الوطن
تواصل الجهود لفك العزلة وتحسين الإطار المعيشي بمناطق الظل
" الرائد" تفتح الملف والعينة بلديات دائرة المنصورة بولاية تلمسان
- بقلم ف م
- نشر في 19 ديسمبر 2021
تتواصل المساعي الحثيثة للسلطات العليا للبلاد الرامية إلى تجسيد مشاريع تنموية بمناطق الظل، لفك العزلة ورفع الغبن وتحسين المستوى المعيشي لقاطنيها، عبر رصد أغلفة مالية هامة، وفق استراتيجية تنموية متعددة الأبعاد.
اتجهت أعين السلطات العليا للبلاد في الآونة الأخيرة لمناطق الظل، التي تم تعدادها، مشددة على المسؤولين المحليين ضرورة ايلائها أهمية بالغة والتعامل مع ملفها بحزم والسهر على ترقيتها، خاصة وأن ساكنة هذه المناطق يعيش سكانها أوضاعا مزرية وصعبة.
مناطق الظل أولوية قصوى...
كشف رئيس دائرة المنصورة بولاية تلمسان إبراهيم مباركي في حديثه لجريدة الرائد، بأن جهود التنمية على مستوى كل أرجاء الدائرة متواصلة، غير أن الأولوية في الوقت الراهن تلبية احتياجات ساكنة مناطق الظل الـ 17، التي جرى عدها على مستوى البلديات الأربع للدائرة.
وأشار ابراهيم مباركي، بأن دائرة المنصورة ذات ال 80 ألف نسمة، تسارع الزمن لاستدراك النقائص المسجلة بمناطق الظل المتواجدة ببلدياتها الأربع، المنصورة، تيرني بني هديل، عين غرابة وكذا بني مستار.
وأكد بأن العمليات تهدف لتحسين ظروف العيش للقاطنين بمناطق الظل، من خلال تسجيل وتجسيد عمليات في مجالات الربط بشبكات الماء الشروب، الصرف الصحي، الغاز الطبيعي والكهرباء، بالإضافة إلى فتح المسالك الريفية وإنجاز قاعات للعلاج وتشيد المدارس الابتدائية ومنح مقررات الإعانات الموجهة للبناء الريفي.
ويتصدر ملف تنمية مناطق الظل أولويات السلطات المحلية بدائرة المنصورة، تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي شدد منذ اعتلائه سدة الحكم على أن بناء الجزائر الجديدة لا يمكن أن يتم دون ترقية هذه المناطق والتكفل بسكانها، وتوفير كافة متطلبات العيش الكريم لهم، يضيف محدثنا.
وحسب ذات المسؤول، فقد تم رصد غلاف مالي يقدر بأزيد من 5 مليار و700 مليون سنتيم، لتجسيد وتنفيذ مشاريع للتكفل بالطبقات الهشة بمناطق الظل التي تتواجد على مستوى اقليم الدائرة، مؤكدا بأن مناطق الظل أضحت شغلهم الشاغل.
وقد استفادت بلدية تيرني بني هديل من أربع مشاريع، فيما استفادت بلدية بني مستار من أربعة عمليات تنموية، بينما تم تسجيل 9 مشاريع ببلدية عين غرابة، وفي المقابل فإن بلدية المنصورة لا تحصي نقاط ظل.
لا تلاعب في الآجال...
وبخصوص وضعية تقدم المشاريع الممولة لفائدة مختلف مناطق الظل في إطار برنامج الحكومة، فقد تم الانتهاء من إنجاز كل المشاريع التي تم تسجيلها على مستوى الدائرة، مضيفا بأن مصالحه كانت قد شددت على استلام كافة المشاريع قبل نهاية السنة الجارية، بغية المرور للمرحلة الثانية وتسجيل مشاريع جديدة.
وجدد ذات المسؤول حرص مصالحه على تطبيق تعليمات السلطات العليا للبلاد على تجسيد عدد من المشاريع في ظرف وجيز وتذليل الصعوبات أمام كافة المعنين، بغية تحسين ظروف العيش القاطنين بهذه المناطق لاسيما في مجالات الربط بشبكتي الماء الشروب والصرف وكل المشاريع التي تعني بالحياة اليومية المواطنين.
