الوطن

"منحة البطالة لن تؤثر على الميزانية العامة للدولة"

الخبير الاقتصادي الهواري تيغرسي في حوار لـ"الرائد"

استبعد الخبير الاقتصادي والعضو السابق في لجنة المالية والميزانية بالمجلس الشعبي الوطني، الهواري تيغرسي، أن تؤثر منحة البطالة التي سيتم الشروع في صبها بداية من مارس الداخل، على الميزانية العامة للدولة الجزائرية، موضحا في هذا الحوار مع "الرائد"، أن قيمة هذه المنحة تعتبر "رمزية جدا" مقارنات بمداخيل المحروقات وأيضا الإعانات التي تمنحها بلادنا لبعض الدول العربية والإفريقية، كما ثمن قرار توحيد قيمة المنحة في جميع مناطق الوطن، ووصف القرار بـ "الحكيم" و" العادل".

بداية، ما هو تعليكم على قيمة منحة البطالة التي أعلن عنها رئيس الجمهورية، والتي قدّرها بـ 13 ألاف دينار جزائري؟

اعتقد أن منحة البطالة مهمة بالنسبة للمنظومة خاصة مع ضعف عملية التشغيل بالتحديد بالنظر مع المرحلة التي نعيشها جراء تفشي وباء "كورونا" منذ أكثر من سنتين، وحتى المؤسسات التي كانت تكتسب خبرة وتكتسب كثيرا من العملية التشغيلية، أظن أن أغلبها تعاني من عراقيل ومشاكل في الانتاج ومشاكل في التسويق، ولديها مشاكل أيضا في فرض نفسها وبالتالي ارتأى رئيس الجمهورية وكان قرارا حكيما بالنسبة لمنحة البطالة، التي قدرها بـ13 ألف دينار جزائري، وطبعا كنا رافعنا لصالح هذه القيمة كوننا كنا قد سمعنا في السابق أن قيمة المنحة ستختلف وفق ثلاثة مناطق، المناطق الشمالية 8 آلاف دينار، مناطق التل 10 آلاف دينار والمناطق الجنوبية 12 ألف، وبالتالي قرار رئيس الجمهورية كان في المستوى وأعطى هذه المنحة، وكان عادلا فيما يخص كل المناطق.

نقطة أخرى بالغة الأهمية وجب التطرق لها وهي ديمومة هذه المنحة، لأنها مرتبطة بمدى توفر العمل ومدى توفر لدى هؤلاء الأفراد امكانية خلق مؤسسات للمراحل السابقة، لأن هناك حركية لخلق المؤسسات الجزائرية، كوننا نريد العمل لتأسيس منظومة اقتصادية، في المراحل القادمة، نحكي مثلا عن مليون مؤسسة صغيرة ومتوسطة، للوصول إلى ديناميكية في عملية انتاجية مهمة، بالنسبة للجزائر، نلاحظ أن الجزائر تشهد طبعا حركية كبيرة في كل القطاعات الاقتصادية، ولكن لاتزال لدينا مشاكل بيروقراطية أظن مع دراسة مشاريع القوانين تقريبا هذه السنة كان هناك 11 موضوعا و11 مشروع قانون خاصة في الجانب الاقتصادي سوف تزيل المشاكل البيروقراطية الموجودة، ويمكن أن يحلم الشباب في المراحل القادمة بإيجاد منصب عمل وخلق المؤسسة وبالتحرر من الوظيفة العمومية الموجودة، وتأكيد قدرة الشباب على خلق مؤسسات يقابلها مدى قدرة الإدارة على مرافقتهم وتذليل الصعاب بالنسبة لهم.

قيمة المنحة مهما تكن، بصراحة هي قيمة رمزية يمكن أن تضمن القدرة الشرائية بالنسبة للمواطن وتساهم أيضا في الديناميكية الاستهلاكية والديناميكية الانتاجية والديناميكية على الطلب، كما سيرتفع الدخل الوطني بهذه العملية في حال كانت العملية تتم بكل مرونة وسهولة، خاصة إذا كانت المرونة في طلب المنتجات لأن ذلك من شأنه خلق حركية في المنظومة الاقتصادية .

