الوطن

"الكماليات" ممنوعة والغلاء يفرض "تباعد إجتماعي"

تسوق الاسر بات يقتصر على الخبز، الحليب المدعم وبعض أصناف الخضروات

دفع الغلاء غير المسبوق الذي تعرفه الأسواق منذ بداية السنة اغلب الجزائريين إلى تغيير عاداتهم الاستهلاكية، عبر الاستغناء عن الكثير من السلع الضرورية والكمالية، حيث بات تسوق الاسر متوسطة الدخل يقتصر على الخبز، الحليب المدعم إن وجد وبعض أصناف الخضروات، فيما سقطت الكماليات من قائمة المشتريات ومعها عادات اجتماعية كانت تعتبر سمة الاسر الجزائرية.

وتعرف الأسعار منذ بداية السنة ارتفاع كبيرا بسبب المضاربة التي باتت منهج عمل المتحكمين في بطون الجزائريين وبسبب موجات الغلاء هذه فقد بدأ سلوك المستهلك الجزائري يتغير في ما يتعلق بأولويات شرائه للمواد الاستهلاكية وحسب العديد من المواطنين ممن تحدثنا معهم فان اغلب مشترياتهم باتت تشمل الضروريات وحتي هذه الضروريات أصبحت تقسم وفق سلم أولويات حيث تحاول اغلب الاسر الاقتصاد من اجل إتمام الشهر فيما تلجأ العديد من الاسر لأسواق الجملة للاستفادة من فرق الأسعار بينما تضطر أسر أخري لـ"الكريدي" من أجل إتمام الشهر. وأكثر من ذلك فقد تحول ارتفاع الأسعار من مسبب لتغير النمط الاستهلاكي للمواطنين إلى مسبب في تغير الحياة الاجتماعية وسلوكيات الناس، فقد بدأت الأسر الجزائرية تنطوي على نفسها وتتخلى عن الكثير من العادات الاجتماعية التي كانت سائدة.

  • سعدي: هكذا يؤثر الغلاء اجتماعيا

وفي هذا الصدد يقول الأستاذ في علم الاجتماع بجامعة الجزائر الهادي سعدي في تصريح لـ"الرائد" ان الغلاء الذي تعرفه الأسواق بشكل دوري يعد سبب في تغير كبير للحياة الاجتماعية للجزائريين التي تأثرت بعوامل أخرى مثل وباء كورونا وأضاف سعدي ان الغلاء بات يحرم الاسر الكبيرة متوسطة الدخل من "التلاقي" وفُرض التباعد الاجتماعي بمفهومه السلبي ليس خوفا من الوباء وانما خوفا من الغلاء مشيرا أن ارتفاع الأسعار أيضا بات يضع الاسر الفقيرة في عزلة حقيقية وهو ما يأثر على تركيبة المجتمع على المدى البعيد في حين ان العديد من المفاهيم تغيرت منها مفاهيم التكافل الاجتماعي حيث بتنا نجد صور اقل للتضامن بين الجيران والعائلات بسبب الغلاء حيث بات الفرد يسير بمنطق "نفسي نفسي" كيف لا وهو لا يستطيع تلبية حاجيات اسره فمبالك بمساعدة الاخرين والمحطين به يضيف ذات المختص.

من نفس القسم الوطن