وبعد مرور أزيد من عام وثلاثة أشهر من توليه رئاسة دائرة المنصورة بولاية تلمسان، أكد ابراهيم مباركي عزمه تطبيق كافة توصيات رئيس الجمهورية ووالي الولاية لتجسيد وتنفيذ المشاريع ذات الصلة بتحسين الإطار المعيشي لساكنة مناطق الظل والإلتزام لتنفيذ مخرجات لقاء الحكومة بالولاة.
وأضاف بأن التقييد بالآجال لتسليم المشاريع ووضعها قيد الاستغلال، تدخل في صلب اهتمامات السلطات المحلية، ليستفيد منها المواطنون، خاصة وأنها تعتبر استعجالية، فلا يمكن التهاون في مشاريع الربط بمختلف الشبكات من المياه الصالحة للشرب، الصرف الصحي، الغاز الطبيعي والكهرباء، لكونها من ضروريات الحياة، مضيفا كل المسؤولين يسهرون على تسليم المشاريع في آجالها القانونية.
وقال مباركي، أن حرص مسؤولي الولاية والدائرة على استلام كل المشاريع التي تم تخصيصها لفائدة سكان مناطق الظل في آجالها، اعتمد على تسطير برنامج عمل بالتنسيق مع المصالح التقنية من خلال عقد اجتماعات معها كل 15 يوم على مستوى الدائرة ليتم بعدها القيام بخرجات ميدانية من خلال لجنة خاصة لتفقد سير المشاريع والاطلاع على مدى تقدمها، مع تقديم ملاحظات بخصوص النقائص، مضيفا بأن مصالحه ترفع تقارير دوري لمصالح الولاية والتي بدورها تقوم خرجات ميدانية، من خلال لجنة ولائية، ما يؤكد حرص كافة المسؤولين على استلام المشاريع وعدم تهاونهم في الآجال، خاصة وأنهم لا يكتفون بالإطلاع على التقارير، كما أكد أن الخرجات الميدانية تسمح المسؤولين بالوقوف على الجودة في تنفيذ العمليات.
إشراك المجتمع المدني...
وقال مباركي، بأن المساعي الحثيثة للدفع بعجلة التنمية، تتطلب من مسؤولي الدائرة العمل وفق مقاربة ترتكز على إشراك المجتمع المدني بكافة أطيافه، للوصول إلى المبتغى، وتوفير ما يصبو إليه القاطنون بمناطق، التي تشهد تحسنا بالمقارنة مع كانت عليه سابقا.
وأشار إلى أن العمل الذي شرعت فيه مصالحه، يمر عبر فتح الأبواب أمام المواطنين والجمعيات وكافة شرائح المجتمع للتبليغ عن احتياجاتهم، مؤكدا بأن السلطات غير قادر على حصر كافة النقائص دون الاستعانة بالمجتمع المدني، الذي يلعب دورا هاما في بناء الجديدة.
وشدد المسؤول الأول على رأس دائرة المنصورة على رؤساء البلديات للحرص على إشراك المجتمع المدني من جمعيات ولجان أحياء وحتى مواطنين لتحريك عجلة التنمية، داعيا إياهم لتسهيل التواصل معهم ووضعهم في ظروف تسمح لهم بنقل احتياجات الساكنة بشكل دوري وسريع، من أجل التكفل بها، اذ أن وضع قطار التنمية على سكته الصحيحة غير ممكن دون الاستعانة بالمجتمع المدني، وقد أعطت منهجية عملنا ثمارها، بعدما تمكنا من تسجيل العديد من المشاريع التنموية واستكملنا الأشغال بها، وشرعنا في تحديد الاحتياجات الأخرى، التي ينتظر أن تفرج عنها السلطات الولائية في بداية العام القادم.
ويرى محدثنا، بأن المواطن واللجان والجمعيات، شريان هام لتحقيق التنمية، بفضلها يمكن احصاء النقائص وتسجيل مشاريع تعود بالنفع على الصالح العام، وهو الأمر الذي دفع مصالحه للعمل على انشاء وخلق لجان الأحياء في كل مناطق دائرة المنصورة تنفيذا للتعليمات المسداة من قبل السلطات العليا من جهة واشراكها في مسار التنمية من جهة أخرى، مؤكدا بأن المجتمع المدني بكل أطيافه أداة فعالة لضبط النقائص ومراقبة سير المشاريع.
