الوطن

الموجة الرابعة.. بداية الذروة !

2211 حالة جديدة واستنفار لمواجهة "أوميكرون"

اتخذت السلطات العليا للبلاد في الساعات الأخيرة العديد من الإجراءات والتدابير الصحية لكبح سرعة تفشي المتحور الجديد لفيروس كورونا "أوميكرون"، وكسر سلسلة انتقال العدوى ومنع توسع رقعة انتشار الوباء.

سجلت اللّجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا، تفشي الفيروس بصفة كبيرة بسبع ولايات ذات كثافة سكانية مرتفعة، وهو الوضع الذي استدعى إعادة النظر في العديد من الإجراءات السابقة، التي كانت تهدف من خلالها السلطات لتخفيف القيود.

 الوضعية الوبائية مقلقة..

 سجلت أمس، وزارة الصحة 2211 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، وأشارت بأن الحصيلة الكاملة  للحالات المصرح عنها من نتائج المخابر الجهوية المعتمدة في التشخيص الفيرولوجي لهذا المرض، كشفت عن احصاء 988 حالة تماثلت للشفاء  و43 حالة لمريض متواجد في العناية المركزة، فيما شهدت ال 24 ساعة الأخيرة تسجيل 13 وفاة.

جدد المختصون تحذيرهم من تداعيات التراخي والاستهتار، في ظل الحصيلة المرعبة للإصابات، التي يتم تسجيلها بشكل يومي في الآونة الأخيرة، لمتحور فيروس كورونا المكتشف بجنوب افريقيا.وحذر رئيس مصلحة مخبر المناعة الطبية بمستشفى بني مسوس بالعاصمة رضا جيجيك، من الاستخفاف والتساهل في التعامل مع الإصابة بمتحور أوميكرون، متوقعا تسجيل ارتفاع كبير في عدد حالات الإصابة بمتحور أوميكرون لكونه ينتشر بسرعة كبيرة.

وقال جيجيك، بأن الوضعية الوبائية مقلقة جدا، مع بداية تسجيل تشبع على مستوى بعض المستشفيات ووحدات العناية المركزة، مضيفا بأن50 بالمئة من الأطقم الطبية مصابة بفيروس كورونا.

وفي ذات الصدد، أكد عضو المجلس العلمي لمتابعة فيروس كورونا الياس أخاموك، بأن المتحور أوميكرون يمس الأطفال بدرجة كبيرة، مشددا على ضرورة اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الأطفال أصحاب الأمراض المزمنة كالسكري وأصحاب السمنة المفرطة، والذين يعتبرون الأكثر عرضة للمرض.

وأضاف بأن الإحصائيات الحالية تفيد بوجود أكثر من 5000 مريض بالمستشفيات، ويتم الفتح التدريجي لمصالح أخرى للكوفيد، وفق الحاجة، مشيرا إلى أن العاصمة، وهران، البليدة، بالإضافة إلى قسنطينة، سطيف، جيجل وبجاية، أكثر المدن التي تشهد ارتفاعا في أعداد المصابين بالفيروس.

وكشف أخاموك عن شروع اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا في مشاورات علمية  بالتنسيق مع الخبراء و المختصين حول أهمية تلقيح الأطفال والنساء المرضعات والحوامل، والتي سيتم اعلان نتائجها خلال الأيام القليلة القادمة.

 وبخصوص الأعراض التنفسية التي باتت مسجلة بكثرة هذه الأيام، قال أخاموك بأنها ليست انفلونزا بل بنسبة كبيرة هي أعراض الفيروس، داعيا المواطنين لتجنب الاحكتكاك بالأخرين وعزل أنفسهم بالبقاء في منازلهم حفاظا على الأرواح.وأوضح، بأن الوصول للذروة لن يكون قبل نهاية الشهر الجاري، ما يعاني بأن الأرقام ستعرف ارتفاعا، متوقعا تسجيل أرقام أكبر من التي تم تسجيلهم في الموجة الثالثة .

