الوطن

الماء يجف عن حنفيات الجزائريين بعد 20 سنة من التزود اليومي

الأزمة تفاقمت خلال الصائفة لتخف مع نهاية السنة

عاش الجزائريون خلال السنة المنقضية معاناة حقيقية للتزود بالمياه فبعد 20 سنة من التزود اليومي بهذه المادة الحيوية عادت الحنفيات لتجف وعادت معها المعاناة مع "الدلاء" والصهاريج تحت شعار "جاء الماء نوض تعمّر".

وتحولت أزمة المياه، التي شهدتها مختلف الولايات خلال صائفة 2021 لأمر واقع وجب التعايش معه حيث فرض على  بلديات العاصمة، برنامج توزيع تناوبي  وهو البرنامج الذي جاء في إطار ترشيد استغلال هذه المادة الحيوية نتيجة الانخفاض الكبير في منسوب مياه السدود التي تزود مختلف المناطق بالمياه غير ان هذا البرنامج لم يحترم في البداية وهو ما حول ازمة المياه لموضوع احتجاج شعبي اين عرفت العديد من الولايات والبلديات في العاصمة خلال  صائفة 2021 خروج الجزائريين للشارع للمطالبة باحترام حقهم في "الماء الشروب"، حملت مسؤولية هذه الأزمة للجفاف والتغيرات المناخية التي تعرفها الجزائر وأيضا لسوء التسيير وتجميد مشاريع القطاع منذ 7 سنوات بسبب “التقشّف” نتيجة انخفاض أسعار النفط وأيضا توحل السدود التي تحتاج إلى صيانة دورية وعدم استغلال المياه الجوفية بالصحراء الجزائرية وهو ما أطاح بوزير القطاع السابق والملاحظ فيما يتعلق بأزمة المياه أن  هذه الأخيرة قد غيرت من يوميات الجزائريين الذين بدأوا في الأخير يتكيفون مع الوضع لنشهد انتعاشا غير مسبوق في تجار الدلاء والصهاريج واقبالا منقطع النظير على مياه الينابيع، بالمقابل دفعت هذه الأخيرة المسؤولين في الحكومة وبالتحديد قطاع الموارد المائية للتحرك حيث تم اطلاق مشاريع عديدة لإنهاء ازمة المياه سواء بالعاصمة أو عبر الولايات الأخرى  ويتعلق الأمر بمشروع انجاز محطة لتحلية مياه البحر بسعة قدرها 60000 متر مكعب يوميا ببلدية المرسى التي من المنتظر أن تستلم على مراحل انطلاقا من نهاية السنة الجارية حيث ستساهم المحطة في رفع وتعزيز قدرات توزيع ماء الشرب لفائدة سكان العاصمة، أما المحطة الأخرى فيتعلق الأمر بتلك التي اختير موقعها ببلدية عين البنيان تحمل طاقة بسعة قدرها 10000 متر مكعب يوميا فيما تعتبر  محطة تحلية مياه البحر بشاطئ النخيل في بلدية سطاوالي التي تعتبر أولى المشاريع التي دخلت حيز الخدمة بعدما عرفت عملية توسعة،  لتصل سعتها الإجمالية 75000 متر مكعب يوميا في انتظار تزويد المنطقة الغربية للعاصمة بمحطة أخرى بزرالدة بسعة قدرها 10000 متر مكعب يوميا، وزيادة على هذه المشاريع فان التفاؤل بشأن انفراج قريب لأزمة المياه قائم بالنظر للتساقطات المطرية المعتبرة والتي سجلت شهري أكتوبر ونوفمبر 2021 بالعديد من الولايات هذه التساقطات ساهمت بشكل كبير في رفع منسوب السدود وهو ما ينبئ بصيف أقل أزمة خلال 2022.

من نفس القسم الوطن