الوطن

الموجة الرابعة لفيروس كورونا تخيّم على المؤسسات التربوية

مطالب بتعليق الدراسة احترازيا ونداءات للإقبال على التلقيح

تتزايد أعداد المصابين بفيروس كورونا، خلال الأيام الأخيرة، مسجلة منحنى تصاعديا، بعد أن تجاوزت معها 600 حالة بداية الأسبوع الجاري، ويتخوف معها في أن تتسبب في توقيف الدراسة ببعض المؤسسات، على خلفية الحالات الايجابية الجديدة المكتشفة في الوسط المدرسي في الآونة الأخيرة.

يخيم شبح الموجة الرابعة لفيروس كورونا على المؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة، لكونها باتت نقطة حساسة لتفشي الوباء، حسب ما كشف عنه المختصون مؤخرا.

 مدارس تغلق أبوابها..

اتخذت أمس المدرسة الابتدائية الخاصة "قلعة المعرفة" التابعة لمديرية التربية غرب بولاية الجزائر، قرارا يقضي بتوقيف الدراسة وتعليقها احترازيا بشكل مؤقت، في ظل تسجليها لبعض الحالات المؤكدة بفيروس كورونا، على أن تستأنف في ال 30 من جانفي الجاري.

وحسب بيان للمدرسة الابتدائية الخاصة، فإن قرار تعليق الدراسة وغلق أبوابها، يأتي عقب ظهور المزيد من  المسحات الايجابية لتلاميذ أقسام السنوات الأولى، الثانية والثالثة وتسجيل  4 اصابات مؤكدة في أوساط الأساتذة .

 و أضان البيان، بأنه قد تقرر إغلاق المدرسة لفترة تصل لعشرة أيام، بداية من اليوم الأربعاء 19 جانفي  إلى غاية 29 جانفي من ذات الشهر، حفاظا على الصحة العمومية ومنع تفشي الوباء، خاصة في ظل تسجيل ارتفاع في أعداد المصابين خلال الأيام القليلة الأخيرة.

 كما أن قرار المدرسة الخاصة، يأتي تنفيذا للتعليمة الوزارية المشتركة 01 المؤرخة في 10 جانفي 2021 ، و التي تتعلق بتعزيز الجهاز الصحي للوقاية من كوفيد، وهو ما جعل تسارع لإتخاذ تدابير من شأنها المساهمة في كسر سلسلة انتقال عدوى المتحور الجديد للفيروس.

 كما سجل خلال الأسبوع الجاري، قيام تلاميذ بعض الثانويات على مستوى اقليم ولاية بومرداس، بوقفات احتجاجية داخل المؤسسات التربوية، المطالبة باتخاذ إجراءات للحد من تفشي الوباء في الوسط المدرسي وكذا توفير كل اللوازم الوقائية.

 وفي ذات الصدد، كشفت مدير الصحة والسكان لولاية تيزي وزو، عن تسجيلهم ل 96 حالة مؤكدة للإصابة بفيروس كورونا ب 36 مؤسسة تربوية على مستوى الولاية في الأطوار التعليمية الثلاثة، منها 17 ثانوية، 12 متوسطة و07 ابتدائية، مشيرة إلى أن الحالات الايجابية المسجلة تخص 68 تلميذا و28 حالة أخرى مست الطاقم التربوي من أساتذة وعمال بالقطاع.

 الأخصائيون يدقون ناقوس الخطر..

 أكد الباحث والخبير في علم الفيروسات والبيولوجي السابق بمخابر التحليلات الطبية محمد ملهاق، في حديثه لإذاعة سطيف، بأن تفشي فيروس كورونا ببلادنا يعرف وتيرة متسارعة خلال الأسابيع الأخيرة.

 وأضاف، بأن الأطفال يتأثرون بالفيروس ويعتبرون ناقلين للعدوى، مشيرا إلى أن الوضعية الوبائية يميزها وجود عدة متحورات أهمها متحور دالتا وأوميكرون، يضاف لها الفيروسات الشتوية التي تعقد الوضعية الوبائية في الجزائر لتشابه الأعراض، وبات المؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة نقطة حساسة لتفشي الوباء.

 وكشف محمد ملهاق عن  وجود عدد كبير في المصابين في المستشفيات، مع تسجيل زيادة في عدد الوفيات وكذا المتواجدين في العناية المركزة، في الوقت الذي تعرف وتيرة التلقيح اقبالا محتشما من قبل المواطنين، وفي المقابل فإن المتحور الجديد للفيروس "أوميكرون" بدأت رقعته في التوسع، حسب الإحصائيات المقدمة من قبل معهد باستور، وينتظر أن يصبح المتحور الأكثر انتشارا، خلال الأسابيع القليلة القادمة، ويتخوف من أن سنشهد إكتظاظ في بعض المستشفيات و تزايد أعداد الإصابات بشكل متسارع .

 وجدد ذات المتحدث، تأكيده على أن التلقيح السبيل الأنجع لحماية المواطنين، مشددا على أن تلقي التلقيح يقلل من التعقيدات التي يتعرض لها المصابون بالفيروس، والتي تؤدي في الغالب لدخولهم للعناية المركزة.

