الوطن

رسائل الرئيس تبون لبناء الجزائر الجديدة

أكد الطابع الاجتماعي للدولة وجدد الالتزام بتطوير الاقتصاد

جدّد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، عزمه على وضع قواعد متينة وصلبة لبناء "الجزائر الجديدة" التي أكد أنها ستكون قوية على أكثر من صعيد، بداية بتحقيق ما أسماه " الديموقراطية المسؤولية" والحرص على ضمان " الوحدة الوطنية ولم الشمل"، وصولا إلى تطوير الاقتصاد الوطني وتأكيد الطابع الاجتماعي للدولة من خلال الإعلان عن الشروع في صب منحة البطالة بداية مارس الداخل، إلى  جانب العمل على تعزيز مكانة البلاد دوليا، ليحسم الرئيس في لقائه مع الصحافة الوطنية موعد انعقاد القمة العربية التي قال إنها ستكون خلال الثلاثي الأخير من السنة الجارية.

قدّم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في لقائه الدوري مع الصحافة الوطنية أول أمس، الخطوط العريضة لأهم المحاور التي يعوّل عليها للنهوض بالاقتصاد الوطتي وتأكيد الطابع الاجتامعي للدولة، وكذا ضمان الممارسة الديمقراطية والتشاركية والحفاظ على الوحدة الوطنية.

وفي الشق السياسي، أكد رئيس الجمهورية، عزمه على "بناء ديمقراطية مسؤولة وليست ديمقراطية واجهة فقط"، داعيا الجزائريين إلى الانخراط في هذا المسعى من خلال "الوحدة ولم الشمل"، قائلا "نحاول عن حق، بناء ديمقراطية مسؤولة وليست ديمقراطية واجهة تكون من الداخل عبارة عن جمهورية موز"، معتبرا أن الديمقراطية "مدرسة من تعلم منها يعيش مرتاحا" لأنها "قضية مجتمع وليست قضية سلطة".

الجزائر شرعت في بناء طريق صحيح لإعادة هياكل مؤسساتها

إلى ذلك، نوه ب"الروح الوطنية" التي يتميز بها الشباب الجزائري والتي يعترف له بها العالم أجمع، دعا رئيس الجمهورية الجزائريين إلى "لم الشمل" على اعتبار أن "القوة هي في الوحدة وليست في التفرقة" وإلى أن يكونوا "في مستوى هذا الوطن العظيم"، وحذر من "أقلية قاطنة بالخارج وتجهل التطورات التي تعرفها البلاد" ورغم ذلك فإنها تمارس "السب والشتم لأسباب نفسية أكثر منها سياسية، وتكون غالبا بمقابل مادي"، مشددا على أن هذه الأصوات "لن تزعزع استقرار البلاد، لأن الجزائر شرعت في بناء طريق صحيح لإعادة بناء الديمقراطية وإعادة بناء هياكل مؤسسات الدولة".

حرية التعبير مضمونة في حدود ما ينص عليه الدستور

وفي سياق متصل، أبرز تبون أهمية "تقوية" الرأي العام وإسماع صوت ممثلي الشعب عبر مختلف المؤسسات على غرار "المجلس الشعبي الوطني والمرصد الوطني للمجتمع المدني والمجلس الأعلى للشباب ومختلف المجالس المتواجدة عبر البلديات والولايات"، لافتا أن هناك من حاول تطبيق سياسيات على الجزائر تمت ممارستها في دول أخرى، معتبرا أن الجزائر ليست كتلك الدول، وأن جيشها "شعبي بأتم معنى الكلمة وكل عائلة تملك فردا فيه"، ونوه بالتطور الكبير الذي عرفته مؤسسة الجيش من حيث مستوى التكوين.

وأكد من جهة أخرى، أن حرية التعبير "مضمونة" للجميع وفقا للمبادئ التي ينص عليها الدستور، دون أن يعني ذلك "السماح بزرع البلبلة وخلق الفوضى والمساس بالأمن العمومي"، معتبرا بأن "بناء الديمقراطية يكون بحرية التعبير الحقيقية والمسؤولة وليست بحرية التخريب والشتم"، كما وصف تبون الحديث عن التضييق على نشاط الأحزاب السياسية المعارضة ب"الحديث الواهي والذي لا معنى له"، مضيفا أنه "لا توجد أي فائدة للسلطة من ذلك".

صرف منحة البطالة بداية مارس الداخل

ولم يغفل رئيس الجمهورية الشق الاجتماعي الذي يهم بالدرجة الأولى المواطن، فقد خصص حيزا هاما من لقائه للحديث عن هذا الجانب، فبادر بالرد على بعض الانتقادات غير المؤسسة، حين قال إن بعض الأطراف "تسب ونحن نبني، ونفس هذه الأطراف "تطلب لنفسها أموالا ونحن نمنح الأموال للشباب"، معربا عن أمله في أن تسهم "الخطوات التي قطعناها في إثلاج صدور شبابنا".

مشيرا في هذا الصدد إلى أنه ومن بين هذه الخطوات، صرف منحة البطالة "بداية من مارس المقبل، في شكل شبه راتب بقيمة 13 ألف دج سيستفيد منها 620 ألف بطال مسجل لدى مكاتب التشغيل"، إلى جانب خفض الرسم على الدخل الإجمالي المطبق ابتداء من مطلع السنة الجارية والذي ساهم في "رفع قيمة الأجور بنسبة تتراوح بين 14 و16 بالمائة".

