بد من فرج قريب لكل الأسرى وحرية قريبة لأرضنا وشعبنا ".

من نفس القسم دولي