الوطن

زحف كورونا يفرض الرفع من وتيرة التلقيح

نحو إطلاق حملة وطنية جديدة لتحقيق المناعة الجماعية

أضحى رفع وتيرة التلقيح، في الوقت الراهن، أكثر من ضرورة، في ظل الارتفاع الرهيب لحالات الإصابة بفيروس كورونا، فقد أجمع أطباء ومختصون على أن تلقي اللقاح يبقى "الخلاص الوحيد"، والطريقة الأمثل لتفادي الحالات المعقدة والحد من الوفيات بهذا الفيروس الذي يواصل زحفه بوتيرة متسارعة، ولقد أعلن وزير الصحة، عبد الرحمان بن بوزيد، أمس، عن إطلاق حملة وطنية جديدة للتلقيح ضد فيروس كورونا قريبا، في ظل تزايد الإصابات بفيروس كوفيد-19.

يعقد، اليوم، وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد، لقاء مع مدراء الصحة في الولايات الوطن، لدراسة إطلاق حملة تلقيح وطنية جديدة لتشجيع المواطنين على عملية التلقيح باعتباره الوسيلة الوحيدة للحد من انتشار الفيروس وخلق مناعة جماعية.

ولقد أجمع مختصون على ضرورة التوجه نحو تلقي اللقاح لتحقيق المناعة الجماعية وتفادي حالات الإصابة المعقدة، حيث تؤكد الأرقام الرسمية أن أغلب حالات الوفيات، وكذا المرضى المتواجدين بمصلحتي الانعاش والعناية المركزية، هم أشخاص غير ملقحين.

 الدكتور طبابيبية: "98 %من المتواجدين بمستشفى بئر طرارية غير ملقحين"

 

 دعارئيس مصلحة الطب الداخلي بالمؤسسة الاستشفائية العمومية لبئر طرارية، عمار طبابيبية في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، المواطنين إلى الإقبال على التلقيح الذي قال ّإنه يخفض من انتشار العدوى بدل من الاستهلاك المفرط للأدوية والتداوي الذاتي لأن الدول التي تغلبت على مواجهة المتحور "أوميكرون" عملت على تشجيع مواطنيها على التلقيح، مشيرا إلى أن نسبة 98 بالمائة من المصابين بالفيروس الذين أدخلوا مصلحة الطب الداخلي لمستشفى بئر طرارية "لم يستفيدوا من التلقيح".

إلى ذلك، ناقوس الأخصائي الخطر حول إقبال مواطنين على التداوي الذاتي والاستهلاك العشوائي والمفرط لبعض انواع الأدوية المتعلقة بعلاج كوفيد-19 مما أدى إلى خلق "ضغط كبير" على بعض الاصناف من الادوية على مستوى الصيدليات الخاصة، وأكد بأن قلة خطورة متحور "أوميكرون" وخضوع عدد "ضئيل جدا" من المرضى إلى الاوكسيجين وعدم تعرض المصاب إلى التهابات وانسداد الشرايين، يجعل من وصف المضادات الحيوية ومضادات تخثر الدم و"الكورتيكوييد" في هذا العلاج "أمرا دون أهمية"، داعيا زملاءه الأطباء الى احترام البروتوكول وتعليمات وزارة الصحة في هذا المجال حفاظا على صحة المواطن.

كما دعا ذات الاخصائي الاشخاص الذين يقدمون على هذا السلوك إلى الابتعاد عن "تخزين بعض أنواع الأدوية أو استعمالها بدون استشارة طبية" لأن ذلك، قد يعرض صحتهم إلى "تعقيدات خطيرة أكثر من الفيروس نفسه"، ولاحظ من جانب آخر اقبالا متزايدا للمواطنين على الصيدليات الخاصة لاقتناء بعض أنواع العلاج الموجهة للتصدي لتعقيدات الفيروس، معبرا عن "أسفه" لإقدام بعض الوكالات الصيدلانية على توفير "علب خاصة بالأدوية" موجهة لهذا الغرض بدون أن يقدم الزبون وصفة طبية، وحث ذات الاخصائي الصيدلي على نصح المواطن باستعمال دواء "البراسيتمول" إلى جانب بعض الفيتامينات مع اللجوء إلى الراحة التامة والابتعاد عن مصادر القلق والاستفادة من قسط وافر من النوم مما سيساعد النظام المناعي للفرد على الدفاع عن نفسه.