ما مدى تأثير هذه المنحة على التوازنات المالية للدولة، بالنظر للعدد الكبير للمستفيدين منها، إضافة إلى أن صبها سيكون طويل المدى لحين توفر مناصب الشغل؟

أظن أن القيمة المالية ليست بالقيمة الكبيرة جدا مقارنة مع بعض النفقات التي ننفقها سنويا وحتى بعض المساعدات التي تقدمها بلادنا لبعض الدول العربية وبعض الدول الإفريقية، هي قيمة رمزية يمكن الحفاظ على الطاقة الشبانية، كما يمكن كذلك من خلالها دعم هؤلاء الشباب من خلال مرافقتهم، كما يمكن أيضا ضمان الحد الأدنى من القدرة الشرائية لهؤلاء الشباب، على الأقل في انتظار طبعا توفر منصب عمل، وأظن أنها مهما تكون هناك امكانيات ومداخيل بالنسبة للمحروقات مرتفعة كما هو الحال هذه السنة، فلو قارنا هذه المدخلات ووضعها في الميزانية نجد أن قيمة منحة البطالة رمزية جدا بالنسبة للميزانية ويمكن أيضا التحكم فيها، وهي لا تؤثر على الميزانية العامة للدولة الجزائرية.

 يتم ابتداء من الجمعة، إطلاق المنصة الرقمية، لتمكين الشباب المسجلين على مستوى وكالات التشغيل من تكوين ملفات الاستفادة من هذه المنحة، ما هو تعليقكم على هذا الإجراء ؟

 

 طبعا نحكي على المنصة الرقمية، وأيضا بالنسبة للمواعيد التي تم تحديدها حيث بعد فتح المنصة يوم 25 فيفري، سيتم صب المنحة بعد ثلاثة أيام من ذلك، نعتبر ذلك جميل جدا، وسبق لنا القول بأن الحلول الموجودة في كل القطاعات الاقتصادية مرتبطة برقمنة حقيقية وضروري أن نمشي إلى رقمنة حقيقية، رأيت أنه عندما أصبح لدينا إشكالية فيما يخص العدد الهائل للطلب على هذه المنحة، خلقنا رقمنة حقيقية وخلقنا منصة رقمية لإزالة العراقيل البيروقراطية والمشاكل وإيجاد حلول واقعية، هذا هو الحل الواجب اتباعه في المراحل القادمة، أنه نتجه نحو رقمنة كل القطاعات الاقتصادية، لإزالة البيروقراطية والمشاكل والعراقيل وإزالة الحضور الجسدي والتبذير بالنسبة للعمل على هذا المشروع لأنه ستكون عمالة كبيرة في كل الولايات، أيضا مراقبة هذه العملية في بعض الحالات نجد أن اعوان الشرطة سيساعدون في مراقبة سير العملية، وكذا تضييع الورق بقيمة كبيرة وخيالية، إذن لما لا تفرض منصة رقمية لمعالجة كل هذا الخلل الموجود في كل القطاعات.

أظن أن هذه بداية حسنة أتمنى أن معالجة كل القضايا الاقتصادية يكون عبر منصات رقمية وقلت أنه مهما تكن قيمة هذا المشروع الرقمي يعتبر بسيطا مقارنة بالعراقيل البيروقراطية ومشاكل العمال، وكذا مقارنة بمشاكل تأطيره وتضييع الأوراق في كل البلديات وتوفير الأمن لمراقبة العملية، إذن وجب الانتقال من العملية الكلاسيكية إلى عملية رقمية شفافة وفعالة في المراحل القادمة في انتظار دائما توفير مناصب عمل عن طريق خلق المؤسسات الوطنية وخلق المبادرة وخلق خاصة روح الانتاج عند المواطن وروح المبادرة وروح الاختراع وروح مساهمة الفرد في هذه المشاريع الاقتصادية، وإيجاد حلول بسيطة تمكن جميع شبابنا من خلق نشاط اقتصادي في المراحل القادمة والقضاء على مشكل البطالة خاصة أن الامكانيات بالنسبة للجزائر كبيرة جدا، وأنا أتحدث عن الطاقات التي تتوفر عليها في جميع المجالات على غرار الفلاحة، الطاقة، المناجم، والصناعات والصيد البحري وكثير من القطاعات الاقتصادية أين يمكن خلق مؤسسات استثمارية مهمة بالنسبة لكل القطاعات الاقتصادية وبالنسبة للكل البلديات التي يتوجب عليها هي أيضا إحصاء وتوفير الخريطة البلدية للتشغيل.

من نفس القسم الوطن