ومن جانبه المختص في الأمراض الصدرية يونس بلوز في حوار لإذاعة سطيف، كشف بأن متحور أوميكرون سريع الانتشار 70 مرة على المتحورات السابقة، مشيرا إلى وجود تشابه كبير بين الانفلونزا والمتحور الجديد.وشدد ذات المتحدث، على ضرورة الحذر وعدم التعاون في التعامل مع الوضع، خاصة لدى المصابين بالأمراض المزمنة، مضيفا بأنه قد تم تسجيل عديد الحالات الايجابية المتمدرسين في الأطوار الثلاث.وقال يونس بلوز، بأن التلقيح هو السبيل الوحيد لتحقيق المناعة الجماعية والتغلب على الوباء، داعيا المواطنين للتقيد بالاجراءات الوقائية وارتداء الأقنعة الواقية والابتعاد عن الأماكن المغلقة لسرعة انتشار الفيروس.

 الأقنعة الواقية تعود مجددا..

 دفع الوضع الصحي الراهن العديد من المواطنين لإرتداء الأقنعة الواقية مجددا، عقب فترة من الاستغناء عنها، متجاهلين دعوات المختصين لإرتدائها حفاظا على الصحة العمومية ومنع تفشي الفيروس بشكل أكبر.وتعرف الوضعية تغيرا خلال الأيام القليلة الأخيرة، إذا أن العديد من المواطنين باتوا حرصين على ارتداء الأقنعة الواقية، وهو ما وقفت عليه جريدة ببعض ولايات الوسط، على غرار العاصمة وبومرداس، إذ أن الفضاءات والأماكن العمومية، التي تشهد اقبالا من قبل المواطنين، تبرز مدى التزام بعض المواطنين بالأمر.

وأشار أحد المواطنين، في حديثه لجريدة الرائد، بأنه منذ أزيد من أسبوع عاد ليرتدي القناع الواقي مجددا، مشيرا إلى أن الارتفاع الكبير في أعداد المصابين وتسجيل اصابات وسط عائلته، دفعته لارتداء القناع الواقي وعدم الاستهتار، خاصة وأنه من المصابين بالأمراض المزمنة، مشيرا إلى أن الأمر لا يقتصر عليه فقط، بل إن كل أفراد عائلته يرتدون الأقنعة الواقية، خاصة في الأماكن التي تعرف اكتظاظا بالمواطنين.وفي المقابل، لا يزال الاستهتار والتراخي لدى البعض غير مبالين بالأخطار التي قد تنجر عن عدم ارتدائهم لها، وهو الأمر الذي يبقى مقلقا، خاصة وأنهم قد يصابون وينقلون العدوى للمحيطين بهم، سواء في بيوتهم أو أماكن عملهم.

 خرجات الوزراء ممنوعة..

 أمر الوزير الأول وزير المالية أيمن بن عبد الرحمان، في تعليمة له أعضاء الحكومة بإلغاء وتأجيل كافة زيارات العمل والتفقد التي كان من المناظر أن يقوم بها أعضاء الحكومة إلى مختلف ولايات الوطن.وأرجع بن عبد الرحمان الخطوة للوضعية الوبائية التي تعيشها البلاد، وكذا الإرتفاع المحسوس في عدد الإصابات بكورونا، وهو الأمر الذي يستدعي في الوقت الحالي إجراءات لمنع تفشي الفيروس.كما طلب الوزير الأول أيضا بتأجيل برمجة كل الملتقيات والأيام الدراسية مع الحرص على منع كل أنواع التجمعات على مستوى الإدارات المركزية والمحلية، كإجراء وقائي وإحترازي يبنغي احترامه.

 تعليق التدريس..

 أجبرت الوضعية الوبائية المقلقة السلطات العليا لاتخاذ جملة من إجراءات والتدابير، سعيا لإحتواء الوضع وتجنب خروجها عن السيطرة، في ظل المنحى التصاعدي المستمر لأعداد الإصابات المؤكدة بالمتحور الجديد للفيروس.وقد قررت وزارة التربية توقيف الدراسة بالمؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة، خاصة وأنها باتت نقطة حساسة لتفشي الوباء، وهو الوضع الذي دفع بمنتسبي القطاع للمطالبة خلال الأيام القليلة الماضية بضرورة غلق الهياكل المدرسية احترازيا.

وفي ذات السياق، أقدمت بعض الجامعات بعدد من ولايات الوطن على تأجيل الإمتحانات التي كانت مقررة ما بين فترة 23 جانفي إلى 30 جانفي 2022، مشيرة إلى أن الوضع الصحي يفرض إلغاء الإمتحانات التي انطلقت ببعض الجامعات وكذا الدروس الحضورية.وأكدت في المقابل، بأنه سيتم إعادة برمجة الإمتحانات وفقا لرزنامة مكيفة يتم مراعاة فيها أولوية الدفعات وكذا الظروف الصحية.

