الوطن

"عاملان" أساسيان يتسببان في مزيد من فوضى القطاع التجاري !

الغلاء والقدرة الشرائية يدفعان آلاف التجار لتغيير النشاط بشكل عشوائي

تأثر القطاع التجاري منذ بداية السنة بموجة الغلاء التي طالت أغلبية المنتجات والخدمات حيث فاقمت موجات الغلاء هذه وما تسببته من تراجع كبير في القدرة الشرائية من الركود في عدد من النشاطات التجارية وهو ما دفع الاف التجار لتغيير نشاطهم والتوجه نحو النشاطات " الاستهلاكية" على حساب النشاطات الخدماتية وهو ما يؤثر حتما على توزيع النشاط التجاري.

ومنذ بداية السنة وبسبب موجات الغلاء المتكررة فان حالة الركود التي تعرفها عدد من الأنشطة التجارية تضاعفت وهو ما دفع العديد من التجار لتغيير نشاطهم للنشاطات الأكثر ربحية في حين لجا تجار اخرون للجمع بين اكثر من نشاط بطريقة مخالف للقانون وهو ما يعرض هؤلاء للغرامات وحتى للغلق. والملاحظ هذه الفترة هو ارتفاع في عدد التجار الذين يغيرون نشاطاتهم خاصة وأن عدد كبير من التجار لم يتمكنوا لغاية الان من تجاوز اثار الازمة الصحية حيث أثرت  الأزمة  الصحية على العديد من النشاطات التي باتت نشاطات غير مربحة يعاني اصحابها الافلاس وفي مقدمة التجار الذين لازالوا يسجلون الخسائر بسبب الازمة الصحية هم تجار الألبسة الذين يعانون كساد في سلعهم وفي نفس الوقت نقص في السلع المعروضة بسبب تجميد الاستيراد وهو ما جعل زبائنهم يتراجعون بشكل كبير  شأنهم شأن تجار الأثاث والمواد الكهرو منزلية وحتى تجار مواد التجميل والأواني، والذين ما زالوا يسجلون الخسائر وتراجعا كبيرا في الإقبال من طرف الزبائن بسبب أزمة كورونا، من جهتهم فان تجار لوازم الاعراس يعانون وضعا صعبا بسبب استمرار منع إقامة الاعراس شأنهم شأن محلات كراء فساتين السهرة وتجهيزات العروس  وبسبب هذه الوضعية، فقد قرر العديد من التجار هذه الفترة تغيير نشاطاتهم التجارية إلى نشاطات أكثر ربحية، حيث يلاحظ لجوء العديد من تجار الألبسة وتجار الأثاث تحويل نشاطهم إلى بيع المواد الغذائية ومحلات للأكل السريع، باعتبار أن هذه النشاطات تعد أكثر ربحية ولا تتأثر عادة بالأزمات ولا يقل عليها الطلب. وحسب ما أكده عدد من التجار فان الخسائر المسجلة الأشهر الماضية لم يتمكنوا من تعويضها خاصة مع استمرار الركود وهو ما دفع بالكثير منهم لتغيير النشاط حيث نجد ان العديد من محلات بيع تجهيزات العرائس وكراء فساتين الاعراس تحولت لنشاطات أخرى على غرار نشاط الاكل السريع أم حتى بيع المواد الغذائية فيما لجا تجار اخرون للجمع بين اكثر من نشاط مع الحفاظ على نشاطهم الأصلي على غرار تجار لوازم الحلويات الذين تحولوا نحو تجارة المواد الغذائية العامة وتجار الملابس الذين تحول البعض منهم لتجارة "الكوسميتك"، وحتي عض تجار الأثاث تخلوا عن النشاط وحولوا تجارتهم لنشاطات أخرى.

  • بلنوار: النشاطات التجارية " الاستهلاكية" الأكثر ربحية هذه الفترة

وعن الموضوع أشار أمس رئيس جمعية التجار والحرفيين الطاهر بلنوار ان الفترة الماضية كانت صعبة على التجار الذين تكبدوا خسائر بالجملة وبما أن الكثير منهم لم يتمكن من تجاوز هذه الخسائر بسبب استمرار الركود في قطاعات تجارية واسعة فان الحل للكثرين كان تغيير النشاط معتبرا أن أغلب من غير النشاط توجه للنشاطات الأمنة والربحية والتي لا يوجد بها هامش مغامرة كبير وفي مقدمتها تجارة المواد الغذائية وتجارة الخضر والفواكه وتجارة الكوسمتيك ومواد التنظيف وكذا نشاط الورقات وبيع التبغ أو ما يعرف بـ"البيرو طابا" مشيرا أن هذه النشاطات لم تتأثر بالأزمة الصحية ولا بأزمة الغلاء وتراجع القدرة الشرائية بل بالعكس هذه الأخيرة انتعشت بسبب تضاعف الاستهلاك الأشهر الأخيرة وهو ما جعلها نشاطات تستقطب مزيد من التجار ورغم ان بلنوار اعتبر ان التاجر حر في اختيار النشاط الذي يمارسه الا انه لم يخفي ان لمثل هذه "الظاهرة" ان صح التعبير اثار سلبية حيث سيأثر عن ذلك تذبذب وسوء توزيع للنشاطات التجارية حيث نجد ان بعض الاحياء تضم محلات عديدة لنفس النشاطات التجارية بينما تغيب عنها نشاطات أخرى من جانب اخر وعن لجوء بعض التجار للجمع بين اكثر من نشاط أشار بلنوار ان القانون يمنع ذلك داعيا التجار للالتزام بالقانون تجنبا للغرامات وعقوبات الغلق.

من نفس القسم الوطن