الوطن
أسواق السيارات تترقب؟!
ركود حاد وتوقف شبه تام لعمليات البيع والشراء
- بقلم سارة زموش
- نشر في 21 ديسمبر 2021
تعرف أسواق السيارات المستعملة مع نهاية السنة حالة من الترقب حيث خيم ركود تام على هذه الأخيرة وتوقفت معاملات البيع والشراء بصفة شبه كلية أين فضّل أغلب الجزائريين حاليا الامتناع عن اقتناء سيارة بسبب الأسعار المتداولة والتي تفوق القيمة الحقيقية للسيارات المسوقة أربعة اضاعف وايضا صعوبة التكهن بما ستكون عليه الأسعار خلال سنة 2022 والتي ستكون سنة الانفراجة في سوق السيارات الجديدة وهو ما سينعكس حتما على أسواق السيارات المستعملة.
- أسواق غابت عنها الحركية و"الاستيراد" يجمد معاملات البيع والشراء!
ودائما ما تعرف أسواق السيارات المستعملة خلال نهاية السنة نوع من الركود غير ان ما تعيشه حاليا يعتبر وضع استثنائي حيث خيم الترقب على هذه الأخيرة، فأشهر الأسواق بولايات وسط وحتى غرب البلاد غابت عنها الحركية الأسابيع الأخيرة وبات زوارها يعدون على الأصابع واغلبهم من السماسرة الذي يحاولون في كل مرة "جس نبض" السوق فقط، وحسب عارفين بأسواق السيارات المستعلمة فان هذه الفترة تحديدا تعد فترة ركود غير ان قرب الافراج عن دفتر الشروط المعدل لاستيراد السيارات وإعلان المسؤولين عن الملف سنة 2022 سنة الانفراجة في سوق السيارات الجديدة ومباشرة الاستيراد رسميا خلال الثلاثي الأول من السنة المقبلة جعل الجزائريين الراغبين في اقتناء سيارة مستعملة وحتى السماسرة الناشطين في هذه الأسواق يتريثون ويترقبون خاصة وأن الأسعار المتداولة في هذه الأخيرة لا تشجع على "الشراء" بل بالعكس فان هذه الأسعار تعتبر ثلاثة أو أربعة اضاعف القيمة الحقيقية للسيارات المسوقة في السوق المستعملة، وهو ما يعني ان اقتناء سيارة في الوقت الحالي مع صعوبة التكهن بما ستكون عليه الأسعار الفترة المقبلة يعتبر صفقة خاسرة بكل المقاييس.
- الركود لم يمنع الأسعار من الارتفاع نهاية السنة
بالمقابل ورغم حالة الركود وغياب معاملات البيع والشراء عن أسواق السيارات المستعملة سواء الأسواق الأسبوعية او حتى الافتراضية فان الأسعار لم تنخفض بل بالعكس تعرف هذه الأخيرة ارتفاعا كبيرا، و خلال اطلالة لنا على اشهر المواقع التي تعرض إعلانات بيع السيارات وقفنا على مزيد من الارتفاع في أسعار السيارات المستعملة سجل هذه الأيام يتراوح بين 10 و15 مليون سنتيم و حسب الإعلانات المعروضة فقد وصل سعر سيارة "رونو سامبول" ذات لوحة ترقيم بسنة 2014 حدود الـ160 مليون سنتيم في حين تراوحت أسعار سيارة "بوجو 307" ذات لوحة ترقيم بسنة 2016 حدود الـ170 مليون سنتيم وبلع سعر سيارة "سيات ايبيزا" ذات لوحة ترقيم 2013 ما بين 160 و180 مليون سنتيم حسب حالة السيارة و المزايا التي فيها، من جانب اخر و فيما يتعلق بالعلامات الآسيوية فقد وصلت أسعار سيارة "كيا بيكانتو" ذات لوحة ترقيم بسنة 2015 حدود الـ175 مليون سنتيم في حين تراوحت أسعار سيارة "أي 10" ذات لوحة ترقيم بسنة 2014 ما بين 130 و145 مليون سنتيم و قد ارتفعت حتي أسعار السيارات الصغيرة على غرار سيارة "التو" التي وصلت سعر السيارات ذات لوحة ترقيم 2014 الى حدود الـ98 مليون سنتيم شانها شان سيارة "كيو كيو" و التي تراوح سعرها ما بين 55 و65 مليون سنتيم للسيارات ذات لوحة ترقيم بسنة 2015 هذا وقد بلغت أسعار سيارة "ماروتي" بلوحة ترقيم لسنة 2012 حدود الـ50 مليون سنتيم، ويتضح من خلال الأسعار المتداولة عبر هذه الإعلانات ان هناك نية من طرف أصحاب السيارات أو حتى السماسرة المتحكمين في الأسواق الافتراضية رفع الأسعار لحدود قياسية قبيل الافراج عن رخص استيراد السيارات الجديدة خوفا من تأثير بدء عمليات الاستيراد على سوق السيارات المستعملة وحديث عن إمكانية انهيار أسعار هذه الأخيرة ان تم تسجيل وفرة عرض في السيارات الجديدة.
- هذه السيناريوهات المطروحة بشان مستقبل الأسعار
من جانب اخر فان غموض كبير يكتنف مستقبل سوق السيارات المستعملة بالجزائر بعد بدء وكلاء السيارات في استيراد السيارات السياحية الجديدة بداية السنة المقبلة مع اقتراب صدور دفتر الشروط المعدل، و وتطرح حاليا العديد من السيناريوهات بشان توقعات الأسعار الفترة المقبلة ومن بين هذه السيناريوهات هي ان تعرف أسعار السيارات سواء الجديدة و المستعملة انخفاضا في الأسعار بسبب انتهاء ازمة الندرة الموجودة حاليا في السيارات الجديدة و هو ما سيهوي بأسعار السيارات المستعملة بشكل تلقائي في حين هناك سيناريو اخر يتوقع ان يستمر الارتفاع الموجود كون ان ارتفاع الأسعار مرتبط بالعرض و الطلب و أيضا مرتبط بقيمة العملة الوطنية و التي تعرف تدهورا كبيرا ما سيجعل أسعار السيارات الجديدة و عند استيرادها مرتفعة و بالتالي فان ذلك سيبقي أسعار السيارات المستعملة مرتفعة بسبب ارتباط السوقيين بعضهما البعض في حين هناك سيناريو وسط يرجح ان يكون هو الأقرب يشير الى انخفاض في أسعار السيارات لكن ليس بالمستوى الذي يظنه البعض حيث من المتوقع ان يكون الانخفاض ما بين 15 الى 25 مليون سنتيم في السيارة الواحدة سواء الجديدة او المستعملة فيما سيمس الانخفاض السيارات الصينية و الأسيوية بدرجة أولى فيما ستبقى أسعار السيارات الألمانية و الفرنسية مرتفعة نوعا ما.