الوطن

بن عتو: الإنتقال الطاقوي ضرورة لا مفر منها

لا يمكن محو البترول والغاز في الوقت الراهن

يرى وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة زيان بن عتو، أن الجزائر تملك مقومات كبيرة تؤهلها للريادة وتحقيق إنجازات ضخمة في مجال الطاقة المتجددة، خاصة وأن السلطات العليا للبلاد أولت للقطاع أهمية بالغة.

 وكشف الوزير خلال لقاء له مع منصة الطاقة، بأن التوجه الجديد نحو الطاقات المتجددة أملته صراعات ورهانات وطنية وإقليمية فرضت منطقها، على غرار التغيرات المناخية، تناقص الموارد الأحفورية وزيادة الطلب الوطني على الطاقة، مشيرا إلى أن السلطات وضعت نصب عينيها دعم الاستثمار والخروج من التبعية لقطاع المحروقات.

وأشار بن عتو، بأن ما شيد في الجزائر من استثمارات وتنمية كان بفضل عائدات النفط والغاز الطبيعي، ولا يمكن في أي حال من الأحوال محو هذين الموردين من المزيج الطاقوي للجزائر آفاق 2030 و2040، خاصة وأنهما يمثلان إيرادات البلاد من العملة الصعبة، لكن هذا لا يمعنا من المضي قدما نحو التحول الطاقوي، والإشكال حاليا يتمثل في نسبة الاستهلاك الوطني له، والذي يصل إلى ما نسبته 43 بالمئة من الإنتاج الوطني للغاز وحده.

ولم يخف زيان بن عتو حقيقة المردودية الكبيرة للطاقات المتجددة، مؤكدا سعي مصالحه لإرساء التحول الطاقوي للمحافظة على الغاز الطبيعي المدعم وطنيا، إذ أن سعره في السوق الدولية يمثل أكثر من 20 مرة من سعره المحلي، مشيرا إلى أن التوجه إلى السيارات الكهربائية سيمكن من الحفاظ على الوقود والبنزين وكذا النفط، وإنتاج الهيدروجين الذي يمثل الغاز الطبيعي المستقبلي للجزائر، كاشفا في ذات الصدد بأن التوجه للطاقات المتجددة من أجل تخفيض كمية الغاز المستهلك محليا وزيادة الإيرادات وليس تخفيضها.

وبخصوص الطاقة الشمسية، أوضح زيان بن عتو بأن السعة الحالية للطاقة المتجددة ضئيلة، فهي في حدود 450 ميغاواط، باحتساب كل مشاريع الطاقات المتجددة، بما في ذلك طاقة المياه أو الطاقة الهيدروليكية، مضيفا بأن الهدف في الوقت الراهن بلوغ 15 ألف ميغا واط بحلول عام 2035.

وجدد الوزير تأكيده على الأهمية الكبيرة للهيدروجين، مشيرا إلى أن البلاد تملك القدرة على غزو أوروبا بصادرات الهيدروجين، الذي يعد الوقود المستقبلي بأوروبا، مضيفا بأن تصديره سيتم عبر قنوات الغاز، ما سيمكن من الولوج للسوق الأوروبية بشكل قوي وتوفير كيلوغرام من الهيدروجين بسعر جد تنافسي، مشيرا إلى أن الدراسات التي قام الشريك الألماني أكد أن الجزائر تحوز على كل الّإمكانيات لإنتاج وتصدير الهيدروجين.

وأوضح بأن السيارات الكهربائية تمثل تحديا للجزائر، لأن أغلب الدول الكبرى المصنعة لها  تتجه نحو تعميم هذا النوع من السيارات، مما يستوجب إعداد الإستراتيجية الملائمة لهذا التحول، والذي يمثل أيضا إحدى ركائز مخطط عمل الوزارة.

وختم الوزير حديثها في لقاءه بمنصة الطاقة، بأن مصالحه تطمح لوضع نموذج طاقوي يرتكز بشكل رئيسي على الطاقات المتجددة من مختلف منابعها، سواء من الطاقة شمسية، الرياح، تدوير النفايات وكذا الطاقة الأرضية الجوفية، مضيفا بأنه قد تم وضع خرائط عمل مشتركة مع أكثر من 22 وزارة من أجل الانتقال التدريجي نحو نماذج إنتاج واستهلاك أكثر استدامة.

من نفس القسم الوطن