الوطن
"الموجة الرابعة" تشلّ هذه القطاعات..
بسبب إصابة عمالها بالوباء
- بقلم سارة زموش
- نشر في 17 جانفي 2022
بدأت الموجة الرابعة تتسبب في شلل في العديد من القطاعات بسبب إصابة عمال مؤسسات خدماتية وإدارات وحتى مؤسسات اقتصادية بالوباء في سيناريو كان من الممكن تجنبه لو تم الإلتزام بعمليات التلقيح والوصول للمناعة الجماعية في الوسط العمالي.
- شغور جراء العطل المرضية وتحذيرات من محاولات التلاعب
وحسبما ما أكده مصدر من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي للأجراء فقد ارتفع تقديم العطل المرضية هذه الأيام لمستويات أعلى بسبب الوباء في عدة قطاعات في مقدمتها قطاع التربية وقطاع الجماعات المحلية إدارات عمومية وحتى مؤسسات خدماتية حيث من الواضح ان الوباء بدأ ينتشر بين العمال في هذه المؤسسات والقطاعات وهو ما بات يؤثر على أدائها ويتسبب في شللها، بالمقابل أضاف ذات المصدر لـ"الرائد" انه سجل بعض محاولات الاحتيال من طرف موظفون يدّعون الإصابة بالوباء فقط من أجل الاستفادة من عطل مرضية وهو ما تقف له وكالات "كناس" حاليا بالمرصاد من أجل منع اي تلاعبات واحتيال بالعطل المرضية للمصابين بالوباء حيث يتم حاليا العمل بتعليمة سابقة تنص ان كل عامل يشتبه بإصابته بالوباء يوجه لمصلحة الكوفيد 19، على مستوى المؤسسات الاستشفائية العمومية من أجل إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية اللازمة، في حالة الاشتباه بالإصابة، تقوم هذه المصلحة بتطبيق العزل المنزلي، وفي حالة الضرورة إيقاف المصاب على مستوى المصلحة المعالجة. وتشير ذات التعليمة المعمول بها أن العطل الممنوحة للمستخدمين المصابين بفيروس كورونا كوفيد 19، تعتبر عطلة مرضية، وأن الموظف أو العامل المصاب يتحتم عليه إيداع شهادة طبية للتوقيف عن العمل وغير ذلك سيعتبر في حالة غياب عن العمل.
- تعويض العمال المصابين بالوباء يخلق أزمة وتراجع في المردودية
من جانب أخر فإن تأثيرات الموجة الرابعة على قطاعات واسعة لا تتعلق فقط بارتفاع نسب الإصابات بين العمال بل تتعدى ذلك حيث تسبب تفشي وباء كورونا بين عمال عدد من القطاعات في صعوبات لاستخلاف وتعويض هؤلاء العمال على غرار ما يحدث في قطاع التربية حيث وجدت مديريات التربية انفسها في ورطة من اجل تعويض الأساتذة الذين أحيلوا مؤخرا على عطل مرضية بسبب إصابتهم بالوباء، من جانب أخر فقد تسببت هذه الموجة في تراجع مردودية العمال عبر العديد من المؤسسات والإدارات خاصة التي لها علاقة مباشرة بالمواطن خوفا من الوباء أين بات العديد من الموظفين يسجلون غيابات بالجملة وتأخرات لا تحصى فقط حتى لا يحتكّوا بالمواطنين خوفا من انتقال عدوى الوباء لهم، وعلى مستوي المؤسسات الخاصة فان الوضع لا يختلف كثيرا حيث يسجل هذه الأيام ارتفاع في نسب تقديم العطل المرضية في حين لجأ بعض أرباب العمل الذين سجل على مستوي مؤسساتهم إصابات مرتفعة بالوباء لجؤوا لتسريح عمالهم للعمل عن بعد خوفا من تأثيرات تفشي الوباء على أداء هذه المؤسسات.
- "التلقيح" كان بإمكانه أن يجنبنا هذا السيناريو
بالمقابل فان هذا السيناريو الذي تعرفه عدد من القطاعات في مقدمتها قطاع التربية في ظل الموجة الرابعة وارتفاع عدد الاصابات بكورونا في الجزائر الفترة الأخيرة كان يمكن أن يتم تجنبه لو أبدى العمال والموظفون وعيا حقيقا بأهمية التلقيح وتوجهوا لتلقيح أنفسهم من الوباء حيث من شأن عمليات التلقيح أن تحمي أغلب القطاعات من أي شلل أو توقف أو حتى تراجع في مردودية العمال خلال ذروة الموجات التي عرفتها أو ستعرفها الجزائر في الفترة المقبلة وهو ما يجعلنا نؤكد على نفس ما تؤكده السلطات الصحية العمومية هذه الفترة وهو ضرورة رفع نسب الاقبال على التلقيح بوجه خاص عبر الوسط العمالي وعلى مستوى المؤسسات والإدارات والقطاعات الخدماتية والمؤسسات الاقتصادية لحمايه هذه الأخيرة من الشلل وتوقف نشاطها بشكل يؤثر على الاقتصاد الوطني ويتسبب في خسائر لصناديق الضمان الاجتماعي والخزينة العمومية والتي لا يمكنها حاليا تحمّل مزيد من الميزانيات التي تذهب لتعويض العطل المرضية وفترات العطل التي تتعلق بالحجر الصحي أو تسريح العمال.