الوطن

سكنات مهددة بالانهيار بسبب تدهور الأجزاء المشتركة

فراغ قانوني وراء عدم تحديد من يسيرها

تعرف وضعية حظيرة السكنات الجماعية المتنازل عنها لفائدة الشاغلين، على غرار سكنات "أوبيجي" و"كناب" تدهورا كبيرا بسبب سوء تسيير للأجزاء المشتركة، حيث باتت العديد من العمارات مهددة بالانهيار جراء التصدعات التي أصابتها، في ظل عدم تطبيق القوانين التي بقيت حبرا على ورق، ويتعلق الامر بقانون 83/666 الخاص بتسيير العقارات السكنية المملوكة لأصحابها.

ولا تختلف وضعية تسيير الأجزاء المشتركة بالسكنات التابعة سواء لـ"أوبيجي" أو "كناب" حيث توجد الأجزاء المشتركة لهذه السكنات في وضعية متدهورة منها سلام العمارات الاقبية والمساحات الخضراء،  ليبقي من غير المعقول أن تنفق الدولة الأموال الطائلة على بناء أحياء سكنية متكاملة، ولا يوجد من يفرض على الشاغلين احترام الأجزاء المشتركة، خاصة المساحات الخضراء فهناك أحياء سكنية شيّدتها الوكالة العقارية وأنفقت على المساحات الخضراء الموجودة بين العمارات أزيد من 700 مليون سنتيم، لكنها لم تصمد طويلا، ولم تجد من يعتني بها، لتتحول إلى أراضي بور تحفها النفايات من كل جانب.

 ويبقي تسيير الأجزاء المشتركة للعمارات خاصة المملوكة لأصحابها نقطة استفهام في قطاع السكن في فدواوين الترقية والتسيير العقاري التي تتكفل بتسيير العقار المؤجَّر للشاغلين لا تستطيع التدخل لفرض ذلك،  في حال العقار المتنازل عنه،  وهو ما جعل هذه السكنات تتدهور وضعيتها لأنه لا يوجد شخص معنوي أو طبيعي يتكفل بالحفاظ عليها، ولا توجد قوانين ولا أطر تنظيمية مفعلة، تقنن كيفية تسيير هذه المساحات المشتركة سواء الداخلية أو الخارجية منها، بعد أن قامت الدولة ببيع والتنازل عن كل أملاكها، دون أن تحدد كيفية تنظيم العملية، وهو ما خلق إشكالية تسيير، كما أن الوضع المتدهور للأجزاء المشتركة في بعض العمارات بات تهديدا حقيقيا لأساسات هذه الأخيرة التي أصبحت مهددة بالانهيار وهي التي كان يمكن أن تستغل لفترة طويلة في حالة وضعها في إطار صحي لرعايتها عن طريق إعداد دفتر صحي لكل بناية يمكن مراقبتها بشكل دوري.  

ولحل مشكل التسيب والتخريب، يؤكد خبراء انه من الضروري تطبيق قانون التغريم، في حق المتسببين في تخريب الأجزاء المشتركة مقترحين ان يتم إدماج مبلغ الغرامة في فاتورة الإيجار وما تتضمنه من أعباء مشتركة، ليحسّ المواطن أولا بمخالفته، وثانيا بالقيمة التي سيدفعها والتي ستذهب لتعويض وإصلاح ما تم إفساده.

من نفس القسم الوطن