الوطن

الـ"جي بي أل"... الطاقة الصديقة للبيئة وجيب المواطن!

اقبال كبير من المواطنين على تحويل سياراتهم موازاة مع شكاوي من وقود مغشوش

يشتكي العديد من ملاك السيارات مع بداية السنة من تداول بنزين مغشوش على مستوى عدد من محطات البنزين التابعة للخواص تحديدا، هذا البنزين حسب مستعمليه "يحترق بسرعة" وهو ما ضاعف من تكاليف التزود بهذه المادة لدى معظم الجزائريين ودفع الكثير منهم للإقبال على "الجي بي أل" أو السير غاز هذه الطاقة النظيفة التي تعتبر صديقة للبيئة باتت صديقة أيضا لجيب المواطن.

  • شكاوي من وقود مغشوش "يتبخر" بسرعة!

وحسب ما رصدناه فأن عدد من المواطنين ومع بداية السنة لاحظوا تغيير في تركيبة الوقود المتداولة عبر العديد من المحطات التابعة للخواص على وجه التحديد حيث يشتكي هؤلاء من تداول بنزيف "مخفف" يحترق بسرعة فائقة وينفذ من خزانات السيارات أقل من البنزين المعتاد ، وحسب  استطلاع قمنا به مع عدد من ملاك السيارات فان أغلبهم يُصرون على وجود غش في الوقود، لدرجة أن البعض قام بتسجيل فيديو لعدّاد سيارته للاستدلال على سرعة نفاد الوقود من سيارته. في حين اكد البعض مما تحدثنا معهم ان البنزين المتداول منذ بداية السنة بنزين يتبخر سريعا واستدل اخرون بحادثة احتراق سيارة في سوق مستغانم بسبب تكرار تشغيلها وأيضا حادثة احتراق سيارة في الطريق السريع الرابط بين بن عكنون وزرالدة معتبرين ان سبب احتراق هذه المركبات هو استعملاهم لبنزين سريع الاحتراق وبالتالي هو أيضا سريع النفاذ، من جانب اخر يؤكد العديد من المواطنين أن تكلفة تنقلاتهم المعتادة تضاعفت خلال الفترة الأخيرة فمن كان يكلفه البنزين 1000 دج لتنقلات يومية بات مضطر لتعبئة ما يفوق الـ1500 دج لنفس التنقلات وهو ما حير المواطنين وجعلهم يشتبهون في وجود غش في البنزين على مستوى بعض محطات الوقود.

بالمقابل يطرح مواطنون اخرون فرضية سوء التزود بالبنزين حيث يؤكد هؤلاء انه في غالب الأحيان فأن عملية ملء خزان الوقود تختلف مع اختلاف المناخ، وحسب طريقة استعمال أو مسك آلة الملء في المحطات، فالآلة يجب ألا تضغط عليها حتى لا يتحول البنزين إلى زبد، يعمل على رفع مقياس مستوى البنزين الموجود في خزان السيارة، دون ان تكون كمية البنزين تساوي المبلغ المؤشر عليه في الالة معتبرين أن هذا المشكل يبدأ حتى من شاحنة إفراغ الوقود للمحطة، فيكون أغلب ما تُزوّد به السيارات مجرد "رغوة" خاصة للذين يتزودون بالوقود صباحا، إضافة إلى آلة توزيع الوقود الرقمية فأغلبها تتسبب في تكثيف البنزين لدى دفعه للخزان وهو ما يتسبب في جعله أخف.

  • إقبال على "السير غاز" موازاة مع اقتراب رفع الدعم

بالمقابل وموازاة مع الشكاوي المتكررة من نوعية الوقود الموزعة عبر عدد من محطات البنزين واقتراب رفع الدعم الذي قد يشمل زيادة في أسعار البنزين فان الاقبال الفترة الأخيرة على "السير غاز" تضاعف بشكل كبير حيث تعرف هذه الطاقة هجرة جماعية لأصحاب السيارات الذي باتوا يبحثون عن وقود اكثر امنا واقل تكلفة  وبات السير غاز طاقة صديقة للبيئة وأيضا لجيب المواطن. وخلال جولة قادتنا امس لعدد من محطات تركيب تقنية السير الغاز وقفنا على طوابير لا تنتهي كلها لمواطنون اخذوا مواعيد مسبقة من أجل الحصول على قارورة غاز في سياراتهم تضمن لهم الاقتصاد في تكاليف التزود اليومي بالنزين والتي ارتفعت بشكل كبير وتضمن لهم أيضا إطالة عمر محركات سيارتهم باعتبار ان المختصين يؤكدون ان تقنية السير غاز تعتبر تقنية تطيل عمر محركات السيارات وتقلل من الاعطاب.

