الوطن
المدارس تتحدّي "الرابعة" ..
9 ملايين تلميذ ومليون مؤطر يبدؤون الفصل الثاني في ظل وضع وبائي مقلق
- بقلم سارة زموش
- نشر في 02 جانفي 2022
- خياطي: لا خوف على المتمدرسين من "المتحورات" وتلقيحهم غير مجدي حاليا
- خالد احمد: نراهن على إنجاح الحملة الثالثة للتلقيح لحماية أبنائنا والأساتذة
- بوديبة: نطالب بتوفير كل الوسائل لتطبيق صارم للبرتوكولات الصحية
يعود اليوم حوالي 9 ملايين تلميذ لمقاعد الدراسة لمباشرة الفصل الدراسي الثاني في ظل وضع وبائي مقلق تعيشه الجزائر مع دخول الموجة الرابعة رسميا، هذه الموجة يتخوف ان تزداد خطورتها وشدتها مع العودة للدراسة وهو ما دفع السلطات الصحية في البلاد وحتى الخبراء والمختصين لدق جرس الإنذار داعيين القائمين على قطاع التربية لضرورة التقيد بالبرتوكولات الصحية والاقبال على التلقيح هذا الأخير يبقي الوسيلة الوحيدة لإنهاء الموسم الدراسي الحالي دون "كوارث صحية" في القطاع.
- عودة لمقاعد الدراسة محفوفة بمخاطر الوباء
ويأتي عودة التلاميذ لمقاعد الدراسة اليوم بعد عطلة استثنائية منحت لهم بصفة استعجالية في وقت تعيش فيه الجزائر وضع وبائي مقلق أين تعرف مستوى الإصابات بوباء كورونا هذه الأيام ارتفاعا متزايدا حيث وصلت نهاية الأسبوع أعداد الإصابات لعتبة الـ400 إصابة يومية مع استمرار تسجيل حالات للإصابة بمتحور "أوميكرون" الذي يعتبر أكثر سرعة في التفشي والانتشار وما يزيد من المخاوف من العودة لمقاعد الدراسة في ظل هذا الوضع أن الموسم الحالي يعتبر موسم الامراض بالنسبة للفئة العمرية التي تتراوح بين 6 إلى 16 سنة حيث تكثر الامراض التنفسية على وجه الخصوص بين الأطفال والمتمدرسين وتنتقل عدوى هذه الامراض خاصة في الأقسام المغلقة وهو ما يرفع من درجة الخطورة أذا تعلق الامر بوباء بات من الصعب التفريق بينه وباقي باقي الامراض التنفسية الأخرى.
- مخاوف من تحول المدارس لبؤر انتشار للكورونا
بالمقابل فأن الوضع الذي عاشته عدد من المدارس عبر الوطن قبل عطلة فصل الشتاء تعزز أيضا من مخاوف تفشي وباء كورونا في الوسط المدرسي بعد العودة من العطلة حيث كان هناك أنباء عن انتشار كبير للفيروس في عدد من المدارس قبل العطلة وتسجيل حالات إصابة في أوساط التلاميذ والأساتذة في عديد ولايات الوطن حيث أكدت وزارة التربية أنداك أن إصابات بفيروس "كوفيد -19" مست تلاميذ المراحل التعليمية الثلاث وكذا أساتذة وأسلاك التأطير، في عدة ولايات من الوطن ما أدى إلى تعليق الدراسة في بعض منها ودفع الوزارة للإعلان عن عطلة مسبقة امتدت 21 يوم كاملة وبما أن المعطيات الوبائية لفيروس كورونا في الجزائر قد ازداد خطورة الفترة الأخيرة وارتفعت عدد الإصابات بشكل كبير في فترة العطلة المدرسية فأن الخطر كبير وحقيقي مع العودة لمقاعد الدراسية حيث يتخوف أن تتحول عدد من المدارس لبؤر لتفشي الوباء خاصة وأن عدد من المدارس سجلت تراخي في التقيد بالبرتوكول الصحي المفروض وهو ما يجب أن يصحح لنتجنب كارثة صحية في قطاع التربية قد يجعل الموجة الرابعة هي الأشد عنفا على الإطلاق.
