الوطن

"المناولة".. عصب الصناعة يعاني "التهميش" ونقص الاستثمارات!

الخبراء يعتبرونه قطاع استراتيجي يمكّن من تحسين مردود وإنتاجية المؤسسات

يجمع الخبراء الاقتصاديون والفاعلون في القطاع الصناعي على أهمية قطاع المناولة هذا الأخير  يعتبر الأساس لتكوين أرضية صناعية صلبة، في مختلف التخصصات الصناعة منها الصناعة الميكانيكية غير ان المناولة في الجزائر ورغم أنها قطاع استراتيجي بامتياز لا تزال تعاني من التهميش وتراجع الاستثمارات وهو ما يستدعي  توسيع رقعة هذا القطاع من خلال برنامج عملي للتطوير يكفل تحقيق الانسجام بين القطاعات الصناعية وقطاع المناولة ما يشكّل تحولا لمساري التنمية والاندماج الاقتصادي في البلاد.

ويلح الخبراء الاقتصاديون على أن المناولة الصناعية هي نموذج استراتيجي يمكّن من تحسين مردود وإنتاجية المؤسسات وما يترتب عن ذلك من إنشاء متزايد للثروة والقيمة المضافة ومناصب الشغل مؤكدين أن شركات المناولة متعددة، وتخص أساسا الصناعة الميكانيكية، البلاستيك، المطاط، الخشب ،الورق وكذا الخدمات المتعلقة بالصيانة والتكوين والهندسة. وعلى خلفية ضعف اهتمام المتعاملين الجزائريين بقطاع المناولة، واتجاههم إلى الاستثمار في قطاعات اقتصادية أخرى تعرف حاليا "اكتظاظا كبيرا" مثل الصناعات الغذائية، كما يدعو الخبراء إلى تعريف المتعاملين الجزائريين بفضائل المناولة الصناعية، ومن ثمّ التخفيف من العبء المالي الذي يفرضه استيراد هذه القطع والذي يُنتظر أن يعرف خلال السنوات القليلة القادمة انخفاضا، خصوصا مع تميّز الظرف الاقتصادي الحالي للجزائر بعدة مؤشرات ايجابية ومشجعة على الاستثمار.

  • نبيل جمعة: أفاق واعدة للقطاع إن تم تطبيق إجراءات الحكومة الأخيرة

 وفي هذا الصدد يعتبر الخبير الاقتصادي نبيل جمعة أنّ المؤسسات الوطنية باتت مجبرة في الوقت الحالي على تكييف كفاءاتها ونظمها، لمواكبة التطور الذي يعرفه العالم على جميع المستويات حتى تتمكن من دخول السوق الدولية مشيرا في تصريحات مع "الرائد" أن قطاع المناولة الصناعية ضل لسنوات رهين عوامل عديدة ، أثرت وبشكل كبير على مردوده حيث ضلت أرقامه في حالة ترنح إلى أن أقرت الحكومة بعد ذلك التاريخ سلسلة من التدابير والإجراءات العملية لتشجيع وتحفيز التحاق المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بالتيار العالمي للمناولة، وترقية عمليات الشراكة مع كبار أرباب العمل سواء كانوا محليين أو أجانب، بجانب ذلك تنسيق نشاطات "بورصات المناولة" والشراكة في الجزائر، وهي الإجراءات التي أتت النتائج المرجوة حسب ما تشير إليه أرقام نمو هذا القطاع. وقد ثمن جمعة هذه الإجراءات خصوصا وأنّ المؤسسات الاقتصادية المحلية كانت فيما سبق تلجأ إلى استيراد قطع الغيار وعموم المنتجات النصف مصنعة من الأسواق الخارجية وهو المسعى الذي شهد خلال السنوات الخمس الماضية تراجعا، مبديا تفاؤلا كبيرا بآفاق المرحلة القادمة، بحكم شروع الحكومة في إعادة هيكلة المؤسسات بالتزامن مع استحداث الآلاف من المؤسسات المصغّرة والمتوسطة، بشكل سيسمح بظهور العديد من الشركات المختصة في قطاع المناولة الصناعية، لا سيما موازاة مع  تبنّي استراتيجية محلية لتنظيم وترقية المناولة، تجسدت في إنشاء مجلس محلي للمناولة، وكذلك إنشاء شبكة بورصات المناولة.

  • دعوة لإعدادميثاق وعقد نموذجي خاص بالمناولة في هذه القطاعات

من جهتهم يعتبر مسؤولو المؤسسات المحلية خاصة منها الصغيرة والمتوسطة أن إجراءات المناولة الحالية غير كافية، مطالبين بإعداد ميثاق خاص بالمناولة واستحداث عقد نموذجي خاص بالمناولة يحدّد العلاقة بين أصحاب الأعمال وشركات المناولة من خلال بيان واجبات وحقوق كل طرف، لاسيما مع تموقع منظومة المناولة في الجزائر كنموذج استراتيجي بات يمكن المؤسسات الكبرى من الإسراع في وتيرة نموها وتحسين المردود والإنتاجية وبالتالي إنشاء متزايد للثروة وخلق مناصب شغل ورغم ذلك يري الفاعلون في قطاع المناولة أن أفاق تطوير هذا الأخير موجودة   موازاة مع إعادة هيكلة  عدد من المؤسسات بالتزامن مع ميلاد الآلاف من المؤسسات المصغّرة والمتوسطة، بشكل سيسمح بظهور العديد من الشركات المختصة بالمناولة الصناعية معتبرين أن الرئيس تبون شخصيا ابدى اهتماما بالمناولة ودعا للاعتماد عليها لتطوير عدد من القطاعات الصناعية منها قطاع الصناعة الميكانيكية وهو ما يبشر بأفاق واعدة لهذا القطاع.

من نفس القسم الوطن