الوطن

الجيش.. صمّام الأمان ورادع التهديدات

الوضع الإقليمي المتأزم وحروب الجيل الجديد أبرز تحدياته في 2021

عزّز الجيش الوطني الشعبي خلال 2021، مكانته كدرع قوي للبلاد، لردع أي تهديدات أو محاولات بائسة لزعزعة أمن وسلامة وسيادة الجزائر، وسندا قويا للشعب الذي لطالما اعتبره "عمقه الاستراتيجي وزاده البشري الذي لا ينضب"، فلقد وقف سدا منيعا أمام مختلف الحملات الإعلامية المضللة التي تبنتها أطراف تعرف بعدائها للجزائر، كما وضع حفظ هيبة الجزائر إقليميا ودوليا أبرز مهمة يسعى إلى تأديتها، ويواصل نشاطاته العملية للقضاء على بقايا الإرهاب ووضع حد للجماعات الإجرامية.

الجيش ..جدار صد ضد حروب الجيل الجديد

 أكدت الجزائر خلال 2021 عزمها على التصدي للحرب الإعلامية والحملات المغرضة الرامية إلى زعزعة أمنها، فقد شدد رئيس الجمهورية على تسخير وسائل تقنية جد متطورة لمعالجة الجرائم السيبرانية عبر كامل التراب الوطني، متوعدا كل من تخول له نفسه المساس بالوحدة والوطنية وباستقرار البلاد، وأعلن الرئيس دعمه المطلق للجيش الوطني الشعبي الذي قال إنه "حامي اللحمة الوطنية" و"العمود الفقري للدولة الجزائرية" و"الضامن الدستوري" لوحدة وسيادة البلاد، استنادا إلى بيان أول نوفمبر، وأضاف أن استهداف الجيش الوطني الشعبي هو أمر "مقصود"، لكونه "جيشا قويا يحمي الحدود الشاسعة للجزائر".

وبدوره يقف الجيش الوطني الشعبي شدا منيعا أمام حروب الجيل الجديد، فقد نظمت وزارة الدفاع الوطني عديد الملتقيات غي هذا الشأن أكدت من خلالها استعداد الجزائر للتصدي لهذه الحملات، ولقد أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق شنقريحة، أن "كل محاولات ضرب اللحمة الوطنية قد باءت بالفشل الذريع وانقلبت على أصحابها، وأن التلاحم القوي بين أفراد الأمة هي أقوى صفعة توجه للحالمين بالمساس بالوحدة الوطنية"، مؤكدا أن "هذا الانتماء الذي أصبح هدفا للتشكيك والتشويه من أطراف خارجية حاقدة، تحاول عبثا نفي اللحمة الوطنية بين الجزائريين، كأمة واحدة موحدة، ضاربة في أعماق التاريخ"، إلا أن هذه "المحاولات البائسة  واليائسة، انقلبت على أصحابها، لأنها لم تزد الجزائريين إلا تلاحما فيما بينهم، وإدراكا لمخططات الأعداء الحقيقيين للوطن، الذين يتخذون من التضليل الفكري والإعلامي وسيلة للوصول إلى أهدافهم الهدامة، فهذا التلاحم القوي بين أفراد الأمة الواحدة عند المحن والأزمات، هو أقوى صفعة يمكن أن توجه للعابثين الذين يحلمون بضرب الوحدة الوطنية للجزائر".

نشاطات مكثفة رغم زحف " كورونا"

 لم يعرقل الوضع الصحي المتأزم نتيجة نفشي وباء "كوفيد-19"، نشاطات الجيش الوطني الشعبي خلال السنة الماضية حيث واصل نشاطه العملياتي والتحضير القتالي للقوات المسلحة والعمل على عدة جبهات، ودون هوادة، سواء فيما تعلق بالقضاء على فلول الإرهاب أو محاربة التهريب والجريمة المنظمة، حيث يواصل الجيش الوطني الشعبي العمل بكل جدية وإصرار ودون هوادة، للرقي بمستوى التحضير القتالي لكافة مكوناته ووحداته عبر التراب الوطني، بما في ذلك تلك المتواجدة على حدودنا، كما يخضع ضمان الجاهزية الدائمة للقوات المسلحة الجزائرية، لمقاربة شاملة ومتكاملة وضعتها القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي.

