الوطن
الجزائر لم تدخل مرحلة جفاف ولهذه الأسباب تأخر تساقط الأمطار
الأرصاد الجوية تتوقع عودة الأمطار بداية من السبت المقبل
- بقلم ف م
- نشر في 08 فيفري 2022
يرتقب عودة الأمطار بداية من يوم السبت المقبل، بعد فترة شح للأمطار خلال شهر جانفي الماضي، وهو ما توقعته مصالح الأرصاد الجوية التي أكدت أن تأخر تساقط الأمطار بعدة مناطق من الوطن خلال فصل الشتاء الحالي، ناجم عن مرتفع للضغط الجوي متمركز بمنطقة البحر الأبيض المتوسط.
توقعت مسؤولة الاتصال بالديوان الوطني للأرصاد الجوية، هوارية بن رقطة في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أمس، بأن تشهد الجزائر تساقطًا مطريًا بدء من السبت القادم، مؤكدة أنّ "الضغط الجوي المرتفع والقوي المتمركز حاليا بمنطقة البحر الأبيض المتوسط والذي يمسّ أيضًا دول جنوب المنطقة، أصبح يشكل حاجزا لتسربات الهواء البارد ودفعها نحو مناطق أخرى، إلا أنّه من المتوقع أن يتغير هذا الوضع في غضون الأيام القليلة القادمة.
وأضافت المتحدثة: قائلة إن "وضع الطقس بالجزائر يمرّ بفترة استقرار فيما يخص انعدام التساقط المطري، حيث يلاحظ أنّ عدد الأيام الجافة خلال فصل الشتاء الحالي أقل من تلك التي عرفت تساقط للأمطار"، مؤكدة في السياق ذاته أنّ "المتوقع هو تغير هذا الوضع ابتداءً من السبت القادم وما يليه من أيام خلال الشهر نفسه".
وذكرت بن رقطة أنه "خلال السنوات الثلاث الماضية 2019، 2020 و2021، تمّ تسجيل الظاهرة المناخية نفسها، أي تأخر تساقط الأمطار خلال شهري ديسمبر وجانفي إلى غاية العشر أيام الأخيرة من شهر فيفري، وتسجيل لاضطرابات جوية رافقها تساقط للثلوج خلال شهري فيفري ومارس".
وبالحديث عن الوضعية المناخية التي سادت خلال فصل الشتاء الحالي، أفادت المتحدثة باسم ديوان الأرصاد الجوية، أنّه تميّز بـ "أجواء صافية لكن درجات الحرارة الدنيا كانت جد منخفضة لتصل إلى أقل من 7 درجات بمنطقة الأوراس والمناطق الداخلية الشرقية للوطن، ما أسهم في تكوين الجليد بتلك المناطق بدرجة ملفتة للانتباه لاسيما في الفترات الصباحية والليلية".
وبخصوص توقعات الطقس للأسابيع المقبلة، أفادت بن رقطة: "وفقًا للنماذج الرقمية والعددية المتوسطة المدى المعتمدة، فإنه يُرتقب تغيير في الوضعية الجوية الحالية بزوال المرتفع الجوي المتمركز بمنطقة البحر الأبيض المتوسط وذلك بتسرب الهواء البارد للمناطق الشمالية للبلاد".
من جهته، ذكر مدير المركز الوطني للمناخ، صالح صحابي عابد، أنّ "الحديث عن التقلبات الجوية والتغييرات المناخية بالجزائر أو بأي بلد آخر، أصبح معهودًا ومرتبطًا بالوضعية المناخية العالمية التي تأثرت كثيرا بظاهرة الاحتباس الحراري، والتي تسبّبت في الجزائر على غرار منطقة شمال إفريقيا في ظواهر طبيعية استثنائية، منها سقوط أمطار غزيرة في فترات قصيرة قد تؤدي إلى فيضانات أو في فترات جفاف".
وذكر صحابي بالدراسات التي قام بها مختصون في المجال، و"التي تشير إلى أنه وخلال السنوات القادمة وإلى غاية سنة 2030 وصولاً إلى سنة 2050، فإنّ كمية الأمطار الموسمية ستتراجع إلى 20 بالمائة وقد تتراوح هذه النسبة ما بين 15 إلى 30 بالمائة"، مضيفًا أنه "في حال لم يتم الحدّ أو التخفيف من انبعاث الغازات المختلفة باتخاذ الإجراءات اللازمة، فإنّه من الممكن أن نصل إلى مرحلة شتاء بدون مطر".
وأشار المسؤول ذاته إلى "تراجع معدلات تساقط الأمطار بالجزائر وفتراتها على مدار الثلاثين سنة الماضية، وهو المعيار المعتمد من قبل المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، حيث أصبحت فترة التساقط أكثر خلال أكتوبر ونوفمبر وديسمبر، بدلا من الفترة الممتدة ما بين أشهر ديسمبر وجانفي وفيفري".
أضاف صحابي أنّه لوحظ "منذ عشر سنوات بالجزائر، أنّ جانفي أصبح شهرًا جافًا، دون أن يعني ذلك الحديث عن دخول الجزائر في مرحلة جفاف"، مؤكّدًا أنّ "المركز الوطني للمناخ كان قد ضبط تنبؤات تخص شهري ديسمبر وجانفي المنصرمين وشهر فيفري الجاري، والتي أشارت إلى أنّ تساقط الأمطار سيكون خلالها أقل من المعدل الفصلي العادي، فيما تشير توقعات الثلاث أشهر المقبلة إلى أن ذات المعدلات ستكون عادية".