كما لفت الرئيس إلى أنه ومن بين التدابير المتخذة لتحسين القدرة الشرائية للمواطن، السماح لمنتجي العجائن باقتناء الحبوب من الديوان الوطني المهني للحبوب بأسعار مدعمة، وهو ما مكن من خفض أسعار العجائن ب"حوالي 50 بالمائة"، كما أعلن أن الضريبة على نشاط الخبازين ستقتصر على أرباحهم فقط، وذلك "ابتداء من نهاية مارس المقبل".

 الاقتصاد الوطني لن يبقى أسير أسعار النفط

 وفي الشق الاقتصادي، شدد رئيس الجمهورية على أن "الاقتصاد الوطني ماض في رفع الإنتاج الوطني ولن يبقى أسير أسعار النفط"، وذكر بأن احتياطيات الصرف مستقرة حاليا عند "44 مليار دولار"، واعتبر أن الضغط الذي تعرفه بعض المواد الغذائية الأساسية يرتبط بالجانب "السلوكي" للمواطنين، مطمئنا أنه ليس هناك مشكلة في التموين أو في الإنتاج، وكشف في سياق آخر، أنه سيتم الفصل في ملف السيارات "قبل نهاية الثلاثي الأول من السنة الجارية".

 تقييم أداء الحكومة والولاة يتم باستمرار

 من جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية أن تقييم أداء أعضاء الحكومة وكذا عمل الولاة وحتى السفراء يتم "بصفة مستمرة" وأنه في حال ارتكاب أخطاء فادحة فإن الفصل في الأمر يكون بالضرورة "فوريا"، ولفت إلى أن "السرعة الفائقة" التي يتم وفقها معالجة مختلف الملفات، تسببت في تأجيل زياراته الميدانية إلى بعض ولايات الوطن، مبرزا أهمية "التواصل مع المواطن الذي ينتظر منا أكثر منالزيارة، ينتظر استقامة البلاد"، ولفت إلى أن الولايات التي تعرف تأخرا في التنمية سيتم التكفل بها من خلال برامج "استدراكية".

 القمة العربية ستعقد خلال الثلاثي الأخير من 2022

 ولدى تطرقه إلى الشأن الدولي، أعلن رئيس الجمهورية أن القمة العربية التي ستحتضنها الجزائر ستعقد في "الثلاثي الأخير" من السنة الجارية، معربا عن أمله في أن تخرج قمة الجزائر بنتائج "ايجابية جدا".

 الأمور مع المغرب "ازدادت تأزما"

 وفي حديثه عن العلاقات الجزائرية المغربية، أكد رئيس الجمهورية، أن الأمور مع المغرب منذ بداية الأزمة "لم تتغير، بل ازدادت تأزما"، مشيرا أن الأخير يستعمل جهازا كاملا من الدعاية والأخبار الكاذبة ضد الجزائر بدعم من الكيان الصهيوني، وفي رده على سؤال حول العلاقات بين الجزائر والمغرب على خلفية الأزمة بين البلدين التي أدت الى قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما، قال تبون، ان "شيئا لم يتغير، بل على العكس، زادت الأمور تأزما. اليوم يعتمد المغرب على البروباغندا والأخبار الكاذبة، وهذا بدعم من الكيان الصهيوني".

وأبرز رئيس الجمهورية أن المواطن الجزائري يدرك أن "كل ما يمس الوحدة الوطنية ويحاول ضرب الجيش في الصميم، وكل ما يسعى الى خلق مشاكل بين الرئيس والجيش وغير ذلك، يندرج في اطار جهاز البروباغندا المسخر من قبل الجار ضد الجزائر، وتدعمه إسرائيل في ذلك"، وأستشهد تبون بالمثل الشعبي القائل "الباب الذي يأتيك منه الريح سده واستريح".

 العلاقات مع فرنسا بدأت تعرف "انفراجا"

 من جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية أن العلاقات الجزائرية-الفرنسية بدأت تعرف "انفراجا" وأن الجزائر بلد لا يمكن أبدا تجاهله في افريقيا، مضيفا في رده عن سؤال حول طبيعة العلاقات الحالية مع فرنسا بعد تلقيه مؤخرا لمكالمة هاتفيه من نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون، أن العلاقات بين البلدين بدأت تعرف "انفراجا" والجزائر "بلد لا يمكن ابدا تجاهله في افريقيا"، مضيفا "لا أود الخوض كثيرا في هذا الموضوع لعدم التأثير على سيرورة الانتخابات الرئاسية التي ستجري بهذا البلد في أبريل المقبل".

وعاد تبون للقاء الذي جمع مؤخرا الامينين العامين لوزراتي الخارجية الجزائرية والفرنسية والذي انعقد بالجزائر, وهو اللقاء الذي خلصالى نتائج "ايجابية"، ليضاف ذلك إلى آخر ما قام به الرئيس الفرنسي ماكرون كخطوة ايجابية بتخليده ذكرى ضحايا أحداث مترو شاروون المطالبة بالسلم في الجزائر والتنديد بأعمال المنظمة المسلحة السرية والتي قمعها عمدة شرطة باريس موريس بابون بتاريخ 8 فبراير 1962 .

من نفس القسم الوطن