- خياطي: لا خوف على المتمدرسين من "المتحورات" وتلقيحهم غير مجدي حاليا
وعن مخاطر فيروس كورونا ومتحور دلتا المهيمن في الجزائر و"اميكرون" المستجد على شريحة الأطفال في سن التمدرس قال أمس البروفيسور والمختص في طب الأطفال الدكتور مصطفي خياطي أن إصابة الأطفال بفيروس كورونا ومتحور "دلتا" على وجه الخصوص أمر مثبت معتبرا ان الأكثر خطورة هو نقل شريحة الأطفال للفيروس بين الفئات العمرية الأكبر وخاصة الفئات الهشة من كبار السن وأصحاب الامراض المزمنة معتبرا أن العودة لمقاعد الدراسة رغم ما تحمله من مخاطر بشان تعقيد الوضعية الوبائية أكثر إلا أن الأليات لعودة مدرسية امنة تبقي موجودة وتتمثل حسب خياطي في البرتوكولات الصحية التي يجب ان تطبق وتحترم في الأوساط المدرسية مراهنا على وعي الاولياء لتلقين أبنائهم وتذكيرهم بتدابير التباعد وارتداء الكمامات بشكل صحيح وأيضا غسل وتعقيم الأيدي بانتظام حيث قال خياطي أن هذه التدابير تبقي كافية لغاية الان، من جانب اخر أكد خياطي بشأن تلقيح الأطفال أنه لا يمكن الانتقال حاليا إلى تلقيح فئة الأطفال ضد فيروس كورونا، في ظل عدم بلوغ أكبر عدد من الأشخاص المستهدفين، وهم فئة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة مشيرا ان التحول لفئة الأطفال التي تبقى بمنأى عن الإصابة ممكن عند بلوغ نسبة تلقيح 70 بالمائة في الأوساط المستهدفة وهو مل لم نصل له لغاية الان.
- خالد احمد: نراهن على إنجاح الحملة الثالثة للتلقيح لحماية أبنائنا والأساتذة
هذا وتبرز مخاوف حقيقية لأولياء التلاميذ لإصابة أبنائهم بالوباء موازاة مع العودة لمقاعد الدراسة حيث صرح رئيس الفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد أن الوضع الوبائي موازاة مع العودة من العطلة مقلق معتبرا في حديث مع "الرائد" ان المدارس تبقي تهدد بتفشي اكبر للوباء بين الجزائريين، وفي هذا الصدد طالب أحمد بضرورة وضع "خطة عمل" واستراتيجية جماعية، لحماية الوسط المدرسي من وباء خاصة في ظل ارتفاع حالات الإصابة المؤكدة في الآونة الأخيرة ملحا على ضرورة أن يتلقى الأساتذة وجميع منتسبي القطاع التلقيح ضد وباء كورونا لوقف أي احتمالية تفشي وثمن ذات المتحدث في الوقت ذاته مساعي السلطات الصحية رفع نسبة التلقيح في هذا القطاع على وجه الخصوص والذي يضم حوالي مليون "منتسب" مشددا على ضرورة إنجاح حملة التلقيح الثالثة التي تنطلق اليوم عبر كافة المدارس، واعتبر احمد في ذات السياق أن الحديث عن تلقيح التلاميذ امر مستبعد في وقت يعزف فيه الأساتذة عن هذه العملية.
