الوطن

بين التراخي والعزوف عن التلقيح.. عدد الإصابات بمتحور أوميكرون في ارتفاع مستمر

أخصائيون يحذرون من تداعيات الموجة الرابعة ويدقون ناقوس الخطر

تجاوزت عدد الاصابات بفيروس كورونا حاجز 600 إصابة نهاية الأسبوع المنقضي، في الوقت الذي يبقى التهاون والتراخي في تطبيق التدابير الوقائية السمة البارزة.

أعادت احصائيات الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا التي تعرف ارتفاعا في الآونة الأخيرة للأذهان مشاهد الموجة الثالثة، التي تسببت في اكتظاظ وتشبع في المستشفيات، وبلغت معها أعداد الإصابات أرقام كبيرة، بالمقارنة مع الموجات السابقة.

  الأخصاىيون يحذرون. .

 حذر المدير العام لمعهد باستور وعضو اللجنة العلمية البروفيسور فوزي درار من التصاعدي المستمر للمنحنى الوبائي اليومي، في ظل توسع رقعة انتشار المتحور الجديد لفيروس كورونا "أوميكرون"، مشيرا إلى أن عدد المرضى حاليا بالمستشفيات فاق 4200 حالة، متوقعا ارتفاعا في أعداد الإصابات خلال الأيام القليلة القادمة.

 وأوضح، بأن كل الأشخاص بالعناية المركزة حاليا 100 بالمئة منهم غير ملقحين، و 90 بالمئة من المرضى بالمستشفيات لم يأخذوا أي جرعة للقاح، مؤكدا على أن الحل الوحيد لكسر موجة كورونا يكون بالإقبال السريع والمكثف على التلقيح ثم الالتزام باجراءات الوقاية.

وأضاف درار، بأن المؤسسات التربوية باتت نقطة حساسة لانتشار الفيروس، مشددا على ضرورة التطبيق الصارم للبروتوكول الصحي وكذا إلزامية استخدام الكمامة للجميع وغسل الأيدي وعدم التهاون في التقييد بكافة التدابير الوقائية، وفي المقابل أكد بأنه لا داعي لغلق المؤسسات التربوية، لكنه جدد تأكيده على ضرورة حرص الأسرة التربوية على تطبيق البروتوكول الصحي حماية للأسرة التربوية والعائلات.

وقال المدير العام لمعهد باستور، بأن الفيروس يبقى عند الأطفال لمدة أطول وينقل بشكل سريع لأكبر فئة ممكنة من حولهم، ما يستدعي أخذ الحيطة والحذر، مضيفا بأن تلقيح فئة الأطفال ليست أولوية في الوقت الحالي، خاصة وأن فئة كبار السن المتضررين الأكبر من الفيروس، ما يستدعي توجيه بوصلة التلقيح نحوهم، كما أكد اتخاذ اجراءات كبيرة استباقية لتوفير الأكسجين والأدوية عبر كافة المستشفيات تحسبا للايام القادمة.وبخصوص الوصول للذروة، أشار إلى أنه لا أحد يعلم، لكن المؤكد، أنه كلما كانت نسبة التلقيح ضعيفة كل ما كانت فترة الوصول للذروة وانتشار الفيروس طويلة، والعكس صحيح.

ومن جانبه، عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة فيروس كورونا رياض مهياوي، أكد أن المتحور الجديد أوميكرون سريع الإنتشار، غير أنه ولحد الساعة غير متفوق على متحور دلتا، عكس ما يسجل في العديد من الدول.

وحذر عضو اللجنة العلمية من المنحى التصاعدي لأعداد الإصابات المؤكدة بالمتحور الجديد، مشيرا إلى احصاء عدد هام من الإصابات في الولايات ذات الكثافة السكانية، على غرار  العاصمة في المرتبة الأولى بأزيد من 150 إصابة، بومرداس وفي قسنطينة، مشيرا إلى أن الأرقام التي باتت تسجل بشكل يومي تصل إلى حدود  37 اصابة.

 وعن التلقيح في قطاع التربية، التي بلغت نسبتها 33 بالمئة لدى الأساتذة والإداريين، طالب مهياوي بضرورة العمل للرفع من نسبتها، بالنظر لحساسية هذا السلك، الذي يبقى يستدعي تطبيق إجراءات صارمة لمنع تفشي الفيروس والمحافظة على الصحة العمومية.وذكر المتحدث أنه تم تسجيل أزيد من 4300 مريض في المستشفيات، معتبرا أن هذا الرقم ليس كبيرا مقارنة بالموجة الثالثة التي شهدت تسجيل بين 17 و18 ألف مريض في المستشفيات.

وفي ذات الصدد، كشف أمس مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث في اتصال لجريدة الرائد، بأن الوضع الصحي حسب المعطيات الحالية، تؤكد بأننا في بداية موجة جديدة، وأرقام الإصابات المؤكدة بالمتحور الجديد لفيروس كورونا أوميكرون أو المتحور السابق ستعرف ارتفاعا في الأيام القادمة.

وأضاف خياطي، لأنه لا يمكن مقارنة ما يحدث في أوروبا ببلادنا، خاصة وأن المشكل الأكبر ببلادنا يبقى العزوف الكبير على التلقيح، مشيرا إلى أن ما تم تحقيقه من نسبة للتلقيح ضعيفة جدا، لذا لا يمكننا تطبيق نفس الاستراتيجية المطبقة بالدول الاوروبية، لتطبيق المناعة الجماعية.

