الوطن

مطلوب الاستثمار في "شعبة الحليب" لوقف أزمات الندرة مستقبلا

موازاة مع الأزمة التي تعرفها الأسواق حاليا

عادت للواجهة الفترة الأخيرة أزمة الحليب بأكثر حدة كونها تتعلق هذه المرة بالحليب غير  المدعم وحتى مشتقات الحليب  وهو ما أعاد النقاش حول سبل تطوير شعبة انتاج الحليب الطازج في الجزائر والتخلص من التبعية لاستيراد المادة الأولية.

وتشهد بعض منتجات مشتقات الحليب ندرة لافتة في المحلات التجارية، حيث اختفت علامات من الحليب المعلب والياغورت واللبن والجبن من الأسواق، فيما ارتفعت أسعار أخرى بعدما توقف بعض المنتجون عن إمداد الأسواق بالكميات المعتادة بعد توقف تزويدهم بغبرة الحليب المستوردة بسبب تجميد التراخيص الصحية منذ سبتمبر الماضي، وهو ما تسبب في ندرة متزايدة في الأسواق، ورغم أن الندرة الحالية مؤقتة ومن المتوقع أن تنتهي مع بداية الشهر المقبل بعدما قامت وزارة الفلاحة بمنح الرخص الصحية لاستيراد غبرة الحليب لفائدة جميع المتعاملين بتاريخ 22 ديسمبر الماضي ألا أن هذه الأزمة تعتبر "فرصة" لإعادة النظر في شعبة انتاج الحليب في الجزائر   في ظل المشاكل التي تعرفها خاصة نظام تربية الأبقار الحلوب وكذا نقص موارد الأعلاف، والاختلالات التي تعرفها  بسبب ضعف الاستثمار بها وهو ما جعل هذا القطاع تابع للاستيراد  حيث تستورد الجزائر كميات تصل إلى 17 ألف طن سنويا، من بودرة الحليب الامر الذي يكلفها اعتمادات مالية ضخمة بالعملة الصعبة.

  • ثامني: عجز كبير في الإنتاج يبقي التبعية للاستيراد

وفي هذا الصدد أكد رئيس المجلس الوطني المشترك لشعبة الحليب،عز الدين ثامني أن أزمة الحليب مستمرة بالجزائر على مدار السنة بالنظر لاستمرار تبعية الشعبة للاستيراد غير ان الامر المختلف هذه المرة ان الازمة مست الحليب المعلب ومشتقات الحليب بسبب الإجراءات التي تفرض كل مرة من الوصاية، واعتبر ثامني في تصريح لـ"الرائد" أنه من الضروري تحويل البوصلة من الاستيراد الذي يرهق الخزينة العمومية ويتسبب في الازمات لتطوير شعبة الحليب محليا مشيرا ان المجلس أعد بالتنسيق مع وزارة الفلاحة والتنمية الريفية، خريطة طريق، لأجل تطوير الإنتاج الوطني للحليب يتم العمل عليها  وأوضح ثامني أن الجزائر تعاني من عجز كبير في الإنتاج في شعبة الحليب يقدر تقريبا ب 50 بالمائة ما يتطلب ضرورة تظافر الجهود من اجل رفع التحدي وترقية هذه الشعبة الحيوية لسد حاجيات الاستهلاك المحلي .  وواصل ذات المتحدث يقول أن الجزائر لا تستغل فرص و إمكانيات هذه الشعبة بشكل "جيد وعقلاني" الأمر الذي يدفع دوما الى استمرار استيراد بودرة الحليب  ومداخلاتها لإنتاج هذه المادة  الغذائية و الحيوية معتبرا انه لابد من دراسة وإحصاء كل القدرات و الإمكانيات التي تتمتع بها الجزائر  حتى تكون مرجع لتطوير مردود هذه الشعبة و التخلي تدريجيا عن الاستيراد.  وألح ثامني في السياق ذاته على ضرورة تسهيل عمليات استفادة المستثمرين من العقار لإنجاز مشاريعهم كإنجاز حضائر وتعاونيات متكاملة ومندمجة بغية ترقية إنتاج الحليب، مشيرا أنه ما تعلق بتربية الابقار فأن الجزائر بحاجة لحوالي مليوني بقرة من اجل تحقيق مردود جيد من الحليب الطازج كما تحدث ثامني في السياق ذاته عن جملة من المشاكل والعراقيل، يعيشها مربو الابقار في مقدمتها ارتفاع تكاليف الأعلاف حيث تعدت أسعارها  سقف 4500 دينار للقنطار، بالضافة إلى وتقلّص المساحة الزراعية المخصصة لهذا النشاط وهو مشاكل يشير ثامني وجب النظر فيها للمضي قدما في شعبة الحليب وتطويرها وبالتالي تجنب أزمات الندرة سواء في الحليب المدعم وغير المدعم مستقبلا.

من نفس القسم الوطن