الوطن

لا تمرضوا بعد الرابعة مساء"؟!

أغلب الأطباء الخواص لا يضمنون المناوبة ليلا ولا في العطل

يعمل اغلب الأطباء الخواص في الجزائر حسب برنامج غير موحد وغير مضبوط في الكثير من الأحيان حيث يفتح هؤلاء الأطباء عياداتهم في مواعيد تسيرها اهوائهم، فهناك أطباء يعملون بداية من منتصف النهار في حين هناك أطباء اخرون يعملون يومين في الأسبوع مع غياب تام لتطبيق نظام المداومة الطبية ليلا وخلال الأعياد والمنسابات، وهو ما يخلق عادة ضغط على المستشفيات وتحديدا صالح الاستعجالات الطبية التي تبقي المقصد الوحيد للجزائريين في احتاجوا لأي رعاية صحية مساءا.

وتعتبر المستشفيات العمومية المقصد الوحيد للجزائريين في حال احتاجوا لأي رعاية صحية ليلا فعذا القطاع العام فأن الخواص يغلقون عياداتهم مبكرا عبر أغلب ولايات الوطن، فبعد الساعة الأربعة مساء من الصعب على المرضى إيجاد عيادات خواص في مختلف التخصصات تقدم الرعاية الصحية وهو ما يبقي يمثل نقطة سوداء في قطاع الصحة بالجزائر.

 أطباء ليس لديهم مواعيد محددة لفتح عياداتهم

 وخلال ما رصدناه في جولة قادتنا لعدد من العيادات الخاصة في العاصمة بعد الساعة الرابعة مساءا فأن أغلب الأطباء خاصة تخصصات طب الأطفال والطب الداخلي وعيادات أمراض القلب وتخصصات أمراض الغدد يغلقون أبواب عياداتهم مبكرا أي قبل الساعة الخامسة مساء واحيانا ابكر بكثير وحسب ما أكده عدد من المرضي التي التقينا بهم عبر عدد من العيادات الخاصة في العاصمة  فان الأطباء الذين يتابعون عندهم ليس لديهم مواعيد محددة لدوامهم فهم يداومون وفق رغبتهم ويفتحون عياداتهم متى رغبوا في ذلك ويغلقونها حين يشاؤون، وحسب ما أكده هؤلاء المرضى فأن  فهناك أطباء يفتحون عياداتهم على السابعة صباحا وآخرون على الحادية عشر صباحا، وهناك من يعملون ثلاثة أيام في الأسبوع وآخرون طواله، مع غياب تام للمداومة ليلا و خلال نهاية الأسبوع والمناسبات الدينية والأعياد الوطنية والميلادية، ففي هذه الأيام تصبح المستشفيات طوق النجاة الوحيد للمرضى.

الازمة الصحية تلغي "المناوبة" من أجندة الخواص

 وقد تفاقم عدم تقيد الأطباء الخواص بمواعيد عمل محددة خلال الازمة الصحية حيث شهد عمل القطاع الخاص خلال هذه الازمة فوضى حقيقية خاصة خلال مواعيد الذروة التي سجلت خلال الموجة الأولي الثانية والثالثة وحتى الرابعة اين عمد أغلب الأطباء خلال هذه الفترات لغلق عياداتهم في وجه المرضى ودون سابق انذار خوفا من عدوى الوباء وبدل ان يكون القطاع الخاص البديل في ظل حالة التشبع في المستشفيات العمومية وغلق مصالح طبية بأكملها وتحوليها لمصالح كوفيد 19 فان العيادات الخاصة فشلت في امتحان المسؤولية وأغلب الأطباء واصلوا العمل بحد ادنى من الخدمات في عياداتهم والتي تغلق أبوابها باكرا في وجه المرضى الذين لا يدون غير الاستعجالات الطبية ملاذا.

 تعليمة بإجبارية المناوبة ليلا للخواص تبقي حبر على ورق

 هذا وقد أقرت وزارة الصحة منذ سنوات بإلزام جميع العيادات الخاصة بالمناوبة الليلية وفي جميع التخصصّات دون استثناء، وذلك لاستقبال الحالات المستعجلة، في إجراء يهدف لرفع الضغط عن المستشفيات العمومية وضمان خدمات صحية أريح للمواطن الجزائري الراغب أو المضطر لخدمات هذه العيادات الخاصّة ليلا لاسيما ما تعلّق بمختصي التوليد وهو ما يجعل المواطن أمام خيارات استشفائية أوسع. كما أقرت وزارة الصحة عقوبات صارمة تصل حدّ غلق العيادات الخاصة في حال عدم التزام أصحابها بالمناوبة، كما فتحت الوزارة الباب واسعا أمام المتحججين بغياب الأمن بعياداتهم وذلك من خلال السماح لهم بالمناوبة بالمستشفيات العمومية وذلك لعدم ترك أيّة حجة لهم ولضمان خدمات صحية أوسع للمواطن وفكّ ولو بعضا من الضغط على مصلحة الاستعجالات بالمؤسسات الاستشفائية العمومية لاسيما مصلحة التوليد في ظل النقص الفادح في العنصر  البشري الذي تشهده هذه المصلحة عبر مختلف مستشفيات الوطن غير أن هذه التعليمة بقيت مجرد حبر على ورق بدليل عدم تطبيق الأطباء المناوبة الليلة عبر كافة الولايات.

من نفس القسم الوطن