الوطن

خبراء يتوقعون بلوغ ذروة الموجة الرابعة خلال أسابيع

بنسبة انتشار 100 بالمائة من متحور "أوميكرون"

تتوقع اللجنة العلمية لمتابعة ورصد تفشي فيروس كورونا بالجزائر وحتى المختصين والخبراء في قطاع الصحة ان ترتفع مؤشرات الإصابة بوباء كورونا الفترة المقبلة بشكل كبير بسبب بدء هيمنة  المتحور "أوميكرون" سريع الانتشار، متوقعين أن نصل لذروة الموجة الرابعة خلال الأسابيع المقبلة بنسبة انتشار 100 بالمائة من متحور "أوميكرون".

  • ميهاوي: "لا يمكن التكهن بموعد الذروة في ظل انتشار أوميكرون السريع"

وقال أمس عضو اللجنة العلمية لرصد تفشي كورونا، البروفيسور رياض مهياويفي  تصريحات للإذاعة الوطنية أن متحور "أوميكرون" بدأ يفرض نفسه بقوة في الوضعية الوبائية ببلادنا بعد أن كان متحور دلتا هو المهيمن في ديسمبر الماضي في حدود 70 إلى 81 بالمائة. مشيرا أن تصاعد الأرقام للإصابات كما في كل دول العالم، لكن المتحور الجديد أوميكرون بدأ ينافس بقوة متحور دلتا وربما سيتفوق عليه قريبا كما هو الشأن في جميع دول العالم ، وأعتبر ميهاوي أن المؤشر الإيجابي في هذا المتحور أن أعراضه ليست خطيرة بعكس دلتا الذي كان فتّاكا جدا"، مشيرا إلى أنه "لا يمكن التكهن بفترة الذورة للمتحور الجديد طالما أن الأرقام لا تزال في تصاعد، لكن نتمنى أن يتم التركيز على الوسائل الاحترازية" حسب تعبيره. من جانب أخر قال ميهاوي إنه يتم حاليا النقاش حول تطعيم الأطفال باللقاح المضاد لفيروس كورونا، متوقعا صدور قرارات بهذا الشأن  قريبا. وأوضح مهياوي، أن " أخبارا تصلنا من هنا وهناك بشأن تسجيل إصابات في مؤسسات تربوية أو يطلب من بعض التلاميذ القيام بفحوصات طبية للتأكد من مدى إصابتهم بالفيروس أو يتم تسريح بعضهم لهذا السبب  ، لكن ما أعرفه أنه لم يصدر لحد الآن   أي بيان رسمي في هذا الشأن و أعتقد أن مثل هذا بيان من شأنه أن يسمح بإعداد استراتيجية لمواجهة  الفيروس في الوسط التربوي".   وأضاف ميهاوي إن نقاشات اللجنة العلمية لا تكاد يخلو من موضوع تطعيم الأطفال، وتحديدا حول العمر المستهدف و نوع اللقاح، متوقعا صدور قرارات في هذا الشأن قريبا حسب تعبيره. وأضاف  ذات المتحدث أن " الأهم اليوم هو دفع الاشخاص أكثر من 18 سنة للتلقيح والبداية بالأشخاص المحيطين بالتلاميذ (الأولياء والمعلمون والإداريون وغيرهم) لتفادي وصول العدوى إليهم ، لكن للأسف الشديد هناك عزوف شديد عن التلقيح و لم نبلغ بعد الهدف المنشود من العملية"

  • ملهاق: نتخوف من تشبع في المستشفيات موازاة "ذروة الرابعة"

من جهته أكد الدكتور الباحث والخبير في علم الفيروسات، محمد ملهاق، أن وتيرة كوفيد في الجزائر متصاعدة منذ عدة أسابيع. وأوضح ملهاق لاذاعة سطيف أن الوضعية الوبائية يميزها وجود عدة متحورات أهمها متحور دالتا و أوميكرون. و كذلك الفيروسات الشتوية التي تعقد الوضعية الوبائية في الجزائر لتشابه الأعراض. وكشف البيولوجي السابق بمخابر التحليلات الطبية، عن وجود عدد كبير في الاستشفاء مع زيادة في عدد الوفيات. بالإضافة الى زيادة في عدد المواطنين الموجودين في العناية المركزة. كما كشف عن تسجيل نقص كبير في وتيرة التلقيح ، مضيفا في الوقت ذاته انه و حسب الدراسات أوميكرون بدأ في الإنتشار بشكل سريع. كما توقع ملهاق أن أوميكرون هو المتحور الأكثر سيطرة في الأسابيع المقبلة. وأضاف: "سنشهد اكتظاظا في بعض المستشفيات و تزايد أعداد الإصابات بشكل متسارع" الى جانب ذلك أشار الخبير  الى أن الأطفال يتأثرون بالفيروس وكذلك ناقلين للعدوى مشجعا التوجه نحو تلقيح هذه الفئة كما تدرس اللجنة العلمية.

