الوطن

مقترحات لفك الاختناق المروري على المدن الكبرى

الملف يمثل أولوية لدى الحكومة

يمثل فك الاختناق المروري على العاصمة والمدن الكبرى هذه الفترة أولوية للحكومة حيث شكل الملف محور لقاءات عديدة على مستوى الحكومة التي تراهن على المشاريع التنموية للوصول لطرقات اقل زحمة غير ان متداخلون يعتبرون ان تحقيق هذا الهدف مرتبط ايضا بمخططات نقل اكثر نجاعة والتوجه نحو الوسائل الأكثر حداثة في تنظيم حركة السير على غرار تعميم استعمال الإشارات الضوئية وأيضا تغيير الذهنيات لدى السائقين الذين يتحملون بممارساتهم جزء من مسؤولية الاكتظاظ المروري الرهيب الذي تعرفه طرقاتنا يوميا.

وتعكف وزارة النقل بمعية وزارة الأشغال العمومية منذ فترة على إعداد استراتيجية وطنية ودراسة عميقة وشاملة لمخطط المرور بالعاصمة والمدن الكبرى، وهذا من أجل تقليل حركة الازدحام. ومن بين الحلول المؤقتة لفك الاختناق المروري عن المنطقة هي عدم السماح لمركبات الوزن الثقيل بالمرور  بالعاصمة خلال الفترة الصباحية. بالإضافة إلى تنفيذ عدد من مشاريع الطرقات والجسور والطرقات الازدواجية بهدف تقليل الضغط على المحاور الرئيسية في العاصمة والمدن الكبرى غير أن هذه الإجراءات والمشاريع تعتبر حسب مختصين وفاعلين في قطاع النقل غير كافية ان لم يتم دعمها بمخططات نقل اكثر نجاعة والتوجه نحو الاعتماد على الوسائل التكنولوجية في تسيير الطرقات على غرار الإشارات الضوئية وكاميرات المراقبة وايضا التكثيف من حملات التحسيس وإشراك مدارس تعليم السياقة لتغيير ذهنيات السائق الجزائري الذي يتسبب بممارسته وعدم احترامه لقانون المرور في الكثير من المرات في الاكتظاظ المروري الذي يشتكي منه.

 تحيين مخططات النقل الضرورة القصوى

وعن الموضوع قال أمس رئيس الفيدرالية الوطنية لنقل المسافرين والبضائع عبد القادر بوشريط أن مفتاح القضاء على الازدحام المروري، يجب يكون أولوية ويمكن تجاوز هذا الإشكال من خلال تنظيم مخططات النقل يضيف بوشريط الذي اكد على ضرورة  إعداد مخطط استعجالي أضاف ذات المتحدث أن قطاع النقل لم يعتمد أبدا على مخطط للتسيير، وهو ما أدى إلى الخلل المسجل عبر مختلف وسائل النقل، خاصة مع عدم وجود قوانين صارمة تسيّر هذه الوسائل وتحدد كيفية النشاط وحدوده. واستدل بوشريط بالحافلات وخطوط النقل، حيث يتم توزيعها بطرق عشوائية دون العودة إلى دراسات ميدانية تحدد حاجة كل منطقة، مضيفا أن نوع الحافلات نفسه موزع بطريقة غير مدروسة لأن هناك حافلات ذات سعة كبيرة تنشط في خطوط متقاربة وأخرى لا تتجاوز 20 مقعدا تسير في خطوط بين الولايات وهذا يكشف عمق الأخطاء التي تفاقمت بمرور السنوات وأدت اليوم إلى تراكمات يصعب علاجها. وأعاب بوشريط على وزارة النقل عدم انتهاجها مخطط تسيير مستنبط من الواقع، حيث كان يفترض، حسبه، أن تعمل الوصاية على إجراء دراسات ميدانية تحدد فيها حاجة كل مدينة، وبعدها تقوم بإعادة توزيع المركبات وفق الحاجة لتحقيق التوازن الذي أخلت به القرارات الارتجالية. 

نقص الإشارات الضوئية يعذب السائقين ويتسبب في كوارث مرورية

 بالمقابل فأن عامل مهم دائما يتسبب في اختناق حركة المرور  نقصا الإشارات الضوئية، وإن وجدت فالعدد لا يتوافق ومساحة المدينة وعدد الطرقات التي هي بحاجة لهذه التقنية، في حين لم تعرف طرقاتنا لغاية الان إشارات المرور الضوئية الذكية ما جعل الكثير من الخبراء في مجال السلامة المرورية، يطرحون أكثر من سؤال عن سبب عدم تفعيل هذه التكنولوجيات الحديثة في تنظيم سير الطرقات في الجزائر، خاصة وأن لها دورا هاما في تحذير سائقي السيارات والراجلين على حد السواء. وفي هذا الصدد قال خبير السلامة المرورية زين الدين أودية أن  الجزائريين يعانون يوميا على مستوى مفترقات الطرق بسبب انعدام الإشارات الضوئية، مضيفا أن بعض المفترقات في العاصمة يصل بها حجم الازدحام لمستويات لا تطاق، حيث يضطر السائق للمكوث أكثر من نصف ساعة في ازدحام خانق وهو ما يؤثر سلبا على باقي الطرقات والمحاور.

وقال أودية أن الإشارات الضوئية أحسن بكثير من العمل اليدوي للشرطي، فالخطأ في استعمال التقنيات التكنولوجية أقل بالمقارنة، ناهيك عن سهو السائق في بعض الأحيان عن مشاهدة كل إشارات شرطي المرور وما قد يترتب عن ذلك من عقوبات خاصة في ظل قانون المرور الجديد. مضيفا أن التراجع عن استعمال هذه الوسيلة ناجم عن الظروف الأمنية خاصة في العاصمة خلال سنوات سابقة، ومع التحسن الأمني الملحوظ فإنه من الضروري العودة للعمل بالإشارات الضوئية في كل المحاور التي تعد بمثابة نقاط سوداء خاصة في المدن الكبرى، وهو أمر أكثر من ضروري لضمان سيرورة حركة المرور والتقليل من الازدحام، معبرا عن استغرابه من اللجوء لتعميم كاميرات المراقبة عبر الطرقات قبل الإشارات الضوئية، رغم أن هذه الأخيرة تعد الأولوية.

من نفس القسم الوطن