  • هؤلاء زبائن السير غاز وهكذا توفر الطاقة أموال الجزائريين

وفي هذا الصدد قال محمد مختاري وهو مسير محطة للتحويل للسير غاز تقع ببلدية بئر توتة ان اكثر زبائن المحطة الفترة الأخيرة هم العمال زيادة لسائقي الأجرة وسائقي "الكلونديستان" وأيضا الشباب الذين يعملون ضمن تطبيقات النقل عبر التاكسي هؤلاء حسب مختاري يعدون زبائن تقليدين ودائمين للمحطات وأشار مختاري أن الفترة الأخيرة تضاعف الإقبال على عمليات التحويل نحو السير غاز مضيفا ان أغلب "المحولين" يبحثون عن الاقتصاد في ميزانية التزود بالوقود مشيرا ان بعض أصحاب السيارات كانوا يستهلكون ميزانية تزيد عن المليوني سنتيم على الوقود شهريا بينما ولدة تركيبهم لـ"جي بي أل" فان الميزانية تنزل لما دون الـ1500 دج وهو فرق كبير إضافة إلى التقنية تعتبر حسب مختاري صديقة للبيئة واقل تلوثا وأيضا تساهم في إطالة عمر محركات السيارات شريطة الالتزام بالصيانة الدورية ,أشار ذات المتحدث ان الاقبال أيضا على السير غاز يتضاعف عادة خلال فصل الشتاء بسبب رغبة أصحاب السيارات تجريب التقنية في ظروف أكثر امانا خلال فصل الشتاء مقارنة بفصل الصيف مضيفا ان محطته وعلى غرار باقي المحطات تعمل خلال هذه الفترة على رفع الطاقة الاستيعابية من أجل تغطية اكبر عدد ممكن من الزبائن مشيرا أن الأسعار المتداولة حاليا تعتبر في متناول الجميع حيث لا تزيد عبر محطات الخواص عن 6 ملايين سنتيم وهي أسعار معقولة حسب ذات المتحدث.

  • "نفطال" مدعوة لرفع وتيرة "التحويل" لهذه الأسباب

بالمقابل فأن تضاعف الإقبال على تحويل الجزائريين لسياراتهم نحو السير غاز يجعل  مؤسسة نفطال المسؤولة عن الملف في إطار مساعي الحكومة التحول نحو الطاقات الصديقة لبيئة مطالبة برفع وتيرة عمل ورشاتها المتخصصة حتي تتمكن من تغطية الطلب المتزايد على هذه التقنية مع العلم انه تم تحديد سابقا برنامج ببلوغ مليون سيارة غاز بحلول سنة 2030 ونصف مليون سيارة سنة 2022 ولكن الرقم تم تجاوزه اليوم بين مجمع نفطال وعدد من المتعاملين الخواص، فعدد مركبات الغاز تجاوز نصف مليون سيارة في وقت قياسي وهذا بفضل وعي الجزائريين بأهمية هذا الخيار وبفضل المجهودات المبذولة من طرف المتعاملين.

  • دعم الدولة لـ"جي بي أل" متواصل وتخفيضات على التركيب لمدة سنة

هذا ويجري حاليا تطبيق برنامج تحويل 150 ألف سيارة إلى غاز البترول الميع-وقود بغلاف مالي قيمته 4.55 مليار دج من طرف الصندوق الوطني للنجاعة الطاقوية والطاقات المتجددة حيث يسمح إسهام الدولة بتخفيض 50 بالمائة من نفقات الأجهزة ووضع مجموعات غاز البترول المميع-وقود المقترحة على 50 ألف سائق سيارة خاصة في إطار هذا البرنامج ووجه هذا الغلاف المالي لـ850 مركز تحويل 50 فرعا تابع لنفطال و800 متعامل خاص مكلفين بتحقيق هذا البرنامج الذي انطلق منذ أشهر ويتم حاليا فوترة أسعار التحويل ما بين 30.000 إلى 35.000 حسب سعة الخزان ونوعية التجهيزات بعد الاستفادة من نسبة 50 بالمائة التي تمنحها الوكالة الوطنية من أجل ترقية وترشيد استعمال الطاقة المكلفة بإنجاز ومتابعة هذا البرنامج غير أن الاشكال يتعلق بالطاقة الاستيعابية للمحطات المعنية بهذا البرنامج فالإقبال الكبير جعل المواعيد تمتد لأربعة اشهر وهو ما جعل المواطنون يطالبون بتوفير محطات اكثر تعمل وفق هذا التخفيضات ضمن هذا البرنامج.

 

من نفس القسم الوطن