اقتصاد

التجارة الالكترونية في قبضة تجار "محتالين" وزبائن "مافيا"؟!

ثغرات قانونية تفتح المجال أمام ممارسات غير شرعية

تضاعف إقبال الجزائريين الأشهر الأخيرة على التسوق الإلكتروني موازاة مع استمرار الأزمة الصحية غير أن تجارب أغلب زبائن الأسواق الافتراضية في الشراء "أون لين" ليست كلها ناجحة  بسبب "غش" و"احتيال" يمارسه بعض التجار الالكترونيين خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في حين يشتكي التجار الإلكترونيين من جهتهم من تهديدات بات تحدق بهم من طرف متسوقين وهميين يتخذون من التسوق الالكتروني حجة للسرقة والنصب على هؤلاء التجار وهو ما يستدعى تدخل من الجهات الوصية لضبط هذا المجال بصفة أكبر.

ولم تكن تجارب أغلب الجزائريين ناجحة مع التسوق الالكتروني الذي فرض نفسه خلال الأزمة الصحية حيث تتلقى جمعيات حماية المستهلك الاف الشكاوى عن غش واحتيال يتعرض له زبائن هذه الأسواق الافتراضية ويستغل الكثير من الباعة استمرار اقبال الجزائريين على التسوق الالكتروني الذي لقى رواجا كبيرا خلال بداية الازمة الصحية لتمرير سلع كاسدة وبيعها بطرق ملتوية قصد التخلص منها، وتحقيق مداخيل إضافية.

  • هذه أبرز شكاوي المتسوقين "أون لين" في الجزائر

وترتكز أغلب شكاوى الجزائريين ممن جربوا التسوّق الالكتروني  حسب ما رصدناه لدى جمعيات حماية المستهلك حول عدم احترام مواعيد التسليم  حيث يضطر بعض الزبائن للانتظار ازيد من أسبوع واحيانا اكثر لتسلّم البضاعة، كما أن مواصفات البضاعة قد تتغير أيضا ولا يلتزم التاجر بتلك التي يعرضها في موقع البيع. بالمقابل فأن التجاوزات تكثر فيما يتعلق بسوق الأجهزة الكهرومنزلية والإلكترونية فالكثير من الزبائن الذين يتسوّقون "أون لين" يشتكون من تسليم بعض الماكينات والأجهزة عن طريق  أشخاص غير مختصين وقد يكون غير الشخص المكلف ببيعها، مما يوقع البعض في مشكلة جهل أو سوء استعمالها. وبسبب افتقاد الأسواق الافتراضية للكثير من المعايير والقوانين التي تلزم التجار باحترام رغبات وطلبيات الزبائن، فالكثير من الأجهزة تباع دون ضمانات، كما أنّ الفواتير تبعث عبر مواقع التواصل الاجتماعي أحيانا من قبل أشخاص غير مسؤولين عن السلعة التي تباع إلكترونيا. من جهتهم فان تجار الألبسة يتورطون في العديد من التجاوزات اذا تعلق الامر بالبيع الالكتروني حيث يشتي الزبائن من  غلاء الأسعار أولا وكذا استلام بضاعة فيها عيوب واحيانا غير صالحة للاستعمال كما يشتكون من الفرق الكبير الذي يجدونه ما بين البضاعة المعروضة عبر المواقع والمنتوج النهائي الذي يستلمونه.

  • تجار الكترونيين ضحية للاعتداءات والسرقة!

من جهتهم يشتكي التجار الإلكترونيين من مشاكل بالجملة تعترض ممارستهم لهذا النشاط الذي يلقى رواجا هذه الفترة موازاة مع مساعي من الوزارة الوصية وحتى السلطات العليا في البلاد لدفع وتطوير التجارة الالكترونية وحسب ما رصدناه عند عدد من الناشطين في مجال تسويق المنتجات اون لين فأن العديد من منهم تعرض مرة او اكثر للسرقة من طرف "عصابات" وتجار وهميون يجرون طلبات أون لين ويستدرجون التجار والموزعين بغرض السرقة والاعتداء وهو ما حدث مع العديد من التجار الأشهر الأخيرة ، كما يشتكي الباعة اون لين وايضا موزعون لمواقع بيع الكترونية معتمدة ومعروفة بالجزائر من ممارسات احتيالية من طرف بعض الزبائن الذين يطلبون السلعة "اون لين" ثم يرفضون شراءها باعتبار ان الدفع في البيع الالكتروني في الجزائر لا يزال تقليدي ثم يرفض أيضا هؤلاء الزبان دفع ثمن التوصيل وهو ما يكبد الباعة خسائر بالجملة.

  • دعوة لوضع أسس "تنظيمية" لحماية تجار وزبائن "التجارة الإلكترونية"

ومن خلال الشكاوي المتكررة من زبائن المواقع الالكترونية وأيضا التجار عن بعد فأن الحاجة تبرز لضرورة وضع أسس تنظيمه  لتطوير التجارة الالكترونية  حيث يشير متداخلون في هذا المجال أن التسويق الإلكتروني  لا يزال مرتبط بثغرات قانونية، عززت الاحتيال سواء من طرف التجار وأحيانا الزبائن وهو ما يبقي عائق فالجزائريون الذين تعرضوا قبلا  لنوع من الاحتيال لن يعيدوا تجربة التسوق الالكتروني وهو ما يدعل تطور هذه المعاملات بطيء في الجزائر.

من نفس القسم اقتصاد