  • جيجيك: متحكمون في الوضع ونتوقع موجة أقل عنفا

بدوره أكدرئيس مصلحة مخبر المناعة الطبية بمستشفى بني مسوس وعميد كلية الصيدلة رضا جيجيك أن متحور أوميكرون ينتشر بسرعة بين الجزائريين متوقعا أن تكون ذروة الموجة الرابعة بسيطرة شبه تامة لهذا المتحور، حيث قال جيجك في تصريحات للإذاعة أنه من المرجح جدا أن نصل إلى 100 بالمائة من أوميكرون في الأيام أو الأسابيع القادمة كما هو الحال في أوروبا" ، وأشار ذات المختص ان متحور دلتا هو الذي كان مسيطر خلال بداية الموجة الرابعة، مما تسبب حسبه في تشبع بعض مصالح الإنعاش  عبر المستشفيات  حيث قال جيجك أن تزايد الإصابات انعكس على وضعية المؤسسات الاستشفائية ووحدات كوفيد19 التي تعرف بدورها تشبعا واكتظاظا عبر مختلف أنحاء الوطن، محذرا من أسابيع صعبة ستعرفها الجزائر والمنظومة الصحية على حد سواء خاصة بعد ما طالها من إنهاك وإرهاق وتشبع في المصالح، مقابل حالة خوف وهلع يسكن المواطنين والمرضى. هذا وأوضح جيجك أن وصول أوميكرون للجزائر جعل "دلتا" تتراجع وبدأنا التحول من متغير إلى آخر ،  لكن "لسوء الحظ ، على مستوى المستشفيات ما زلنا في حالة تشبع ووحدات العناية المركزة ممتلئة بالفعل" يضيف جيجيك، الذي كشف وجود حوالي 4200 مريض بالوباء على مستوى  المستشفيات  عبر الوطن مشيرا بأن أغلب حالات الاستشفاء تتعلق بأشكال حادة للفيروس "دلتا" وأن معظم الإصابات الأخرى تعد بسيطة وخفيفة لم تستدع التنقل إلى المستشفى. ويتوقع البروفيسور جيجيك "انفجار عدد الحالات المسجلة يوميا" الذي قال انها يتوقع أن تصل للألاف" لكن بالمقابل طمأن ذات المختص  أن متحور أوميكرون الجديد لا يمكن مقارنته بالشكل السريري الذي لوحظ مع دلتا ، وهذا يعني أنه من المحتمل أن يكون لدينا عدد أقل من الحالات الخطيرة مع المتحور أوميكرون" بالمقابل قال جيجيك أن قطاع الصحة في الجزائر قادر على تسيير الموجة الربعة بأقل الخسائر كونه تعلم الدرس جيدا من الموجة الثالثة وكل الإجراءات اتخذت لعدم تكرار أخطاء الموجة الثالثة، أبرزها الإجراءات الاستعجالية التي اتخذت لتوفير مادة الأكسجين على مستوى كافة المستشفيات وعلى الرغم من ارتفاع معدلات العدوى ، فقد توقع جيجك موجة أقل خطورة وعنفا بالموجة السابقة مشيرا ان أوميكرون يعد اقل ضراوة من المتحورات الأخرى ولا يتسبب في نقص الأكسجين لدى المصاب به وهو ما جعل جيجك يتوقع نسبة استشفاء أقل الفترة المقبلة تزامنا مع وقت الذروة.

  • درار:"أوميكرون" قد يفضي إلى مناعة جماعية بين الجزائريين

من جهته أكد المدير العام لمعهد باستور الجزائر فوزي درار أمس على ضرورة إقبال المواطنين بكثافة على التلقيح واحترامهم الصارم للإجراءات الوقائية لمواجهة جائحة كوفيد-19 بنجاعة. وقال درار في حوار خص به جريدة الوطن إنه "يجب على المواطنين إدراك أنه من الضروري جدا الاقبال بكثافة على التلقيح والاحترام الصارم للإجراءات الوقائية من أجل ضمان نجاعة التدابير الاستراتيجية". وعن سؤال حول ما إذا كان تفشي متحور "أوميكرون" قد يفضي إلى مناعة جماعية، أوضح المدير العام لمعهد باستور الجزائر أن هذه الفرضية التي طرحها العلماء "ممكنة" شريطة تحقيق نسب تلقيح مرتفعة، فضلا عن اكتساب قدرة دفاع بعد الإصابة بالفيروس من شأنها رفع هذه المناعة. وأضاف أن هذا الوضع قد يكون كافيا للوقاية من الحالات الخطيرة، ملحا على ضرورة الجرعات المعززة من اللقاح للإبقاء على مستوى مناعة مرتفع إلى جانب مواصلة احترام بعض الاجراءات الصحية في حالة حدوث موجة. ويرى درار أن "أوميكرون" سيكون "المتحور السائد" في الجزائر في غضون 15 يوما وسيبقى كذلك إلى غاية بلوغ الذروة. وأكد المدير العام لمعهد باستور من جديد على أن الخروج من هذه الأزمة مرهون بنسبة التلقيح. وأضاف أنه ينبغي العلم بأن هذا الفيروس " سيعيش معنا لسنوات، و هنا تكمن أهمية هذا التلقيح الذي سيسمح لنا بمراقبة العدوى الفيروسية بالنسبة للسنوات المقبلة وتقليص الاعتلال و معدل الوفيات، لا سيما الأشخاص الأكثر عرضة للخطر، حيث يتوجب تلقيحهم بجرعات معززة كما هو الحال بالنسبة للأنفلونزا". واسترسل يقول أن الأمر هو بمثابة" أفضل سيناريو نتمناه. فلنتحمل مسؤولياتنا من الأن ونلقح أنفسنا بقوة ليتحسن الوضع في أقرب الآجال". و ذكر الدكتور درار أن حاليا هناك تنقل كل من المتغيرين دالتا وأوميكرون، موضحا بأن المتغير دالتا يمثل 67 بالمائة من المتغيرات المتنقلة في الجزائر، بينما كان يمثل في 30 ديسمبر الأخير 80 بالمائة، مقابل 33 بالمائة بالنسبة للمتغير أوميكرون الذي كان يمثل سوى 10 بالمائة في نفس التاريخ.

من نفس القسم الوطن