وأضاف مباركي، بأن منهجية العمل المتبعة بالتنسيق مع المسؤول التنفيذي الأول على رأس الولاية سمحت بتجسيد العديد من المشاريع التنموية وتقديم اقتراحات لمشاريع جديدة لسنة 2022، سيجري الفصل فيها خلال بداية السنة القادمة خلال الاجتماع الذي سيعقده والي الولاية، مشددا على أن الأولوية تبقى لمناطق الظل لاستكمال برنامج التكفل بهم، كاشفا عن تسجيل 9 مشاريع لبلدية عين غرابة و4 لبلدية بني مستار ونفس العدد لساكني بلدية تيرني بني هديل.
تسهيلات للمستثمرين والفلاحين..
ولن تكون المشاريع التنموية، السبيل الوحيد لتحسين الإطار المعيشي لساكنة مناطق الظل ببلديات دائرة المنصورة، إذ تسعى السلطات المحلية لخلق مشاريع استثمارية تعطي من خلالها دفعا قويا للجهود المبذولة.
وقال ابراهيم مباركي، بأن دائرة المنصورة تحصي في بلدية تيرني بني هديل منطقة نشاطات تتوفر على كل المقومات اللازمة لتجسيد مشاريع تنموية، مشيرا إلى أن المنطقة استفادت من الربط بمختلف الشبكات وتمت تهيئتها وكل الظروف مهيئة للمستثمرين، داعيا إياهم للتقرب من المصالح المعنية للاستفادة منها، ليضيف قائلا في الوقت الحالي سجلنا انطلاق أربعة نشاطات استثمارية.
وقال رئيس دائرة المنصورة، بأن مصالحه تعمل في الوقت الراهن على تحفيز وتشجيع للمستثمرين للشروع في تجسيد مشاريعهم وخلق مناصب شغل لشباب الدائرة والتقليل من البطالة، مؤكدا بأن مصالحه تعطي أهمية بالغة لمنطقة النشاطات من خلال تهيئتها وربطها بكافة الشبكات لوضع للمستثمرين في أحسن الظروف.
وفي سياق متصل، أوضح ذات المسؤول، بأن مصالحه تعمل على دعم الفلاحين، من خلال تسجيل عمليات للربط وتوصيل الكهرباء للفلاحين، الذين قاموا بحفر آبار أو يملكون مخازن لتحفيزهم ودعمهم على الاستمرار في نشاطاتهم، التي تقدم القيمة المضافة للدائرة، خاصة في ظل توجه العديد من الفلاحين لشعبة الحمضيات.
وقال ذات المسؤول، بأن مصالحه استلمت اقتراحات لتجسيد مشاريع للمواد التحويلية، موجهة نداء لكافة مواطني الدائرة، وخاصة فئة الشباب منهم للتقرب من مصالحهم وتقديم مشاريعهم وأفكارهم لتوجيههم لإنشاء مؤسساتهم المصغرة، مؤكدا في ذات السياق على أهمية الولوج لشعب تربية المواشي والنحل، خاصة وأن مديرية الفلاحة تضع نصب عينيها شباب الدائرة لما تملكه من مقومات وخصائص تسمح بنجاح مشاريع القطاع الفلاحي.
ومن جانب أخر يحوز قطاع السكن على اهتمامات المصالح المحلية، تم مؤخرا توزيع أزيد من 1100 وحدة سكنية من صيغة الاجتماعي بكافة بلديات دائرة المنصورة، كما تم توزيع 50 مقرر للبناء الريفي في بلدية تيرني بني هديل و15 للبناء الريفي المبعثر، فيما ينتظر أن يستفيد ساكنة مناطق الظل من مقررات لتوزيع الاراضي لإطلاق عمليات لتشيد منازلهم، في بلدية عين غرابة المصنفة مع الهضاب، ما يعني بأن المنطقة ستستفيد من عمليات جديدة في قطاع السكن.