 وفي هذا الشأن قام أفراد الجيش الوطني الشعبي خلال السنة الماضية، بتحييد عدد من الإرهابيين كما استرجعوا أسلحة وذخيرة كانت موجهة أساسا لضرب استقرار بلادنا، إلى جانب استرجاع أموال كانت قد قدمت فدية لإرهابيين، كما أحبطت عديد المحاولات لإدخال كميات معتبرة من المخدرات عبر الحدود الغربية للبلاد، تمثلت في أطنان من السموم.

 حنكة واحترافية في مواجهة تكالب المخزن

 تعامل الجيش الوطني الشعبي بحنكة واحترافية عاليتين، مع التكالب المفضوح للمغرب، والذي واجهته بلادنا بصبر وبأقصى درجات ضبط النفس، محترمة مبدأ حسن الجوار الذي تتعامل وفقه مع محيطها المباشر، عير أن المخزن لم يتوقف عن إطلاق أعماله العدائية ضد الجزائر وحملات التشويه والتفرقة، على غرار سعيه  لإغراق بلادنا بالمخدرات والجوسسة والدعاية الهدامة والتصريحات المناوئة الصادرة عن رسميين مغاربة وكذا السماح للصهاينة بإطلاق تهديدات ضد بلادنا من التراب المغربي، وهي السياسة التي ينتهجها المغرب على خلفية تمسك الجزائر المبدئي والراسخ بضرورة إيجاد حل عادل للقضية الصحراوية.

ولطالما اعتبرت مؤسسة الجيش الهجمات العدائية ضد الجزائر، تأكيد على أن الجزائر تملك مكامن القوة وأنها فعلا قوة ضاربة بمبادئها  الراسخة ومواقفها الثابتة وقراراتها السيادية وشعبها الأبي وجيشها العتيد، ما جعلها تؤرق مضاجع المخزن وتدخل الرعب واليأس في نفوس الخونة.

 الجيش يقدم 25 شهيدا في حرائق تيزي وزو وبجاية

 ولعل أبرز حدث عاشته بلادنا خلال السنة الماضية الحرائق المفتعلة التي شهدتها ولايتا تيزي وزو وبجاية وخلفت عددا كبيرا من الضحايا، وكان للجيش الوطني الشعبي دور أساسي في نجاح عملية إخماد الحرائق، كلف المؤسسة استشهاد 25 عسكريا، حيث سخر الجيش كافة الوسائل المادية والبشرية، منذ الساعات الأولى لاندلاع الحرائق، بتدخل أعوان الحماية المدنية ومفارز للجيش الوطني الشعبي، خاصة بمنطقة إيشلاظن، بين بلديتي عين الحمام والأربعاء نات-إيراثن بولاية تيزي وزو، وكذا في ولاية بجاية بمنطقة تالة حمدون، حيث سجلت على إثرها وزارة الدفاع الوطني، وفاة ثمانية عشرة  عسكريا تابعين لمفرزة من الكتيبة 57 مشاة خفيفة، المتواجدة بمنطقة إيشلاظن، إضافة إلى إصابة ستة  عسكريين بحروق متفاوتة الخطورة، كما استشهد سبعة عسكريين آخرين متأثرين بجروحهم، بالإضافة إلى إصابة أربعة بحروق بليغة وأربعة آخرين بحروق خفيفة، تابعين للكتيبة الرابعة للمشاة المستقلة، المتواجدة بتالة حمدون، بولاية بجاية، بالناحية العسكرية الخامسة، والتي تمكنت بتدخلها من إنقاذ مائة وعشرة مواطنا بين نساء ورجال وأطفال من ألسنة النيران.

من نفس القسم الوطن