 بركاني يحذر من الاستهلاك العشوائي للأدوية

من جهته، اعتبر رئيس عمادة الأطباء، الدكتور محمد بقاط بركاني، أن المواطن يلجأ إلى التطبيب الذاتي تخوفا من تعرضه للإصابة وعلى الصيدلي أن ينصحه بتناول الأدوية عن طريق الوصفة فقط محذرا اياه من الاستهلاك العشوائي لهذه الأصناف التي تزيد في تعقيدات الفيروس أكثر من الفيروس نفسه، كما يرى رئيس النقابة الوطنية الجزائرية للصيادلة الخواص، الدكتور مسعود بلعمبري، أنه "لو سمحت وزارة الصحة بالترخيص لهذا السلك لإجراء الكشوفات السريعة لتعزيز التشخيص المبكر للفيروس سوف لن يكون هناك اقبال متزايد على العلاج العشوائي" الذي قد يتسبب في إحداث ضغط بالسوق الوطنية على بعض أنواع الأدوية.

وألح من جانب أخر رئيس هذه النقابة على تشديد الرقابة على الذين يبيعون أدوية ويرغمون الزبائن على شراء منتوجات أخرى في نفس الوقت، مرجعا الضغط المسجل الذي تعرفه بعض أنواع الأدوية إلى "تخوف المواطن ووقاية لصحته" بمجرد شعوره بنوع من ارتفاع حرارة الجسم أو أعراض الأنفلونزا، وذكر بالمناسبة بالدول المتقدمة التي تخلت عن وصف المضادات الحيوية وتنصح بتناول المقويات والمعادن والمضادات للألم حفاظا على صحة مواطنيها من الاستهلاك العشوائي والمفرط للأدوية

 البروفيسور زوغيلاش: "التلقيح يحمي المجتمع من جميع المتحورات"

بدوره يرى الأخصائي في علم الأوبئة والطب الوقائي بالمركز الإستشفائي ابن باديس بقسنطينة، جمال زوغيلاش، أن الاقبال على حملة التلقيح تعتبر "الوسيلة الوحيدة" للوقاية من الحالات الخطيرة لجائحة كورونا، حيث شدد في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، على أن الانتشار الواسع لمتحور "أوميكرون" خلال الأسابيع الأخيرة والذي أدى إلى تشبع مصالح المستشفيات الوطنية، يستوجب التوجه نحو تلقي التلقيح، موضحا أن الجرعتين الأولى والثانية للتطعيم تحميان صاحبهما بنسبة تتراوح بين 50 و60 بالمائة والجرعة الثالثة تدعم الجرعات الأولى بنسبة 90 بالمائة.

واستنادا لتجارب ومعطيات بعض الدول، ذكر ذات الاخصائي بأن الأشخاص غير الملقحين تعرضوا أكثر من غيرهم إلى الإصابة بالفيروس وإلى الحالات الخطيرة. ولاحظ بأن التلقيح الواسع للسكان لا يساعد على كسر سلسلة نقل العدوى وضمان حماية للجهاز المناعي فحسب، بل يعزز حماية المجتمع من التغيرات التي قد تطرأ على الفيروس.

البروفيسور محياوي:  "الجزائر تحصي 13 مليون ملقح ضد كورونا"

من جهته، أعلن عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا، رياض محياوي، في تصريح سابق خص به الاذاعة الوطنية، بأن عدد الاشخاص الملقحين بلغ 13 مليون شخص، متوقعا ارتفاع هذا العدد خلال الأيام المقبلة مع تسجيل في نسبة الاقبال على الحملة، فيما  كما أكد رئيس النقابة الوطنية الجزائرية للصيادلة الخواص "سنابو" أن عدد الملقحين على مستوى عملية التلقيح التي يشرف عليها 1500 صيدلي قد بلغ 400 ألف ملقح مبرزا أهمية الاقبال على هذه الحملة لكسر سلسلة تفشي الفيروس .

المدية "ولاية نموذجية" في تحقيق هدف التلقيح

 

وكان وزير الصحة قد وصف خلال احدى زياراته الميدانية، المدية "بالولاية النموذجية" التي حققت نسبة 70 بالمائة من تلقيح سكانها وهي النسبة التي سطرتها السلطات العمومية على المستوى الوطني، داعيا الولايات الأخرى الى الاقتداء بالوسائل التي استعملتها هذه المنطقة لإنجاح الحملة، كما أكد مدير الصحة بالولاية محمد شقوري، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، أن العملية بلغت ذروتها على مستوى الولاية خلال يوم واحد في سبتمبر الفارط ب 33 الف ملقح كما بلغت أحيانا أخرى 10 الآف ملقح خلال يوم واحد خلال جانفي الجاري ولا زالت متواصلة على نفس المنوال تقريبا.

من نفس القسم الوطن