كما تقرر أيضا منع كافة الندوات والملتقيات النشاطات الثقافية، العلمية وحتى الرياضية  خلال هذه الفترة، على أن يستثنى من هذا القرار عمال الهيئات الإدارية ومختلف مصالح الجامعة مع ضرورة التقيد بالبروتوكول الصحي الصارم.واتخذت العديد من الجامعات على غرار الجزائر 2، تلمسان وخميس مليانة القرار تبعا للوضعية الصحية المقلقة، جراء الإنتشار الرهيب لمتحور فيروس كورونا، وتطبيقا لقرارات السلطات العليا بالبلاد للحدّ من إنتشار الوباء في الوسط الجامعي.كما تقرر غلق بعض الإقامات الجامعية، على خلفية تسجيل اصابات مؤكدة بالفيروس بين الطلبة المقنين وكذا عمالعا، ما دفع بغلقها احترازيا إلى غاية ال 30 من جانفي الجاري.

وفي سياق متحصل، أعلنت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في بيان لها، تحوز جريدة الرائد على نسخة منه، السماح بغلق المؤسسات التعليمية بكل أطوارها من ال 22 جانفي وإلى غاية 05 فيفري، نتيجة للوضع الوبائي الخطر.وأوضحت لجنة التربية الوطنية التابعة للجمعية في مراسلة لها لرؤساء الشعب ومشرفي المؤسسات التعليمية، بأن القرار المتخذ بغلق المؤسسات التعليمية بكل أطوارها، أملته الظروف الصحية وحرصا على سلامة وأمن المتمدرسين في مؤسسات الجمعية وكذا أوليائهم، وكذا سعيا للحفاظ على صحة الأساتذة والمربين وكذا المستخدمين والمشرفين التربويين.ودعت الجمعية الجميع للحرص على تطبيق البرتوكول الصحي، خاصة في ظل الوضع الصحي الصعب، الذي يشهد توسع رقعة انتشار الوباء انتشار وارتفاع أعداد الإصابات.

 إجراءات وتدابير أخرى..

 أصدر ولاة الجمهورية حزمة من الإجراءات الوقائية، التي تهدف إلى حماية المواطنين من انتشار فيروس كورونا، على ضوء الوضعية الوبائية، التي تعرف منحنا تصاعدي لأعداد المصابين.وأعلنت عديد الولايات غلق جميع فضاءات التسلية والترفيه والاستراحة والتنزه  لمدة 10 أيام احترازيا، كما طالب الولاة بضرورة ارتداء الأقنعة الواقية في جميع الادارات والمؤسسات العمومية والشوارع والمرافق العامة وجميع الفضاءات التجارية.طالبوا جميع الادارات والمؤسسات والهيئات العمومية ومختلف المرافق العامة المستقطبة للمواطنين للحرص على اتخاذ كافة الترتيبات اللازمة لاحترام كافة الإجراءات والتدابير الوقائية اللازمة،  مع  التقيد الصارم بالبروتوكولات الصحية.وطالب الولاة بضرورة احترام مسافة التباعد الجسدي في الفضاءات التجارية، وسائل النقل، والمرافق العامة، كما شرعت بعض الهيئات في تنظيم حملات تحسيسية التأكيد على ضرورة احترام قواعد النظافة والمسافة الجسدية.

 الحجر الكلي مستبعد..

 أعاد الارتفاع الكبير في أعداد الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا الأذهان إجراءات الحجر الكلي، التي اتخذت سابقا من قبل السلطات العليا للبلاد، حفاظا على الصحة العمومية.وفي هذا الصدد كشف مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث في اتصال لجريدة الرائد، بأن الوضع الصحي حسب المعطيات الحالية، تؤكد بأن الإصابات المؤكدة للمتحور الجديد لفيروس كورونا أوميكرون ستعرف ارتفاعا في الأيام القادمة، غير أنه استبعد العودة للحجر الكلي.وأضاف بأن الوضع الصحي الراهن يفرض على المواطن التقييد بالإجراءات والتدابير الصحية اللازمة، لمنع توسع رقعة انتشار الوباء والتقليل من أعداد المصابين، خاصة وأن المتحور الجديد للفيروس سريع الانتشار.

من نفس القسم الوطن