الوطن

ويستمر النزيف..

أزيد من 1200 طبيب يغادرون الجزائر نحو المستشفيات الفرنسية

يستعد أزيد من 1200 طبيب من مختلف الاختصاصات لمغادرة التراب الوطني خلال الأيام القليلة القادمة والالتحاق بالمستشفيات الفرنسية، عقب نجاحهم في امتحان معادلة الشهادة بفرنسا، والذي يمكنهم من العمل بمؤسساتها الصحية.

 وأوضح أمس رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث مصطفى خياطي في اتصال لجريدة الرائد، بأن القضية ليست وليدة اليوم، ومنذ سنوات عديدة يهاجر سنويا العشرات من الأطباء للالتحاق بمستشفيات دول أخرى، مشيرا إلى أن العديد من الأسباب تدفعهم للمغادرة.

 وأكد بأن الطبيب الجزائري يعاني الأمرين، إذ أن المناخ العام لا يساعده على البقاء والعمل في المستشفيات ببلادنا، لأنه يجد نفسه مهمشا، كما أن النقائص الكثيرة، التي تصادفه بشكل يومي في عمله والرواتب المنخفضة بالمقارنة مع ما يتلقاه نظرائه المغاربة والتونسيين، تدفعه للبحث عن أفاق أفضل له.

 وشدد ذات المتحدث بأن موضوع هجرة الأطباء الجزائريين يحمل في طياته جوانب سلبية ولكنه في نفس الوقت أكد بأن له جوانب ايجابية لا يجب أن نخفيها، خاصة وأن المئات قد يبقون دون عمل، في ظل عدم توفر الفرص لهم، بالموازاة مع عدم وجود مؤسسات في القطاعين العام والخاص يمكن أن تحتويهم.

 وقال خياطي، بأن قائمة الأطباء الفائزين في امتحان معادلة الشهادة بفرنسا، واقتطاع الأطباء الجزائريين لحصة الأسد، من خلال فوزهم بأزيد 1200 منصب من أصل 2000 منصب، يبرز كفاءة التكوين للطبيب الجزائري، وهو الجانب المشرق من الأمر.

 وأشار محدثنا، إلى أن قطاع الصحة ببلادنا لم يتأثر في السنوات الأخيرة بهجرة الأطباء، إذا أن المستشفيات الفرنسية لوحدها تحصي ما بين 15 ألف و20 ألف طبيب في مختلف التخصصات، وفي المقابل فإن القطاعين العمومي والخاص يحصي حوالي 50 ألف طبيب ببلادنا، ولا يمكن المؤسسات الصحية امتصاص كافة المتخرجين سنويا.

 وعبر رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث عن أمله، في أن تساهم هجرة الأطباء الجزائريين في الدفع بتحسين القطاع الصحي، من خلال نقل الخبرات، التي يستفيد منها الأطباء العاملون بالدول الأجنبية.

 وأثار خبر نجاح أزيد من 1200 طبيب في الإلتحاق بالمستشفيات الفرنسية العديد من ردود الأفعال في الأوساط الشعبية، وطالب العديدين بضرورة التصدي للوضع، في ظل النزيف الكبير، الذي يشهده القطاع الصحي، تخوفا من تسجيل نقص في الأطباء في بعض الإختصاصات، في السنوات القليلة القادمة، في حال تواصل الوضع.

 جدير بالذكر، فإن الأطباء الجزائريين شاركوا في مسابقة ضمت  آلاف الأطباء من مختلف الدول خارج نطاق الإتحاد الأوربي ونجحوا في افتكاك أزيد من 1200 منصب، من أصل 2000 منصب خصصته السلطات الفرنسية، في امتحان معادلة الشهادة.

من نفس القسم الوطن