- بوديبة: نطالب بتوفير كل الوسائل لتطبيق صارم للبرتوكولات الصحية
من جهته ابدى الناطق باسم نقابة المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية "كناباست"، مسعود بوديبة تخوفه من العودة لمقاعد الدراسة بعد العطلة في ظل الوضعية الوبائية الحالية مشيرا ان هذه العودة يجب ان تكون في ظل تطبيق صارم للبرتوكولات الصحية من اجل حماية الأساتذة وعائلاتهم وكذا التلاميذ وأوليائهم، ودعا بوديبة وزارة التربية لتوفير كافة وسائل الوقاية على مستوى المدارس بما فيها مواد التعقيم والكمامات داعيا الأساتذة أيضا للعمل والوقوف على تطبيق صارم للتلاميذ لتدابير الوقائية والتباعد حتى لا تكون المدارس سبب في تفشي الوباء أكثر بين الجزائريين، و قال بودية في ذات السياق أن الموجة الحالية تعتبر فترة حساسة يجب تسييرها بحكمة من طرف المسؤولين على القطاع معتبرا انه من الضروري التدخل وغلق أي مدرسة يشبته تفشي الوباء فيها، من جانب اخر وفيما يتعلق بعملية التلقيح أعترف بوديبة بتسجيل عزوف في الوسط التربوي مشيرا أن عملية التلقيح وسط الأساتذة، تسير ببطء كبير، رغم العمليات التحسيسية و وثمن بوديبة اطلاق الحملة الثالثة من التلقيح في الوسط المدرسي داعيا الأساتذة لتلقيح أنفسهم حماية لهم ولأسرهم وللوسط التربوي ككل.
- مفتشو التربية في مهمة إنجاح "الحملة الثالثة" لكبح "الرابعة"
وفي السياق ذاته تباشر وزارة التربية الوطنية اليوم حملة تلقيح وطنية ممتدة ما بين 2 جانفي وإلى غاية 12 جانفي، وبذلك تكون ثالث حملة تلقيح في القطاع. وأوضحت وزارة التربية في مذكرة لها، أن الحملة تأتي بالتعاون مع وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بعد تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات بفيروس كورونا. ودعت وزارة التربية الوطنية، مفتشي التربية للانخراط في الحملة والمساهمة في إنجاحها بالتنسيق مع مديريات التربية، وتحسيس الأساتذة والموظفين الذين يشرفون عليهم بضرورة التلقيح لتحقيق المناعة الجماعية في الوسط المدرسي. وكذا المساهمة في متابعة حملة التلقيح و العمل على إنجاحها بالتنسيق مع هيئة التفتيش بالولاية. ولإنجاح هذه العملية تقرر تجنيد فرق طبية متخصصة ستتنقل إلى المؤسسات التربوية لتقريب التلقيح من مستخدمي التربية لتفادي تنقلهم إلى العيادات المجاورة و المراكز الاستشفائية حيث أعطيت أوامر لمفتشي التربية من اجل التقرب من كافة المستخدمين مع الحرص على إقناعهم بأهمية تلقي التطعيم لأنه يبقى الحل الأنسب والأفضل لكبح انتشار الوباء وتعزيز الوقاية في الوسط المدرسي لأجل حماية قرابة 9 ملايين تلميذ.
- العزوف عن التلقيح قد يقودنا نحو "الإجبارية"
هذا وتطرح عدة مصادر أمكانية اللجوء نحو إجبارية التلقيح في عدد من القطاعات منها قطاع التربية في حال استمرار تسجيل عزوف عن التلقيح وتستند هذه المصادر إلى المخاطر التي تشكلها عدد من القطاعات منها قطاع التربية والتعليم العالي على الوضعية الوبائية وتهديد هذه القطاعات بنشر الوباء اكثر بين الجزائريين في حال استمر الغالبية العظمى من عمالها دون تلقيح وفي وقت يساند فيه عدد من الشركاء الاجتماعيين هذا الطرح ويدعون لفرض اجبارية التلقيح على عمال هذه القطاعات هناك رفض من جهات أخرى تري أن ضرورة التحسيس بأهمية التلقيح تبقي الاولوية حاليا دون التوجه للإجبارية.