وفي رده عن سؤال بخصوص الوصول للذروة في عدد الإصابات، أشار محدثنا إلى أن الغموض الكبير والضبابية، التي تشوب أعداد الإصابات بالمتحور الجديد لفيروس كورونا أوميكرون وكذا المتحور السابق دلتا، يجعل من الصعب التأكيد على وقت الوصول للذروة، مشددا على أن المتحور الجديد لفيروس كورونا أوميكرون بدأ في التفشي مؤخرا.

أبدى خياطي قلقه من المعطيات الجديدة بخصوص المتحور الجديد لفيروس كورونا، ما يستدعي رفع درجة اليقظة واتخاذ إجراءات من شأنها المساهمة في مجابهة الوباء، مشددا على ضرورة تطبيق الإجراءات والتدابير الوقائية، مع تأكيده على ضرورة العمل على  تلقيح الفئات التي تصنف في خانة الهشة، على غرار الكبار في السن والمصابون بمرض مزمن وكذا الحوامل، مضيفا بأنها السبيل الأنجع لمجابهة الوباء.

 ولم يخف محدثنا، تأكيده على أن تسجيل تهاون كبير في تطبيق التدابير الوقائية من قبل المواطنين، مجددا تأكيده على أهمية ارتداء القناع الإجباري والالتزام بقواعد النظافة، بالإضافة إلى التطبيق الصارم لمختلف البروتوكولات الصحية التي اعتمدتها اللجنة العلمية لمتابعة تطور جائحة فيروس كورونا والمخصصة لمختلف الأنشطة الاقتصادية والتجارية.

 منحنى الإصابات في تصاعد..

 تعكس الأرقام الأخيرة المقدمة من قبل المخير المرجعي لمعهد باستور بالجزائر المنحنى التصاعدي للاصابات، وأشار في بيان له، بأن تحاليل التسلسل الجيني التي يقوم بها للكشف عن السلالات المتحورة المختلفة للفيروس، سمحت بالكشف عن 82 حالة جديدة للمتحور "أوميكرون"، تم تأكيدها بعد إجراء التحاليل على اختبار PCR إيجابي للمعنيين.

 وأضاف البيان، بأن الأمر يتعلق بــ 61 حالة من ولاية الجزائر، 11 حالة من ولاية البليدة، 05 حالات من ولاية البويرة، حالة واحدة من ولاية عين الدفلى، 03 حالات من ولاية ورقلة (حاسي مسعود) وحالة واحدة من ولاية الأغواط، وفي المجمل فإن الجزائر سجلت 145 حالة مؤكدة لمتحور أوميكرون.وأكد معهد باستور، بأن الأيام الأخيرة تعرف تسجيل حالات جديدة لمتحور أوميكرون بصفة متزايدة، بالموازاة مع الانخفاض في عدد الحالات المسجلة من متحور دلتا.

جدير بالذكر، فإن الارقام المقدمة من قبل معهد باستور نهاية الأسبوع المنقضي، كشفت بأن المتغير دلتا يمثل 67 بالمئة من مجموع المتغيرات المنتشرة، مضيفة بأن هذا المتغير يعرف منحنى تنازلي حيث كان يمثل 80 بالمئة إلى غاية يوم الخميس 30 ديسمبر 2021، وهذا مقابل 33 بالمئة بالنسبة للمتغير أوميكرون، الذي يعرف منحنى تصاعدي حيث كان يمثل 10 بالمئة إلى غاية يوم الخميس 30 ديسمبر 2021.

 الطوابير خطر داهم..

 تتشكل العديد من الطوابير للمواطنين الراغبين في اقتناء السلع، التي تعرف ندرة على غرار الزيت وحليب الأكياس، في الوقت الذي يستدعي الوضع الصحي الإلتزام بالتدابير والإجراءات الإحترازية لمنع تفشي الفيروس والمحافظة على الصحة العمومية.

 كما تعرف وسائل النقل على غرار الحافلات وقطارات الضواحي وكذا العديد من الفضاءات العمومية، اكتظاظا بالمواطنين، يقابله عدم ارتداء الغالبية منهم للأقنعة الواقية.ونظرا للوضعية الوبائية الحالية، شدد الأخصائيون على ضرورة التحلي باليقظة، وفي المقابل شددوا على الأهمية البالغة للتلقيح الذي يمثل الوسيلة الأكثر فعالية ونجاعة لتجنب حالات الإصابات المعقدة والخطيرة بالفيروس.

كما طالب المختصون المواطنون بضرورة الالتزام الصارم بالتدابير الصحية الوقائية، المتمثلة في ارتداء القناع الواقي وتطبيق التباعد الجسدي والغسل المتكرر لليدين، من أجل الحد من زيادة عدد الحالات المسجلة ومنع توسع رقعة انتشار الوباء.وشدد المختصون في علم الأوبئة على السلطات العليا للبلاد للعمل على تسريع وتيرة التلقيح، في ظل ضعف الاقبال المسجل على مراكز التلقيح، منذ الشروع فيها، ما يستدعي اتخاذ إجراءات وتدابير أكثر حزما.

وفي المقابل، كشفت أمس وزارة الصحة عن الحصيلة الكاملة للحالات المصرح عنها ونتائج  المخابر الجهوية المعتمدة في التشخيص الفيرولوجي لهذا المرض، حيث سجل 505 حالة جديدة، بالإضافة إلى  316 حالة تماثلت للشفاء، فيما يتواجد 32  مريض في العناية المركزة، كما تم تسجيل 11 حالة وفاة.وأضافت الوزارة، بأن الوضعية الحالية للوباء تستدعي اليقظة، احترام قواعد النظافة والمسافة الجسدية، بالإضافة إلى الارتداء الإلزامي للقناع، وفي المقابل جددت تأكيدها على أن التلقيح يبقى الوسيلة الانجع لمجابهة الفيروس.

من نفس القسم الوطن