الوطن

التجديد النصفي لمجلس الأمة ..نهاية احتكار الأحزاب التقليدية

توزيع المقاعد على عشر تشكيلات سياسية والأحرار يصنعون الحدث

كشفت النتائج الأولية لانتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، عن تركيبة جديدة للغرفة العليا للبرلمان، بعد أن توزعت المقاعد على 10 تشكيلات سياسية في وقت كانت فيه حكرا على الأحزاب التقليدية، كما أن اللافت في هذا الاستحقاق يبقى التقدم الكبير للأحرار الذين حلوا في المرتبة الثانية بـ13 مقعدا، ونجاح الشباب في حجز مقعد "سيناتور"، ما يؤكد تكريس إرادة السلطة في إعادة بناء المؤسسات الدستورية على أسس ديموقراطية حقة.

عكست الأرقام التي أعلن عنها رئيس السلطة المستقلة للانتخابات محمد شرفي، فيما يتعلق بانتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، عن تركيبة جديدة للغرفة العليا للبرلمان، فقد توزعت المقاعد الـ55 على عديد التشكيلات السياسية، بعد أن كانت في وقت سابق حكرا على الأحزاب التقليدية، إضافة إلى تقدم المترشحين الأحرار الذين نجحوا في حجز مقاعد لهم تحت قبة البرلمان، وهو ما يؤكد الممارسة الديموقراطية الحقيقية ونهاية زمن الأغلبية الحزبية واحتكار المؤسسات الدستورية من قبل أحزاب معينة.

وحسب الأرقام التي أوردها شرفي، أول أمس، فقد أسفرت انتخابات مجلس الأمة عن نتائج مغايرة تماما لما تم تسجيله خلال العهدة السابقة، وهو ما كان منتظرا بالعودة إلى النتائج التي تم تسجيلها في كل من الانتخابات التشريعية والمحلية، التي برزت فيها تشكيلات سياسية لم يسبق لها من قبل دخول البرلمان والفوز بمقاعد في إحدى غرفتيه.

وعلى الرغم من حفاظ حزب جبهة التحرير الوطني على الريادة وفوزه بأغلبية مقاعد مجلس الأمة بعد أن تحصل على 26 مقعدا من أصل 55، غير أنه سجل تراجعا مقارنة بنتائجه السابقة نفس الشيء فيما يتعلق بالتجمع الوطني الديموقراطي، الذي تراجعت نتائجه، لصالح أحزاب كانت في وقت سابق بعيدة عن التمثيل في البرلمان، ولعل أبرزها حركة البناء التي نجحت هذه المرة في كسب ثقة المواطنين وتحقيق نتائج مشرفة في كل الاستحقاقات الماضية، لتحصل خلال انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة على خمسة مقاعد، شأنها شأن جبهة المستقبل التي تقدمت بدورها وحققت نتائج إيجابية فقد حصلت بدورها على خمسة مقاعد بالغرفة العليا للبرلمان.

ولعل الحزب الأبرز حسب ارقام السلطة المستقلة للانتخابات، يكون حزب صوت الشعب الذي سجل ولأول مرة منذ تأسيسه دخول الغرفة العليا للبرلمان بمقعدين، كما شهد استحقاق السبت الماضي عودة الافافاس وتراجع كبيرا لحركة مجتمع السلم وتجمع أمل الجزائر الذين لم يتمكنا من الحصول على أكث من مقعد واحد بمجلس الأمة عكس ما جرت عليه العادة في العهدات السابقة.

من جهة أخرى شكلت النتائج التي حققها الاحرار والتقدم الكبير في نتائجهم خلال هذا الاستحقاق، الحدث الأبرز والذي عكس تغليب إرادة وخيارات المواطنين، وإن كانت خصوصية انتخابات " السينا" لا ترتبط بشكل مباشر بالمواطن، بحكم أن الهيئة الناخبة تتشكل من المنتخبين المحليين، غير أن هؤلاء المنتخبين تم التصويت عليه من طرف الشعب وبالتالي رفعوا من رصيد المترشحين الأحرار خلال التشريعيات والمحليات، في رسالة واضحة إلى غياب ثقتهم في الأحزاب السياسية وعدم اقتناعهم بما قدموه من برامج.

ومن المنتظر ان تؤثر التركيبة الجديدة لنصف أعضاء مجلس الأمة على اداء نواب هذه الغرفة، بصفتهم مرافقين لنواب المجلس الشعبي الوطني، فالفسيفساء التي شكلتها الأحزاب السياسية الفائزة والشرائح العمرية التي ربما تم تسجيل فوزها للمرة الاولى بهذه النسب في البرلمان، من شأنه أن يغير ذهنيات الماضي ويؤسس لعهد جديد من التمثيل الشعبي سواء بالنسبة للنواب أو "السيناتورات" على حد سواء، فقد حقق الشباب تقدما كبيرا في النتائج حيث راهنت جل الأحزاب المشاركة في الاستحقاق على هذه الفئة لتقديم نفس جديد لمجلس الأمة وهو ما كسر القاعدة القديمة والصورة النمطية التي لطالما تعودنا عليها سواء بالنسبة لنصف أعضاء مجلس الأمة أو حتى الثلث الرئاسي الذي يعينه رؤساء الجمهورية، والذي كان حكرا في وقت سابق على كبار السن.

وعلى الرغم من كل الإيجابيات المذكورة سالفا، إلا أن ما يعيب على النتائج المسجلة في انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، هو تراجع التمثيل النسوي بشكل ملف، فقد تم تسجيل فوز امرأتين فقط في هذا الاستحقاق مقابل 53 رجلا.

من نفس القسم الوطن