 ومن جانبه، عضو اللجنة العلمية لرصد تفشي كورونا، البروفيسور رياض مهياوي، كشف عن إنه يتم حاليا النقاش حول تطعيم الأطفال باللقاح المضاد لفيروس كورونا، متوقعا صدور قرارات بهذا الشأن قريبا، مضيفا بأن اللجنة تصلها أخبار بشكل يومي عن تسجيل إصابات في المؤسسات التربوية.

 وقال، بأن صدور بيانات رسمية بخصوص الإصابات في الوسط المدرسي، من شأنها أن السماح بإعداد إستراتيجية جديدة لمواجهة  الفيروس في الوسط التربوي، لكونه نقطة حساسة لانتشار الوباء.

 وأضاف مهياوي،  "إن نقاشات اللجنة العلمية لا تكاد يخلو منها موضوع تطعيم الأطفال، وتحديدا العمر المستهدف ونوع اللقاح، غير أن الأهم في الوقت الراهن هو دفع الأشخاص أكثر من 18 سنة للتلقيح والبداية بالأشخاص المحيطين بالتلاميذ، من "أولياء ومعلمن وإداريين وغيرهم من منتسبي القطاع، لتفادي وصول العدوى إليهم"، وعبر ذات المتحدث عن أسفه للعزوف الشديد  لعمال القطاع عن التلقيح.

 وفي ذات السياق، كشف عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا، أن متحور أوميكرون بدأ يفرض نفسه بقوة في الوضعية الوبائية ببلادنا بعد أن كان متحور دلتا هو المهيمن شهر ديسمبر الماضي بنسبة تتراوح بين 70 إلى 80 بالمئة.

 وأشار ذات المتحدث، إلى تصاعد أرقام الإصابات بمتحور أوميكرون ببلادنا  كما في كل دول العالم، متوقعا أن يتفوق المتحور الجديد على متحور دلنا خلال الأسبوع القليلة القادمة، وفي المقابل فإن المؤشر الإيجابي في المتحور الجديد للفيروس أعراضه ليست خطيرة بعكس دلتا الذي كان فتّاكا جدا، يضيف مهياوي.

 وبخصوص الذروة، أكد بأنه لا يمكن التكهن بفترة الذورة للمتحور الجديد طالما أن الأرقام لا تزال في تصاعد، ووجه نداءه للجميع للإلتزام بكافة الإجراءات الإحترازية لمنع تفشي الفيروس والتقليل من أعداد الإصابات به.

 دعوات لتعليق الدراسة احترازيا..

 ووجه العديد المنتسبين لقطاع التربية نداء للسلطات الوصية لاتخاذ قرار بغلق المؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة وتوقيف الدراسة لمدة تتراوح بين 10 و15 يوما لكسر سلسلة انتقال عدوى فيروس كورونا، التي تعرف في الآونة الأخيرة ارتفاعا مخيفة.

 وفي هذا الصدد، أشارت نقابة الكنابست إلى أن الوضع الصحي الراهن يستدعي تعليق الدراسة، مع ضرورة وضع إستراتيجية واضحة المعالم، للتقليل من أعداد الإصابات بفيروس كورونا والحد من انتشارا.

 كما طالبت النقاية من السلطات الوصية بضرورة توفير الإمكانيات المادية والبشرية اللازمة لتطبيق البروتوكول الصحي بالمؤسسات التربوية بأطوارها الثلاثة للتحكم في الوضع ومنع انتشاره في الوسط المدرسي، والذي قد يؤدي في الوقت ذاته لتفشيه بين العائلات.

ومن جانبها المنظمة الوطنية لأولياء التلاميذ، شددت على ضرورة اتخاذ إجراءات استعجالية لكسر سلسلة انتقال عدوى الفيروس، من خلال غلق المؤسسات التربوية بالأطوار الثلاث لمدة تتراوح بين 10 و12 يوما حفاظا على الصحة العمومية، مراعاة للوضع الصحي الراهن.

وعبرت المنظمة عن تخوفها من تفشي الفيروس في الوسط المدرسي بصورة أكبر في حال بقاء الوضع على حاله، خاصة في ظل الضعف الكبير للتلقيح من قبل الأسرة التربوية وتهاون وتراخي العديد من المؤسسات التربوية في التطبيق الصارم لكافة الإجراءات والتدابير الصحية اللازمة لمجابهة الوباء.

 وأوضحت، المنظمة بأن كل المنتسبين لقطاع التربية مدعون للإقبال على مراكز التلقيح، خاصة وأن المؤسسات التربوية باتت نقطة حساسة لانتشار الفيروس، ما يجعل منها خطرا كبيرا على الصحة العمومية، مطالبة في ذات السياق السلطات بالتشديد وفرض اجراءات جديدة لمنع توسع رقعة انتشار الوباء.

 ويبقى العزوف عن التلقيح من قبل الأسرة التربوية، يطرح العديد من علامات الاستفهام، في الوقت الذي حثت الوزارة الوصية الجميع للانخراط والمساهمة في العملية، لكونها مسؤولية الجميع، كما أنها تعتبر أنجع وسيلة لمنع تفشي الوباء والحفاظ على سيرورة الموسم الدراسي واستكماله.

من نفس القسم الوطن